جنرال إسرائيلي: غاراتنا في سيناء تضر بأمننا

11 ابريل 2017
ليبرمان ألمح إلى تصفية عناصر من "ولاية سيناء"(ليا يفيموفيتش/Getty)
+ الخط -
حذّرت مصادر أمنية إسرائيلية من مخاطر زيادة الدوافع لدى تنظيم "ولاية سيناء" للمسّ بالأهداف الإسرائيلية، بسبب زيادة الشواهد والدلائل على الدور المتعاظم الذي يلعبه الجيش الإسرائيلي في مساعدة الجيش المصري في حربه على التنظيم، وضمن ذلك شن غارات جوية تستهدف قادة ونشطاء التنظيم.

وقد جاءت هذه التحذيرات في الوقت الذي أجبرت معلومات استخبارية، توفرت حول مخططات وضعها "ولاية سيناء" للمسّ بالأهداف الإسرائيلية، تل أبيب، لأول مرة، على إغلاق معبر طابا لمنع السياح الإسرائيليين من التوجه إلى سيناء. 

وفي أول خطوة تُقدم عليها شخصية أمنية إسرائيلية مرموقة، دعا الجنرال أودي سمحوني، الذي تولى مواقع قيادية كبيرة في الجيش الإسرائيلي، دوائر صنع القرار السياسي في تل أبيب، إلى التوقف فورا عن شن غارات على أهداف لتنظيم "ولاية سيناء"، محذرا من التبعات "السلبية" للدور الإسرائيلي في الحرب التي يشنّها السيسي على التنظيم. 



وفي تحليل نشره موقع "والا" اليوم، شدد سمحوني على أنه ليس من مصلحة تل أبيب أن تتعاظم الدافعية لدى "ولاية سيناء" للمسّ بالأهداف الإسرائيلية، في أعقاب بروز حجم الدور الذي تلعبه إسرائيل في مساعدة السيسي في حربه على التنظيم. 

وأبرز سمحوني أنه على الرغم من أن سلاح الجو الإسرائيلي يشن غاراته ضد "ولاية سيناء بناء على طلب من نظام السيسي، الذي يرتبط بعلاقة استراتيجية مع إسرائيل، فإن هذا لا يبرر، بحال من الأحوال، المخاطرة بفتح مواجهة مع التنظيم، مشيرا إلى أن الذي يدفع السيسي إلى طلب مساعدة إسرائيل في شن الغارات على "ولاية سيناء" هو "الإنجازات المحدودة جدا التي تحققها قوات الكوماندو المصرية في شمال سيناء"

وتوقّع الجنرال الإسرائيلي مواجهة إسرائيل تداعيات سياسية واستراتيجية وتكتيكية في حال واصلت الإسهام في الجهد الحربي ضد "ولاية سيناء"، محذرا من أن الحكومة الإسرائيلية تتعمد إخفاء الأبعاد التي ينطوي عليها تورّطها في الحرب داخل سيناء عن الجمهور الإسرائيلي.


ولفت المتحدث ذاته الأنظار إلى أن تورط إسرائيل في حرب السيسي على "ولاية سيناء" يأتي في الوقت الذي يتجنب فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" اعش) الذي ينتمي إليه "ولاية سيناء استهداف إسرائيل، منوها إلى أنه يتوجّب على إسرائيل البقاء في الظل وترك مهمة مواجهة "داعش" للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضده في العراق وسورية. 

ويرى الجنرال الإسرائيلي أن استنفار إسرائيل لدعم السيسي في حربه على "ولاية سيناء" يمثل "وصفة لزيادة الدافعية لدى قيادته لاستهداف إسرائيل في الداخل والخارج"

وحسب سمحوني، فإن المسّ بالتنظيم يدفع نحو توسيع المواجهة مع "ولاية سيناء" بشكل يمس بقوة الردع الإسرائيلية، التي وظّفت تل أبيب مقدرات كبيرة من أجل ضمان مراكمتها على مر عقود. 



يشار إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ألمح، قبل شهر ونصف، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أن إسرائيل مسؤولة عن تصفية خمسة من عناصر "ولاية سيناء ردا على قيام التنظيم بإطلاق قذائف صاروخية على مدينة "إيلات". في حين أن وكالة "بلومبيرغ" الأميركية اقتبست، قبل عام، عن مسؤول أمني إسرائيلي سابق قوله إن إسرائيل تشن منذ العام 2013 غارات بطائرات بدون طيار ضد أهداف لولاية سيناء، بناء على طلب نظام السيسي. 

وقد نقلت صحيفة "معاريف" في حينه عن مصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتهامها لوزير الحرب السابق موشيه يعلون بتسريب الخبر إلى الوكالة الأميركية. 

وفي السياق، نقلت الإذاعة العبرية، مساء أمس، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن إسرائيل غير مطمئنة إلى قدرة الجيش المصري على الحيلولة دون تمكّن "ولاية سيناء" من استهداف السياح الإسرائيليين، مما جعلها تتحرك لوقف تدفّقهم عشية عيد "الفصح عبر إغلاق معبر طابا الحدودي. 

وذكرت المصادر أنه على الرغم من المناطق التي يرتادها السياح الإسرائيليون تقع جنوب سيناء، التي لا تشهد حضورا لـ"ولاية سيناء"، إلا أن تراجع الثقة في قدرة الجيش المصري على التصدي للتنظيم جعل تل أبيب لا تخاطر بالسماح للسياح بالتوجه إلى سيناء. 

يذكر أن كلا من صحيفة "هارتس" وموقع "والا" قد نقلا، أمس، عن مصدر في "هيئة مكافحة الإرهاب" التابعة لديوان نتنياهو قوله إن قرار إغلاق معبر طابا جاء بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة حول نية "ولاية سيناء" تنفيذ "عمل فوري" ضد السياح.