العراق: إقصاء مئات المرشحين من سباق الانتخابات بسبب "البعث"

03 ابريل 2018
أقصت "هيئة المساءلة والعدالة" 374 مرشحاً(حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

بات يتحتم على أكثر من 30 حزباً سياسياً في العراق، أن تقدم بدلاء عن مرشحيها الذين تم إقصاؤهم، أمس الإثنين، من السباق الانتخابي، على يد "الهيئة العليا للمساءلة والعدالة"، المتخصصة في ملف حزب "البعث"، الذي تمّ حظره في البلاد عقب الاحتلال الأميركي في عام 2003.

وأصدرت "الهيئة العليا للمساءلة والعدالة"، ليل أمس الإثنين، بياناً رسمياً، أعلنت فيه انتهاءها من عملية تدقيق أسماء المرشحين للانتخابات، مؤكدة إقصاء 374 مرشحاً، بسبب ارتباطهم السابق بحزب "البعث" المحظور.

ووفقاً لبيان "الهيئة"، فإن "الذين لم تشملهم إجراءات المساءلة والعدالة، سيكون بإمكانهم المشاركة في الانتخابات، وعددهم أكثر من 6800 مرشح".

مصادر من داخل مفوضية الانتخابات، كشفت لـ"العربي الجديد"، أن القائمة التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، كانت الأعلى من حيث عدد المرشحين المجتثين، تليها "قائمة القرار" التي يتزعمها السياسي العراقي خميس الخنجر، ثم قائمة "سائرون" التي يتزعمها مقتدى الصدر. وللمرة الأولى، سجلت أسماء مجتثة من قائمة نوري المالكي ("دولة القانون") وقائمة "النصر" بزعامة حيدر العبادي، رئيس الوزراء الحالي، تبين أنها لمرشحين على صلة سابقة بحزب "البعث" وأخفوا ذلك.


وسلّمت القوات الأميركية في آب 2003 قوائم أسماء ضباط وجنرالات الجيش العراقي وقيادات حزب "البعث" العراقي والاستخبارات والأمن الخاص للحكومة العراقية، بعدما كانت صادرتها من قاعدة بيانات النظام العراقي السابق. وعلى إثرها، باشرت الحكومة بعمليات اجتثاث واسعة لتلك الأسماء، طاولت أكثر من نصف مليون شخص، غالبيتهم من الجيش العراقي وحزب "البعث" وجهاز الاستخبارات، والحرس الجمهوري، ومنتسبي الأمن الخاص.

وقال عضو في مجلس أمناء المفوضية، لـ"العربي الجديد"، إن الكتل التي أقصي منها أعضاء بفعل "هيئة المساءلة والعدالة" (هيئة اجتثاث البعث سابقاً) سيكون عليها تقديم أسماء جدد في أقرب وقت ممكن، لافتاً إلى أن عدد المرشحين انخفض من 7376 مرشحا إلى 6898 مرشحاً".

وأكد العضو في مجلس أمناء المفوضية أن المفوضية فاتحت منظمات دولية وعربية وأوروبية ومحلية، للمشاركة في عملية مراقبة الانتخابات، مضيفاً أن "الأمم المتحدة وأكثر من 200 منظمة عربية وأوروبية ستشاركُ في الكرنفال الانتخابي بالعراق، ومهمتها رقابية بحتة، وستكون معتمدة كذلك في تقاريرها التي تصدر عنها بشكل آني خلال يوم الاقتراع العام، أو الخاص لأفراد الجيش والشرطة ونزلاء السجون والمستشفيات".

 في هذه الأثناء، قال أمير الكناني، القيادي البارز في "التيار الصدري"، إن زعيم "التيار"، مقتدى الصدر، "غير مطمئن لعمل مفوضية الانتخابات ويشكك فيها"، موضحاً، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية اليوم، أن الصدر "كان دعا إلى إجراء انتخابات بإشراف أممي، خصوصاً في المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش، والتي تحوي أكثر من مكون".

ولفت إلى أن "القناعات لدى الصدر لجهة بقاء احتمالات التزوير قائمة، وتأتي بسبب المفوضية، كونها تمثل، في النهاية، أحزاباً سياسية تتحكم في مجريات الأمور، وسبق له أن طالب بتغييرها، مثلما طالب بتغيير قانون الانتخابات، وهي أمور لم تتحقق بالطريقة التي نطمح إليها".

المساهمون