وزير إسرائيلي: سورية ستكون فيتنام إيران

08 مايو 2018
يعالون خلال مؤتمر "هرتسليا"(تويتر)
+ الخط -

قال وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر "هرتسليا الثامن عشر للمناعة القومية"، إنّ الخطر الاستراتيجي الأكبر الذي يهدد بقاء دولة الاحتلال، هو وجود أطراف كثيرة في الشرق الأوسط ترفض لغاية اليوم الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود كدولة الشعب اليهودي، في حين رأى وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت أن "إسرائيل ومنذ العام 2013 بدأت تغيير عقيدتها الاستراتيجية واعتبار طهران رأس الأخطبوط الذي يرسل أذرعه المختلفة لمحاربة إسرائيل واستنزاف دمها"، وأن طهران تورطت في سورية التي ستكون "أشبه بفيتنام".

وتابع يعالون في جلسة حوار مشتركة مع الوزير الأسبق موشيه أرنس، خلال مؤتمر هرتسليا، أنّ "الدول التي اعترفت بإسرائيل وأقامت علاقات معها، فعلت ذلك لوصولها لقناعة أنه لا مفر من ذلك بعد أن فشلت في شن الحرب علينا".

ورأى أنّه "وفي ظل الربيع العربي فإن نقطة الضوء الوحيدة في النفق الإسرائيلي هي التحولات الجارية في المنطقة لجهة اتجاه دول عربية للتعاون مع إسرائيل والتطبيع معها".

ولفت، في هذا السياق، إلى العلاقات مع مصر والأردن، مبيناً أنّ "التحالف الاستراتيجي بين إسرائيل والأردن بدأ منذ العام 1970 قبل عقود من توقيع اتفاق السلام بين الطرفين، واليوم هناك تقاطع مصالح مع الدول السنّية التي تتعاون معنا بفعل خوفها من التهديد الإيراني، كما أن بعضها مثل السعودية ومصر لا تنظر بعين الرضا لنشاط تركيا الإقليمي وتطلعاتها لفرض هيمنتها في المنطقة".

من جهته، اعتبر الوزير الأسبق، موشيه أرنس، أن أكثر من يهدد إسرائيل استراتيجياً، اليوم، هي إيران وأذرعها في المنطقة، مقراً بأن الترسانة الصاروخية لدى "حزب الله"، تشكل عامل ردع لإسرائيل مثلما تشكل القوة العسكرية لجيش الاحتلال عامل ردع للحزب.

ولفت أرنس، في هذا السياق، إلى أنه "يمكن اليوم بسهولة تحويل صواريخ وقذائف غير متطورة لصواريخ دقيقة الإصابة".

وأقر أرنس أنه "في ظل هذا الوضع والتطور الكبير في مجال الصواريخ ومدى هذه الصواريخ والقدرة على تزويدها بأجهزة توجيه دقيقة، فإن التجمعات السكنية تصبح مكشوفة"، لافتاً إلى أنه "على الرغم من تطوير منظومات لاعتراض الصواريخ مثل القبة الحديدية وصواريخ حيتس إلا أنه لا يمكن القول إنّ هذه المنظومات توفر مظلة يمكن الاختباء تحتها والركون إلى عدم التعرض لنيران الصواريخ، لأن مثل هذه المظلة لا تكون محكمة ولا يمكنها اعتراض كافة الصواريخ في حال تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي".

وخلص إلى القول إن السكان المدنيين في إسرائيل مكشوفون عملياً للهجمات الصاروخية التي لا يمكن توفير حلول محكمة لمواجهتها.

وفي المؤتمر ذاته، قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينت، اليوم الثلاثاء، إنّ "النظام الإيراني إذا واصل نشاطه في سورية سيكتشف أن سورية هي فيتنام إيران، وأن إيران ستتورط في هذه الحرب"، معتبراً أنّ "النظام الإيراني الحالي لن يصمد طويلاً وأنه سينهار في نهاية المطاف".

وأوضح بينت، في كلمة له اليوم أمام المؤتمر، أنّه لا يدعو حالياً لشن حرب مباشرة على إيران في المرحلة الحالية، وإنما ضرب أذرع ما سمّاه "الأخطبوط الإيراني".

ولفت إلى أن "إسرائيل ومنذ العام 2013 بدأت تغيير عقيدتها الاستراتيجية في تعاملها مع إيران، واعتبار طهران رأس الأخطبوط الذي يرسل أذرعه المختلفة (حزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة والمليشيات الشيعية الباكستانية والأفغانية في سورية) لمحاربة إسرائيل واستنزاف دمها".



وأشار أيضاً إلى أنه "منذ العام 2013 توقفت إسرائيل عن التعامل مع العمليات التي نفذها حزب الله أو حماس باعتبارها عمليات منفردة ومنعزلة عن المخطط الإيراني، ولذلك بدأت تنفذ عمليات في الخارج ضد إيران"، وقد نفذت بحسب اعتراف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوط العشرات من هذه العمليات. وأكد أن إسرائيل تخوض حرب مواجهة مباشرة مع "الأخطبوط الإيراني" وأذرعه المختلفة.

كما أعرب عن اعتقاده بأن إسرائيل أكثر تصميماً وقوة من إيران في كل ما يتعلق بالوجود العسكري الإيراني في سورية، لأن سورية بالنسبة لإيران هي ساحة مواجهة بعيدة، بينما هي حرب وجود بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي فإن الدافعية الإسرائيلية أقوى منها بالنسبة لإيران.


وتابع: "رغم إرسال طهران قوات إلى سورية إلا أنها تقوم بجلب مليشيات شيعية أفغانية وباكستانية، فإيران ليست كريمة في إرسال جنودها للقتال في سورية، وهي لا تزال تعاني من صدمة ما بعد الحرب الإيرانية العراقية التي شهدت رفضاً إيرانياً للقتال، وتهرباً من الحرب".

وخصص بينت القسم الأول من كلمته للموضوع اللبناني والعقيدة الإسرائيلية في التعامل مع "حزب الله"، معترفاً بأن "إسرائيل حتى العام 2013 اعتمدت مفهوماً يقوم على عدم الاشتباك وعدم الاحتكاك مع الحزب، خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، على أمل أن يؤدي ذلك إلى منع اشتباك عسكري وحرب ثالثة".

وادعى نفتالي بينت، أن إسرائيل خسرت الحرب على لبنان من اللحظة التي وافقت فيها الحكومة الإسرائيلية آنذاك على المطلب الأميركي الذي وجهته لها وزيرة الخارجية وقتها، كونداليزا رايس، عندما أبلغتها أنه "يمكنها ضرب حزب الله كيفما تشاء لكن دون ضرب البنى التحتية اللبنانية أو مؤسسات الدولة اللبنانية".




وبحسب نفتالي بينت، فإن "هذا المفهوم كان خاطئاً، إذ أصبح حزب الله يمثل اليوم التهديد الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل وإن كان هذا التهديد غير وجودي".

وخلص نفتالي بينت، في سياق حديثه عن "حزب الله"، إلى القول إنّه ينبغي اعتماد العقيدة التي تقول إنّ "حزب الله هو لبنان"، وأنه في حال قرر "حزب الله" وزعيمه حسن نصر الله، الذي يسوق نفسه على أنه حامي لبنان، شن حرب على إسرائيل أو توجيه ضربات لها، فإنه سيؤدي إلى دمار لبنان وتخريبه، مشدداً على أن "حزب الله لم يعد جسماً مستقلاً فهو متداخل وجزء بنيوي من النظام اللبناني اليوم في الحكومة وفي منظومة الأمن اللبناني".