لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على خطوط التماس في "منطقة خفض التصعيد" (إدلب وما حولها)، في اليوم الثالث لسريان اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا في السادس من الشهر الحالي، على الرغم من بعض الخروقات التي شهدها اليوم الأول من سريان الاتفاق في إدلب، مع غياب كامل لسلاح الجو سواء التابع للنظام أو روسيا أو الطيران المسيّر للجيش التركي، فيما لا تزال التعزيزات العسكرية تصل إلى المنطقة تباعاً من قبل طرفي القتال، ما ينذر بإمكانية تجدد المواجهة، وانهيار الاتفاق قريباً.
وواصل الجيش التركي استقدام تعزيزات إضافية إلى نقاطه المنتشرة في "منطقة خفض التصعيد" منذ اليوم الأول لسريان الهدنة، وشهد يوم أمس الأحد دخول عدد من أرتال الجيش التركي إلى إدلب، فيما كان الرتل الأضخم الذي زج به الأتراك، قد دخل الليلة الماضية من نقطة كفرلوسين العسكرية، والذي ضم حوالي 300 آلية عسكرية، من بينها دبابات وناقلات جند وعربات مصفحة.
وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن عدد الآليات التي دخلت الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 650 آلية، بالإضافة لمئات الجنود، وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى "منطقة خفض التصعيد" خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط الجاري وحتى الآن، إلى أكثر من 4000 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات وكبائن حراسة متنقلة مضادة للرصاص، ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 9100 جندي تركي.
في المقابل، عزّزت قوات النظام من تواجدها في جبل الزاوية، بحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، حيث استقدمت تعزيزات من قواتها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي إلى محيط كفرنبل، التي تُعدّ نقطة تماس بين قوات النظام والمليشيات التي تساندها من جهة، وقوات المعارضة المدعومة من الجيش التركي من جهة مقابلة.
وعلم "العربي الجديد" كذلك، أن تعزيزات جديدة للمليشيات المدعومة من إيران وصلت إلى مدينة سراقب في الريف الأوسط من إدلب، إلى الشرق من مركز مدينة إدلب، حيث انتشر حوالي 300 عنصر من تلك المليشيات في سراقب ومحيطها، وتحديداً بلدة الطلحية وكراتين شمالي المدينة، مع دبابات وعتاد من السلاح المتوسط والثقيل، يوم أمس، وأمس الأول.
اقــرأ أيضاً
وكانت بثينة شعبان، مستشارة رأس النظام السوري بشار الأسد، قد أدلت بتصريحات يوم أمس لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، حول الاتفاق الروسي – التركي في إدلب، مشيرة إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار الذي جاء برعاية من الحليف الروسي، تم على خطوط التماس التي وصل إليها الجيش العربي السوري، ما يعني أن المناطق والمساحات الكبيرة التي تحررت بقيت بيد الجيش، وهذا لمصلحة سورية طبعاً لأن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان كان يريد إعادة الجيش إلى منطقة معرة النعمان".
وأضافت أنه "في حال طُبق (الاتفاق)، سيتم تحرير أريحا وجسر الشغور، وسيفتح طريق حلب اللاذقية، ما سينشط الحركة التجارية والاقتصادية، وهذا من شأنه بطبيعة الحال، أن يجنب الكثير من المعارك على الجيش العربي السوري، ويصب في مصلحة كل السوريين، لكون القيادة السورية، ومنذ اليوم الأول للحرب، كانت حريصة على كل قطرة دماء سورية".
ولا شك أن تلك التصريحات تعكس نية النظام ورؤيته المستقبلية للسيطرة على كامل إدلب، بتفسير أحادي الجانب لمضامين جميع الاتفاقات التي أبرمت حول إدلب.
اقــرأ أيضاً
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد يوم أمس الأحد، أن تركيا تحتفظ بحقها في تطهير محيط منطقة عملية "درع الربيع" في إدلب السورية، بطريقتها الخاصة، في حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة لها.
وتطرق الرئيس التركي في كلمته إلى الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا بشأن إدلب خلال محادثات في موسكو، قائلاً: "نحتفظ بحقنا في تطهير محيط منطقة عملية (درع الربيع) بطريقتنا الخاصة، في حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة لنا"، معتبراً أن توجيه النظام كلّ قواته نحو إدلب، في وقت يخضع ثلث أراضيه لـ "الاحتلال" من قبل المليشيات الكردية، أمر له "غايات ومآرب أخرى".
Facebook Post |
في المقابل، عزّزت قوات النظام من تواجدها في جبل الزاوية، بحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، حيث استقدمت تعزيزات من قواتها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي إلى محيط كفرنبل، التي تُعدّ نقطة تماس بين قوات النظام والمليشيات التي تساندها من جهة، وقوات المعارضة المدعومة من الجيش التركي من جهة مقابلة.
وعلم "العربي الجديد" كذلك، أن تعزيزات جديدة للمليشيات المدعومة من إيران وصلت إلى مدينة سراقب في الريف الأوسط من إدلب، إلى الشرق من مركز مدينة إدلب، حيث انتشر حوالي 300 عنصر من تلك المليشيات في سراقب ومحيطها، وتحديداً بلدة الطلحية وكراتين شمالي المدينة، مع دبابات وعتاد من السلاح المتوسط والثقيل، يوم أمس، وأمس الأول.
وأضافت أنه "في حال طُبق (الاتفاق)، سيتم تحرير أريحا وجسر الشغور، وسيفتح طريق حلب اللاذقية، ما سينشط الحركة التجارية والاقتصادية، وهذا من شأنه بطبيعة الحال، أن يجنب الكثير من المعارك على الجيش العربي السوري، ويصب في مصلحة كل السوريين، لكون القيادة السورية، ومنذ اليوم الأول للحرب، كانت حريصة على كل قطرة دماء سورية".
ولا شك أن تلك التصريحات تعكس نية النظام ورؤيته المستقبلية للسيطرة على كامل إدلب، بتفسير أحادي الجانب لمضامين جميع الاتفاقات التي أبرمت حول إدلب.
وتطرق الرئيس التركي في كلمته إلى الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا وروسيا بشأن إدلب خلال محادثات في موسكو، قائلاً: "نحتفظ بحقنا في تطهير محيط منطقة عملية (درع الربيع) بطريقتنا الخاصة، في حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة لنا"، معتبراً أن توجيه النظام كلّ قواته نحو إدلب، في وقت يخضع ثلث أراضيه لـ "الاحتلال" من قبل المليشيات الكردية، أمر له "غايات ومآرب أخرى".