ودعا الغنوشي، في تصريح للصحافيين من بباجة شمالي تونس، بمناسبة الجلسة الانتخابية التمهيدية الداخلية للحزب لاختيار قائمة مرشحي الجهة للانتخابات التشريعية القادمة إلى "انتخاب من تدرّجوا في السلّم السياسي وتمرّسوا ولم يقفزوا من فراغ لقيادة الدول"، وألا يتم التصويت لمن وصفهم بـ"الشعبويين الذين يبرزون فجأة وهم يستغلون حاجة الناس وفقرهم".
واعتبر رئيس حركة النهضة أن الشعبوية تمثل "خطرا يجب عدم الاستهانة به، سواء منها التي تدخل من باب العمل الخيري أو الإعلام أو باسم الحداثة"، معتبرا أن "وجود أمثال هؤلاء ممّن أفرزهم الصندوق في عدد من دول العالم كان نتيجة أزمات اقتصادية واجتماعية".
وقال الغنوشي إن حركة النهضة "إذا كانت تعتزم دعم أحد أبنائها، فلن يكون حمادي الجبالي، "لأنه حاليا خارج الحزب، لكنها يمكن أن تدعمه إذا ما قرّر مجلس شورى النهضة دعم من هم خارجها".
ويأتي تصريح الغنوشي بخصوص ترشح رئيس الحكومة تعليقا على احتمال ترشح الشاهد لرئاسة تونس بعد أن تم انتخابه أمس السبت رسميا رئيسا لحزب "تحيا تونس"، ما يعزز التوقعات بخوضه السباق الرئاسي رغم أن للحزب نفسه مرشحا آخر هو كمال مرجان، رئيس حزب المبادرة الذي انصهر رسميا مع حزب الشاهد.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر حزبية لـ"العربي الجديد"، أن "هناك تعهدا سابقا للشاهد بعدم الترشح، قبل أن يتم تأسيس حزبه الجديد أصلا، عندما بدأ الخلاف بين حافظ قائد السبسي ورئيس حكومته، وقد يكون الشاهد أكد للغنوشي أنه غير معني بالرئاسة، وخرج في حوار تلفزيوني يؤكد أنه غير معني بالمناصب وأن همه الوحيد الخروج من الوضع الصعب في تونس، وقد يكون الغنوشي يلمٌح الى ذلك التعهد الأخلاقي، وتبعاته السياسية".