رجل أعمال بدأ مسيرته كعامل في محطة بنزين

15 ابريل 2015
رجل الأعمال الفلسطيني طارق النتشة (العربي الجديد)
+ الخط -
أذهل الناس ببساطته وقربه منهم، هو طارق النتشة، أحد أشهر رجال الأعمال الفلسطينيين الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة للمحروقات في فلسطين.

بداية الطريق
ولد طارق النتشة عام 1971 في قرية بيت عور التحتا، الواقعة غرب رام الله، تلقى تعليمه في مدارسها، ترعرع في عائلة ريفية بسيطة وفقيرة. بدأ طارق مشواره مسؤولاً عن العمال في شركة محروقات في منطقة دير اللطرون، وكان يحصل على عمولة لقاء كل زبون يستقطبه للمحطة، وبعدها عُرض عليه العمل في محطة محروقات في قلنديا، وهو ما كان حتى عام 1999. بعدها قرر النتشة العمل بمفرده، تلقى "الدعم والمساندة من الأهل والأصدقاء"، متحدياً الاحتلال وقيوده.


أصبح من أهم رجال الأعمال الفلسطينيين، واستطاع أن يكوّن شركة أصبحت من كبريات شركات المحروقات في الوطن بثلاثة عشر فرعاً، وبفضل حنكته، أصبحت شركته الأولى في فلسطين واستطاعت أن تكون منارة في مجال المحروقات.

يملك النتشة اليوم شبكة محطات للمحروقات، بالإضافة لمشاريع بالشراكة مع عمه فاروق الشامي في 105 دول، ويعمل في مجالات أخرى عدا المحروقات، مثل صناعة الشامبوهات وغيرها من الأعمال الحرة، وحصل أخيراً على وكالة شركة زيوت توتال الفرنسية، وينسب الفضل في ذلك إلى رجل الأعمال حنا جدعون.

يقول طارق، لـ"العربي الجديد": العمل الاقتصادي لا يخلو من المشاكل والمعيقات، فهو كحقل من الألغام نتيجة للمنافسة الكبيرة بين أصحاب الأعمال، إلا أنه بالصبر والحنكة نتغلّب على كافة المنغصات. ويوفر طارق النتشة العمل لأكثر من 300 عامل وموظف يعملون في مجموعته التجارية المنتشرة في أرجاء الضفة، وتمكن أخيراً من الحصول على وكالة زيوت شركة توتال الفرنسية في فلسطين.

يقول: "أمتلك الآن ثلاث عشرة محطة محروقات، ولكنني لم أحصل إلا على ترخيص واحد، وهذه محطات كانت قائمة ومتعثرة ومديونة لوزارة المالية وكان البعض منها مغلق، فتواصلت من خلال المصارف وعلاقاتي واشتريت هذه المحطات وسددت الديون لوزارة المالية ودفعت ما تبقى لأصحاب هذه المحطات".

خلال الأعوام الخمسة الماضية، شارك طارق في سبعة مؤتمرات، منها على أرض الوطن وأخرى خارجه، يقول: كنا نسعى لإرسال رسالة إلى رجال الأعمال حول فرص الاستثمار في فلسطين بجهود فلسطينية حثيثة". ويدعو طارق الفلسطينيين المغتربين للقدوم إلى فلسطين واستغلال الفرض الاستثمارية والقوانين الجاذبة للاستثمار في الأراضي الفلسطينية والتسهيلات التي تقدمها السلطة الفلسطينية لخلق فرص عمل في فلسطين وإتاحة المجال أمام الأجيال الشابة.

نجاح من رحم المعاناة
ويضيف طارق: قد أكون مختلفاً عن أي رجل أعمال آخر، لأنني من بيت فقير ومن أسرة متواضعة، وأعيش حياة متواضعة، وهذا يزيدني قوة وإصراراً ويمنحني احتراماً من الآخرين. عشت بعضاً من تفاصيل المعاناة في بداية حياتي، لكن هذه المعاناة كانت سر قوتي وإصراري على تحدي الظروف".


يدعو طارق رجال الأعمال إلى النظر بعين الرحمة للعائلات المستورة، ويضيف: "أركز على مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة بالدرجة الأولى، لأن لديّ شقيقان يعانيان من الإعاقة، وكذلك أركز على توفير العلاج لأطفال غزة، ونحضرهم إلى مشافي الضفة للعلاج، ولا أنسى أيضاً أبناء وطني في مخيمات لبنان الذين يعانون الفقر ويعيشون ظروفاً حياتية صعبة جداً، وأنا أصغر عضو في لجنة هيئة التكافل الأسري التي شكلها الرئيس محمود عباس، التي تشرف على توفير الدعم لـ13 مخيماً في لبنان".

يكشف طارق، خلال سرده بعضاً من تفاصيل حياته المهنية والخاصة لـ"العربي الجديد"، أن سر نجاحه وتوفيقه من الله ورضا الوالدين والصدق مع نفسه ومع الآخرين.

ويرى طارق النتشة أن فلسطين تحتاج إلى الابتكار في المشاريع الاستثمارية وليس استنساخ الموجود والتقليد، داعياً للمتابعة مع صندوق الاستثمار وهيئة تشجيع الاستثمار ووزارة الاقتصاد الوطني لخلق وإنشاء مشاريع جديدة حسب حاجة السوق المحلي.

ورغم أن طارق يعتبر أنه أحلامه تحققت، إلا أنه يرى طموحاته تعانق السماء، ويدعو الشباب الجامعيين الفلسطينيين لأخذ زمام المبادرة وشق الطريق لتحقيق أحلامهم وأهدافهم وإخراج ما لديهم من أفكار وابتكارات وإبداعات إلى حيّز التنفيذ.

الوطن بالنسبة لطارق النتشة هو الهوية والوجود والكيان، والنجاح هو نبراس الأمل، والأم هي الوطن، أما الفشل، فهو غير موجود في قاموس رجل الأعمال الفلسطيني الشاب.

ويبدو المستقبل مشرعاً أبوابه أمام رجل الأعمال طارق النتشة، الذي لا يزال في بدايات العقد الخامس من عمره، وطموحه أن يدخل عالم المحروقات من أوسع أبوابه على مستوى المنطقة العربية.

إقرأ أيضا: الاستثمار الطبي في الخليج: تحوّلات جاذبة (ملف)
دلالات
المساهمون