انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، المتواجدان حالياً في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، البيان الأخير لقادة الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، بينما اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن الوقت حان لإيران كي تساعد في نزع فتيل الأزمة.
وقال روحاني إنّ ما جاء في البيان من اتهامات لإيران بالمسؤولية عن الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية السعودية، "لا أساس له".
فيما أكد ظريف أنه "لن يحصل اتفاق جديد قبل الالتزام بالاتفاق (النووي) الحالي"، وذلك رداً على دعوة الدول الأوروبية الثلاث، طهران، إلى مفاوضات طويلة الأمد حول برامجها الصاروخية والنووية، ونفوذها الإقليمي.
ومساء أمس الإثنين، أصدر كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بيانا ثلاثيا مشتركا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حمّل إيران المسؤولية عن الهجوم على منشأتي نفط لشركة "أرامكو" السعودية، في الرابع عشر من الشهر الجاري.
وأكد البيان أنّ "الوقت قد حان لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي، وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية".
وجاء انتقاد الرئيس الإيراني، لهذا البيان، في لقاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس، استغرق أكثر من 90 دقيقة، على هامش أعمال الجمعية العامة، قائلاً، بحسب ما أوردته وكالة "إيسنا" الإيرانية، إنّ ما جاء في البيان الأوروبي "اتهامات لا أساس لها من الصحة".
وقال المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، في تغريدة على "تويتر": "بحث الجانبان سبل إنقاذ الاتفاق (النووي) الإيراني، والعلاقات الثنائية، ومبادرة الرئيس روحاني الجديدة للمنطقة: "الأمل".
Twitter Post
|
من جهته، ذكر مكتب ماكرون، في بيان نقلته وكالة "رويترز"، أنّ الرئيس الفرنسي قال لنظيره الإيراني، إنّ الطريق نحو تقليل التوتر في المنطقة يزداد صعوبة، وإن الوقت حان لإيران كي تساعد في نزع فتيل الأزمة.
ونقل البيان عن ماكرون قوله "في الموقف الراهن، بات طريق وقف التصعيد ضيقاً، ولكن له أهمية عن أي وقت مضى، وقد حان الوقت أمام إيران كي تتخذ (هذا الطريق)"، مضيفاً أن من الضروري بدء حوار بشأن قضايا أمن المنطقة.
وزير الخارجية الإيراني اختار الرد، عبر موقع "تويتر"، على مواقف الترويكا الأوروبية من الهجمات على "أرامكو"، ودعوتها إلى مفاوضات طويلة الأمد للاتفاق بشأن القضايا التي لطالما اعتبرتها طهران، خلال الأشهر الماضية، تمثل "خطوطا حمراء" بالنسبة لها، في مقدمتها البرنامج الصاروخي الإيراني.
وأكد ظريف أنّه "لن يكون هناك أي اتفاق جديد قبل الالتزام بالاتفاق الحالي"، وذلك في إشارة إلى الاتفاق النووي، الذي تتهم إيران أوروبا بعدم تنفيذ تعهداتها تجاهه بعد الانسحاب الأميركي منه.
وقال ظريف، في تغريدته، إنّ الدول الأوروبية الثلاث "فشلت في تنفيذ التزاماتها من دون إذن أميركا منذ مايو/أيار 2018 حتى اليوم"، معتبراً أنّ "الحل لهذا العجز يتمثل في: إرادة جمعية لإيجاد مسار مستقل، وعدم تكرار المزاعم الأميركية الواهية، والانسجام مع خطة العمل الشاملة المشتركة" المبرمة عام 2015 بين إيران والمجموعة "5+1".
Twitter Post
|
وحول مضامين اللقاء بين ماكرون وروحاني، أورد موقع الرئاسة الإيرانية، أنّ الجانبين ناقشا خلاله تفاصيل الجهود الفرنسية، وبقية الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي للحفاظ عليه، وكذلك التطورات والظروف الحساسة في المنطقة، ومبادرة الرئيس الإيراني لتأمين الملاحة في الخليج، والتي تعرف باسم "السلام في مضيق هرمز".
وأمس الإثنين، أعلن رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، تأييده إبرام اتفاق جديد مع إيران، وهي الدعوة التي أطلقتها في الأساس الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة دونالد ترامب، بداية لدى انسحابها من الاتفاق النووي، الذي تعدّ بريطانيا إحدى القوى الست التي وقّعت عليه عام 2015.
وعلى الفور، رد ترامب بشكل إيجابي على دعوة رئيس الوزراء البريطاني، وقال إنّه يعرف جونسون جيداً ويحترمه، ولم يفاجأ بطرحه للفكرة.
غير أنّ ترامب رفض مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، في النزاع القائم بين البلدين.
وقال ترامب، للصحافيين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الإثنين "نحن لا نحتاج إلى وسيط. هو (ماكرون) صديقي لكننا لا نبحث عن أي وسطاء".
وأوضح ترامب، وفق ما أوردته "رويترز"، أنّ جدول أعماله لا يشمل الاجتماع بالرئيس الإيراني حسن روحاني، هذا الأسبوع، لكنه لم يستبعد الاجتماع به في نيويورك.
ومن المقرر أن يجتمع ماكرون بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت لاحق اليوم الثلاثاء، لبحث الملف الإيراني.