لكن هذا اليأس، لم يتملك الصانع والعازف اليمني شوقي الزغير، الذي تمسك بمهنته والكسب القليل منها في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، للحفاظ على هذا التراث المهني الذي ورثه عن والده، منذ عشرين عاماً.
ويطلق على هذا العود اسم "العود الصنعاني" وفقاً لشوقي الزغير، مشيراً إلى أن تسميته قديماً كانت "آلة القنبوس"، وخاصة في مناطق حضرموت، ثم ظهرت تسمية أخرى هي "آلة الطربي"، حيث استخدم من أيام الشاعر يحيى عمر في القرن الرابع عشر الميلادي.
ويسرد شوقي خطوات صناعة آلة العود من قصّ الخشب وإعداد "الطاسة" وصولاً إلى التنظيف، لافتاً إلى أن نوعية الخشب تؤثر في صوت النغمات، فكلما كان الخشب جيداً كانت نغماته أكثر صفاء.
وحول الصعوبات التي تواجهه، يشير الزغير إلى أن الحصول على الموادّ الخام بات صعباً نتيجة الحرب، وخاصة أن هناك أخشاباً غالية جداً، وغير متوافرة في اليمن، مشيراً إلى أن الخشب يتطلب تخزيناً جيداً حتى لا يفسد، مشدداً على ضرورة أن يكون الصانع عازفاً في نفس الوقت، حتى يخرج صوت العود بالشكل المناسب.
ما يميز الصناعة اليدوية نقاوة الصوت وخفة الوزن، كما يرى الزغير، آملاً فتح مراكز حكومية متخصصة، لتعليم الشباب الموسيقى والابتعاد عن أجواء الحرب، ولتوثيق كافة الأغاني والموروث الشعبي اليمني.
وتوثيق التراث الغنائي الموسيقي اليمني منقوص. وأكثر من ذلك، فإن بعض الفنانين العرب يستخدمون الألحان اليمنية وينسبونها إليهم، لكن لا يستطيع أحد إثبات ذلك لعدم وجود توثيق رسمي، حسب قوله.