لا يمكن لمتابع الدراما السورية في عام 2019 إلا أن يلاحظ موجة من الأمل انتابته بعدما تمكنّ مسلسل "دقيقة صمت" من صناعة حالة جماهيرية في الشارع، وإعادة شمل الشارع السوري بمختلف أطيافه حول ثلاثين ساعة درامية على مدى موسم رمضان 2019، ولا يستطيع المشاهد إلا أن يستذكر جمال الثنائيات التي قدمها مسلسل "مسافة أمان" بين سلافة معمار وإيهاب شعبان، وعبد المنعم عمايري وكاريس بشار، وقيس الشيخ نجيب وحلا رجب.
في ظل ذلك، يطل كل من سلوم حداد وسمر سامي معاً في "عندما تشيخ الذئاب"، ليعبّر ألق الحضور عن نفسه، ويحول الجميع من جوارهم إلى نجوم من هيا مرعشلي ومحمد حداقي وأيمن رضا وعلي كريم وأنس طيارة.
نفق معتم
هكذا، شقت الدراما السورية طريقها في نفق معتم، واستبشر صناعها خيراً بتقديم ثلاثة أعمال تنافست في ما بينها، بل طغت على حضور الأعمال المشتركة، ولا سيما مسلسل "دقيقة صمت" الذي جذب الجمهور العربي في لبنان والعراق، وتصدّر قوائم المشاهدة، قبل أن تقلب الكفة لصالح النظام الذي آلمه رأسه من إفساح المجال للدراما (جزئياً) للتحرك في سورية، وعاد الوضع الإنتاجي إلى أسوأ مما كان عليه.
مصادر من داخل الوسط الفني تحدثت إلى "العربي الجديد" عن تدقيق الرقابة بشكل هائل بعد عرض المسلسل وتصريحات معارضة لكاتب النص سامر رضوان، ما دفع بالرقابة إلى رفض نص ثان لسامر، وتقييد عمل مجموعة من الشركات فضلاً عن فرض خطوط حمراء ترفض الرقابة المساس بها، وهو ما أحبط المنتجين العرب من الدخول في السوق السورية، لا سيما في الربع الأخير من العام، بعد انكفاء مؤسسة أبوظبي للإعلام عن إنتاج نصوص اجتماعية في سورية، والتوجه إلى دعم مسلسلات بدوية وتاريخية، في حين تنشغل السعودية في وضعها الداخلي من دون أي استعداد للدفع في السوق السورية كصناعة درامية منافسة.
منصّات إلكترونية
في حين ساهمت أزمة الدولار في الشهرين الأخيرين بتأجيل أعمال كان من المقرر انطلاقها مطلع الشتاء، وانتظار قرارات الميزانية لإعلان بداية الإنتاج أو عدمه، مع توجه الشركات الكبرى للمغامرة في الإنتاج خارج سوق رمضان، ما ينبئ باحتمالية خسارة الموسم الرمضاني القادم من قبل الدراما السورية لصالح مسلسلات قصيرة تباع لمنصات إلكترونية، ولا سيما "شاهد" و"نتفليكس"، ومسلسلات ضخمة الإنتاج تحمل طابع المشروع السنوي، كما حدث في "ممالك النار"، ويجري التحضير له في "سفر برلك".
اقــرأ أيضاً
ولسان حال السوريين اليوم بعد انتهاء عرض مسلسل "ممالك النار": نعم اجتمع النجوم مجدداً واستطاعت الدراما التاريخية أن تعيد القديرة منى واصف للقصور وتمنح الفرصة للفنان محمود نصر لبطولة ضخمة الانتشار، ولكن هذا ينفع ذاكرة جمهور غير سوري تعود على الاستهلاك، وليس جمهوراً يحفظ الأعمال التاريخية جيداً ويتغنى بما صدرته من نجوم. وهذا ما يشير إلى عام قادم يحضر فيه النجوم من دون الأدوار المؤثرة، وتغيب فيه ملامح حضور الدراما السورية في موسم جديد، بعد أمل جزئي ما لبثت ظروف البلاد وتعنت النظام أن وأدت الأمل في تحرر الدراما السورية من فساد منتجيها.
نفق معتم
هكذا، شقت الدراما السورية طريقها في نفق معتم، واستبشر صناعها خيراً بتقديم ثلاثة أعمال تنافست في ما بينها، بل طغت على حضور الأعمال المشتركة، ولا سيما مسلسل "دقيقة صمت" الذي جذب الجمهور العربي في لبنان والعراق، وتصدّر قوائم المشاهدة، قبل أن تقلب الكفة لصالح النظام الذي آلمه رأسه من إفساح المجال للدراما (جزئياً) للتحرك في سورية، وعاد الوضع الإنتاجي إلى أسوأ مما كان عليه.
مصادر من داخل الوسط الفني تحدثت إلى "العربي الجديد" عن تدقيق الرقابة بشكل هائل بعد عرض المسلسل وتصريحات معارضة لكاتب النص سامر رضوان، ما دفع بالرقابة إلى رفض نص ثان لسامر، وتقييد عمل مجموعة من الشركات فضلاً عن فرض خطوط حمراء ترفض الرقابة المساس بها، وهو ما أحبط المنتجين العرب من الدخول في السوق السورية، لا سيما في الربع الأخير من العام، بعد انكفاء مؤسسة أبوظبي للإعلام عن إنتاج نصوص اجتماعية في سورية، والتوجه إلى دعم مسلسلات بدوية وتاريخية، في حين تنشغل السعودية في وضعها الداخلي من دون أي استعداد للدفع في السوق السورية كصناعة درامية منافسة.
منصّات إلكترونية
في حين ساهمت أزمة الدولار في الشهرين الأخيرين بتأجيل أعمال كان من المقرر انطلاقها مطلع الشتاء، وانتظار قرارات الميزانية لإعلان بداية الإنتاج أو عدمه، مع توجه الشركات الكبرى للمغامرة في الإنتاج خارج سوق رمضان، ما ينبئ باحتمالية خسارة الموسم الرمضاني القادم من قبل الدراما السورية لصالح مسلسلات قصيرة تباع لمنصات إلكترونية، ولا سيما "شاهد" و"نتفليكس"، ومسلسلات ضخمة الإنتاج تحمل طابع المشروع السنوي، كما حدث في "ممالك النار"، ويجري التحضير له في "سفر برلك".
ولسان حال السوريين اليوم بعد انتهاء عرض مسلسل "ممالك النار": نعم اجتمع النجوم مجدداً واستطاعت الدراما التاريخية أن تعيد القديرة منى واصف للقصور وتمنح الفرصة للفنان محمود نصر لبطولة ضخمة الانتشار، ولكن هذا ينفع ذاكرة جمهور غير سوري تعود على الاستهلاك، وليس جمهوراً يحفظ الأعمال التاريخية جيداً ويتغنى بما صدرته من نجوم. وهذا ما يشير إلى عام قادم يحضر فيه النجوم من دون الأدوار المؤثرة، وتغيب فيه ملامح حضور الدراما السورية في موسم جديد، بعد أمل جزئي ما لبثت ظروف البلاد وتعنت النظام أن وأدت الأمل في تحرر الدراما السورية من فساد منتجيها.