متحف العُملة.. 25 قرناً من التاريخ في تونس

19 فبراير 2015
6BECBFE5-5883-426B-A3AE-0CEED812BCCB
+ الخط -

معهد لتأهيل ضحايا التعذيب في تونس "منارة تاريخية وثقافية ودينية لتونس، ورافد من روافد حضارة البلد، ومرجع حقيقي للذاكرة النقدية التونسية". بهذه الكلمات وصف مكي جبنون، متحف العملة في تونس الذي يديره، ويحتوي على حوالي 2000 قطعة نقدية تعود إلى أكثر من ألفي عام.

فمن نقود قرطاج ( 814 ق م – 146 ق م) إلى عملة الرومان ( 146 ق م – 431 م) إلى دراهم الأغالبة (800 م- 909 م) والفاطميين (906م- 973م)  مروراً بالدولة الحفصية (1228 م – 1573 م) وصولاً إلى النقود زمن العثمانيين (1574-1881م)، وعملة دولة الاستقلال( 1956 إلى اليوم)، يعبر الزائر متحف العملة في تونس العاصمة تاريخ تونس من خلال نقود وعملات هذه العهود.

وتأسس متحف العملة بتونس في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، ليخلد ذاكرة أهم الفترات التاريخية التي مرت بها النقديات التونسية، التي تمثل مجموعة ثرية، تمتد على قرابة ألفين وخمسمائة سنة من تاريخ العملة المتداولة في تونس.



ويقع المتحف في شارع محمد الخامس أحد أكبر الشوارع المعروفة في البلاد محاطاً بأهم المصارف والبنوك التونسية، ويفصل بينه وبين بناية حزب التجمع المحل (الحاكم في عهد الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي) 500 متر.

يقول مكي جبنون، مدير المتحف: "لدينا 2000 قطعة نقدية، أهداها المؤرخ حسن حسني عبد الوهاب (1884 – 1968م) إلى أول محافظ بنك مركزي تونسي، الهادي نويرة، بهدف تمكين الشباب التونسي من معرفة تاريخ العملة من خلال الإصدارات النقدية والأوراق النقدية المتداولة. وتُعرض هذه القطع النقدية في 43 واجهة تحتوي كل منها على عدسة مكبرة متحركة لتسهيل فك رموزها أمام الزائرين والباحثين".

وتعود هذه المعروضات إلى عهود قديمة، إذ تحتوي على قطع نقدية من العهد البونيقي (350 - 260 قبل الميلاد) والروماني (238 - 134 قبل الميلاد) والإسلامي، ومختلف الحقب التاريخية التي مرت بها تونس، وصولاً إلى التاريخ المعاصر، بحسب جبنون.



وأوضح مدير المتحف، أنّ أول الإصدارات النقدية المعروضة، تعود إلى أواخر القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عندما كانت قرطاج تمثّل القوة الأولى غرب البحر الأبيض المتوسط.

وتحمل هذه القطع النقدية من الذهب والفضة والبرونز على أحد وجهيها، صورة آلهة مانحة الخصوبة، ومن الخلف حصاناً في أشكال مختلفة، قبل أن تُحذف هذه الصور في العهد الإسلامي وتُعوض بصورة كُتب عليها "لا إله إلا الله".

وأضاف جبنون: "إن المتحف يزخر بمجموعة نادرة من النقود الذهبية والفضية المصكوكة في أفريقيا في العهد الإسلامي، خصوصاً بعد تأسيس دولة الأغالبة في القيروان (800 م- 909 م) ثم قيام الدولتين الفاطمية (906م- 973م) والحفصية (1228 م – 1573 م)".

ويلاحظ زوار المتحف، الشكل الهندسي المميز الذي يبدو عليه، إضافةً إلى التقنيات الحديثة المعتمدة من القائمين عليه، لحماية العملات النقدية، من خلال توفير الإضاءة لكل واجهة بلورية، والعمل على منع تسرب الحرارة والرطوبة إليها، فهي تمثل بالنسبة للمختصين والخبراء مرجعاً حقيقياً للذاكرة النقدية التونسية.

اقرأ، أيضاً: فقراء تونس الطبقة الوسطى مهددة بالتلاشي
اقرأ، أيضاً: معهد لتأهيل ضحايا التعذيب في تونس

المساهمون