ووفقاً لحسنين محمد علي، مدير المؤسسة العامة لخط الحجاز، في تصريحات لصحيفة "الوطن" الموالية، فإن المحطة أجرت مقابل مبلغ 1.6 مليار ليرة سورية (أقل من مليون دولار أميركي)، مبيناً أن مدة الاستثمار 45 عاماً، يعود في نهايتها المشروع بالكامل لملكية المؤسسة.
وبحسب الصحيفة، يتضمن المشروع المنويّة إقامته في المحطة فندقاً بسعة 300 سرير من فئة الخمس نجوم، بمساحة 5100 متر مربع مع مجمع تجاري، ومطاعم، وصالات متعددة الأغراض.
ويتألف البناء من 12 طابقاً للفندق بكلفة أربعين مليون دولار، ومطعم بانورامي في الطابق الأخير بسعة ألف كرسي، وصالة بسعة 500 كرسي، ومركز لرجال الأعمال ومركز صحي وآخر رياضي، ومسبح، ومركز ترفيهي، وألعاب أطفال، وأربعة أقبية تستخدم مرأباً للسيارات، وخدمات للمجمع التجاري والفندق.
وتُعَدّ محطة الحجاز معلماً بارزاً من معالم العاصمة السورية المعمارية، ما دفع عدداً كبيراً من الناشطين السوريين المعارضين للحديث عن "عبث ممنهج" بتاريخ دمشق، وخاصة أن حكومة النظام لم تعلن بعد اسم الشركة التي استأجرت المكان.
ورجحت مصادر مطلعة فضلت عدم نشر هويتها لـ"العربي الجديد"، أن تكون الشركة الخاصة التي لم يعلن النظام اسمها، إيرانية، مشيرة إلى أن "النظام الذي أجّر الموانئ السورية والمطارات، والأراضي للروس والإيرانيين، إضافة إلى منحهم ثروات البلاد، لن يتردد في تأجير أو بيع أي شيء في سورية، بما في ذلك مبنى محطة الحجاز التاريخي".
وأُنشئت محطة الحجاز في مطلع القرن الفائت إبان الوجود العثماني في بلاد الشام، لتكون محطة مهمة من محطات القطار الذي أمر السلطان عبد الحميد الثاني بإنشائه، بدءاً من إسطنبول مروراً بقلب تركيا، ومن ثم إلى بلاد الشام، وصولاً إلى الحجاز في الجزيرة العربية.
— The Syrian Nation (@Syrian_Nation_A) June 4, 2020
|
وبدأ العمل في المحطة عام 1908، وانطلق أول قطار بخاري يحمل الحجاج إلى مكة المكرمة، حيث كانت دمشق التي أطلق عليها العثمانيون تسمية "شام شريف" مركز تجمع رئيسي لحجاج بيت الله الحرام من عدة بلدان.
واختصر القطار رحلة الحج من أربعين يوماً إلى خمسة أيام فقط، فضلاً عن تجنيب الحجاج مشقة الحج على الدواب مع مخاطر الطريق، وخاصة من قطاع الطرق. كذلك كان القطار ينقل التجار والبضائع إلى الجزيرة العربية، وكان الجيش العثماني يستخدمه لنقل الجنود والأسلحة والذخيرة.
وتوقف القطار عن العمل في عام 1917، مع خروج الأتراك من بلاد الشام إبان الحرب العالمية الأولى، بعد 400 سنة من الوجود العثماني في سورية الكبرى (سورية، لبنان، الأردن، فلسطين)، حيث تعرض الخط الحديدي للتخريب من تدمير جسور ونزع قضبان.
وتقع محطة الحجاز بين شارعي "النصر"، والحلبوني. وغير بعيد عنها شمالاً يقع فندق "الشرق" الذي كان أواسط القرن الفائت من أبرز فنادق دمشق.
وفي عام 1908، بدأ ينطلق من محطة الحجاز القطار الذي يربط العاصمة السورية بالمصايف في مناطق الزبداني، ومضايا، وبلودان في شمال غربي دمشق، ولا يزال هذا القطار يعمل حتى اليوم.
وتحولت المحطة بعد ذلك إلى مقر للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، ومركز للحجز على القطار الذي يربط العاصمة السورية بمدينة حمص وحلب والمنطقة الشرقية. كذلك كانت المحطة مركز تجميع للمسافرين الذين كانت الحافلات تنقلهم منها إلى محطة القدم جنوب العاصمة السورية، حيث تتوقف القطارات القادمة والمغادرة من العاصمة السورية.
— محمود حج علي (@mahmuthacali_ar) June 4, 2020
|
تمتد محطة الحجاز التاريخية على مساحة تبلغ نحو 925 متراً مربعاً، وتتميز بطابع معماري شرقي. وفي داخل المبنى درج عريض يتوسطها، إضافة إلى قسمين متناظرين تماماً، ويتوسطهما بهو كبير، كان مكاناً لانتظار المسافرين على القطار. وتتدلى من سقف المحطة الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً ثريا عملاقة، بينما يتزين سقف المحطة بنقوش شرقية مميزة. وكان يوجد فيها أكبر معمل لصيانة القطارات والعربات، أشرف على تجهيزه خبراء عثمانيون وألمان.