تونس: أربعة أهداف لـ "حراك" المرزوقي

30 يناير 2015
لن يكون الحراك حزباً سياسياً بل شبكة مدنيّة(فرانس برس)
+ الخط -

لم يتأخّر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، في الإعلان عن مضمون ميثاق "حراك شعب المواطنين"، الذي كشف عن توجّهه لتأسيسه، بعدما خسر في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي. وجاء نشره مضمون الميثاق، قبل يومين على صفحته الشخصيّة في موقع "فايسبوك"، بعد إشارة قيادي في حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، إلى أنّ "الإعلان عن تأسيس الحراك سيجري في المؤتمر الوطني العام، الذي يعقد في العشرين من شهر مارس/آذار المقبل".

وفي سياق متصل، يقول مستشار الرئيس السابق لـ "العربي الجديد"، عدنان منصر، أنّ "الميثاق المنشور هو حدّ أدنى مُشترك، جرت صياغته بناء على ما يجمع المنتمين للحراك"، لافتاً إلى أنّ التوافق عليه يأتي "بعد عشرات اللقاءات في العاصمة والجهات".

ويوضح منصر أنّ الميثاق "يُعدّ بمثابة وثيقة الانتماء للحراك أيضاً، والانتماء يمكن أن يكون فردياً بالأساس"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الوثيقة أشبه بـ"برنامج عمل، يحضر فيه الجانب السياسي، إنّما بالتكامل مع الثقافي والاجتماعي". ويضيف: "من هذا المنطلق، لا يتعلّق الأمر حتّى الآن بحزب سياسي أو بجبهة أحزاب، بل بديناميكيّة أوسع بكثير"، لافتاً إلى أنّ "هدف المؤتمر العام المقبل تركيز الهياكل المدنية للحراك، على شكل شبكة مدنية، ولا يتعلّق الأمر حتّى الآن بالإعلان عن تأسيس حزب"، وإن كان لا ينفي ذلك "إن توفّرت الظروف".

ويورد ميثاق "حراك شعب المواطنين" أن "تحقيق أهداف الثورة قد تعثّر لأسباب، تتحمل سلطة المرحلة الانتقاليّة جزءاً كبيراً من المسؤولية فيها، وهو ما أدى إلى عودة المنظومة القديمة بعناوينها المستعارة، معتمدة على آليات الاستبداد وثقافته من تضليل إعلامي ومال سياسي واستغلال وضع اجتماعي وأمني متوتّر في سياق إقليمي ودولي مناهض لثورات الربيع العربي".
ويعتبر الميثاق أنّ "هذا التعثّر ليس إلا مرحلة من مسار طويل، فيه المدّ والجزر، ويتطلّب منّا الكثير من الصبر والثبات والعودة إلى ساحة النضال بعزيمة لا تفتر، حتى نكون أوفياء بحقّ لدماء الشهداء، وحتى نستطيع بالفعل تحقيق ما قامت من أجله الثورة".

ويحدّد الميثاق أربعة أهداف سيعمل الحراك على تحقيقها "بكل الوسائل السلمية"، أوّلها "الدفاع عن استقلاليّة القرار الوطني والوحدة الوطنية، باعتبارهما مكسبين أساسين لا يحقّ لأحد التفريط فيهما أو تهديدهما". ويشكّل "التصدي لأي بوادر لعودة الاستبداد والدفاع عن الحقوق والحريات، التي اكتسبت بفضل الثورة، وعن الدستور الذي كأن أكبر إنجازاتها، والعمل على ترسيخ ديمقراطية فعلية لا يفسدها المال السياسي وإعلام التضليل، وتحرير إرادة الناخب من الترغيب والترهيب وبناء ديمقراطية قاعدية على المستوى المحلي والمناطقي لإشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين في تقرير مصيرهم"، الهدف الثاني للحراك.

وفي إطار الهدف الثالث، يسعى الحراك للعمل على "خلق نمط تنموي جديد، يقوم على اقتصاد تضامني منتج يؤسّس لتنمية محليّة مستدامة وشاملة، قوامها الثقافة والحوكمة الرشيدة، على أن يكون هدفه الأول محاربة الفقر وتنمية المناطق المحرومة ومقاومة الفساد وفرض العدالة الجبائية والحفاظ على البيئة والثروة الوطنية".
ولا تغيب "بلورة مشروع ثقافي وطني في مجالات التربية والتعليم"، عن أهداف الحراك، الذي سيسعى إلى أن "يعيد للمدرسة دورها في بناء العقول المبدعة والمهارات المنتجة، وللقيم مكانتَها، وقيم المواطنة من قبول بالتعددية واحترام حقوق الآخرين والتسامح والاعتدال ويوائم بين قيم الهوية العربية الإسلامية ومكتسبات الحداثة والقيم الكونية، وينتصر لقضايا التحرر وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني المقاوم".
وتدعو وثيقة الحراك، انطلاقاً من "هذه المرحلة البالغة الخطورة في تطور المسار"، إلى "تضافر كلّ الجهود والإبداعات لتأسيس إطار مرن ومتماسك يوالف بين السياسي والمجتمعي والثقافي بروح جديدة".

المساهمون