الأطفال في البرامج... ضحايا أولاً

24 يناير 2018
الطفل السوري يمان قصّار قبيل خروجه من البرنامج (فيسبوك)
+ الخط -
تحاول برامج المواهب الخاصة بالأطفال، تحقيق ربح ماليّ لبعض المحطات التي تعلم جيداً أن هذا النوع من البرامج، هو "بيضة الذهب" نظراً لتأثر الناس بها، وتفضيل مواهب الأطفال على المواهب الشابة. 

يلعب برنامج "ذا فويس كيدز" على هذه الوتيرة، وفق خطة وضعت مسبقاً. فيمزج بين أحوال الأطفال الاجتماعية والاقتصادية، وبين نقاط ضعفهم، في تقارير تظهر قبل صعود المشترك إلى المسرح، وهو ما يخلق تلقائياً حالة تعاطف معه.

ورغم نجاح هذا البرنامج، فإن حضور هؤلاء الأطفال فيها يثير أسئلة حول ما إذا كانوا تعرضوا للاستغلال، كما هو الحال في "ذا فويس كيدز" وغيره من البرامج التي تستعين بصغار السنّ كعنصر أساسي لنجاحها، خصوصاً في لبنان.

هكذا فعلت LBCI عندما استعانت بمجموعة من الأطفال، في برنامج "أحمر بالخط العريض" مع مالك مكتبي لأكثر من حلقة، فقامت باستعراض مشاكلهم ثمّ حاولت إيجاد حلول مؤقتة لها. وكذلك عمدت MTV اللبنانية، إلى استضافة مجموعة أخرى من الأطفال يحاورهم محمد قيس في برنامج "لما يحكوا الصغار"، ويناقشهم في أمور الحياة، وعلاقتهم بأهلهم ونشاطاتهم في المدرسة وغيرها، في تجربة حاولت هي الأخرى استمالة المشاهد نحو جرأة الأطفال وعفويتهم.

وانتهت المواجهة الثانية من برنامج "فويس كيدز" ولم تنته ردود الفعل العنيفة، تجاه ما قام به المدربون لناحية اختيار الأطفال وانتقالهم إلى الجولة الأخيرة من البرنامج، للإعلان عن الطفل الفائز.

أسئلة كثيرة طُرحت الأسبوع الماضي، مع احتدام الردود، على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، أثناء وبعد عرض الحلقة واتهام المدربين بأنهم انحازوا للمشتركين الأضعف هذا الموسم، بدلاً من المواهب التي تُبشر بمستقبل غنائي جيد.

على الرغم من اتجاه البرنامج لنقل المأساة السورية، وتخصيص مجموعة من التقارير في الحلقات الأولى تُسلط الضوء على ظروف بعض الأطفال السوريين المشاركين في "ذا فويس"، كان مستغرباً من قبل المدربين إقصاء المواهب السورية الأقوى من التصفيات النهائية، وخروجها باكراً من حلقات المواجهة.

يامن قصار، وكمي غرز الدين، اعتبرا بداية الموسم الحالي من أقوى الأصوات، الواعدة التي اقتحمت البرنامج هذه السنة.

لا إجابات شافية، حول إقصاء الطفلين وهما برأي المتابعين الأقوى أو الأوفر حظاً للفوز في نهاية البرنامج. أسئلة كثيرة لن يجيب عليها الفنان كاظم الساهر ولا زميلته نانسي عجرم وهما أعلنا من البداية أنهما ينحازان للصوت الأقوى، الصوت الذي يستطيع المنافسة الجادة في النهائيات. لكن يبدو أن أمنيات البداية لم تأت على قدر التوقعات التي انتظرها الأطفال وذووهم، ففاضت المواجهة الثانية بالتأثر الواضح.

وفي السياق اعتبر الفنان تامر حسني أنه الأقوى لجهة الاختيار في المنافسة، والمواجهات. تامر حسني بدأ هادئًا ويتمتع بفريق قوي، بعدياً عن "بروباغندا" يتقصدها صاحب "ان كنت نسيت" في أعماله الفنية. حسني كان محترفًا لجهة تدريب فريقه، واختيار المواهب التي يجب أن تواجه بعضها بطريقة تنافسية بين الأقوى والأقل موهبة. وبرأي المتابعين، الذين انتقدوا خيارات الساهر ونانسي، فإن ما فعله حسني هو الأسلم بالنسبة للمواهب ويتناسب مع تطلعات ورأي الجمهور المتابع، وهو الذي سيكون الحكم في الحلقة المباشرة الأخيرة من البرنامج التي تعرض مباشرة على الهواء خلال الأسبوعين المقبلين.


المساهمون