مقتل وإصابة مدنيين بقصف روسيا ريف حلب... وغوتيريس "قلق للغاية" بشأن سورية
وقال مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي شن أربع غارات على بلدة ترمانين في ريف حلب الغربي المتاخم لريف إدلب الشمالي، مستخدماً قنابل تحوي مادة حارقة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرة آخرين بحروق وجروح.
وتسببت الغارات بنشوب حرائق هائلة في ممتلكات المدنيين، ما يُشير إلى أنّ النظام قد يكون استخدم مادة "نابالم" الحارقة أو الفوسفور التي تتسبب باشتعال الحرائق.
وقال مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مدنياً قُتل جراء قصف جوي روسي طاول منازل في بلدة معارة النعسان في ريف إدلب الشرقي.
Facebook Post |
Facebook Post |
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، قُتل مدني جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على مدينة دارة عزة الواقعة على طريق عفرين إدلب في ريف حلب الغربي.
وأُصيب طفل بجروح جراء قصف جوي من النظام السوري على منازل المدنيين في بلدة محمبل بريف إدلب، في حين شنّ الطيران الحربي الروسي وطيران النظام 16 غارة جوية على بلدات وقرى: كفرنبلووأورم الجوز وبسنقول وشنان والمغارة ومصيبين بريف إدلب الجنوبي، وبنش وسرمين شرق إدلب، والفوعة والدانا بريف إدلب الشمالي ومرعند والناجية بريف إدلب الغربي.
ويأتي القصف من الطيران الروسي وقوات النظام، في ظل هدوء شبه نسبي على محاور القتال في ريفي حلب وإدلب، تتخلله استهدافات متبادلة بين المعارضة والنظام بقذائف المدفعية والصواريخ.
Facebook Post |
نشر الجيش التركي، صباح اليوم الأربعاء، قوات في أحياء مدينة الأتارب بريف حلب الغربي وذلك عقب ساعات من إنشاء نقطة جديدة في ريف إدلب الجنوبي الغربي.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الجيش التركي انتشر، اليوم الأربعاء، في أحياء مدينة الأتارب، مشيرة إلى أنّ عشرات الدبابات والآليات المدرعة دخلت المدينة.
وأوضحت المصادر أن الجيش التركي دخل معظم أحياء المدينة وانتشر في شوارعها بشكل شبه كامل، تزامناً مع هدوء تام من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي الذي كان يستهدف المدينة بشكل متكرر خلال الساعات الماضية.
وأكدت المصادر أن آخر تحليق للطيران الروسي فوق مدينة الأتارب كان قبل عشر ساعات تقريبا من دخول القوات التركية إلى المدينة، وآخر تحليق لم ينفذ خلاله الطيران قصفا على المدينة.
ووفقاً للمصادر، فإن مجموعات من المشاة وفرق "كوماندوز" تركية دخلت المدينة، مشيرةً إلى أن القوات التركية تسير بمفردها دون تواجد مقاتلي فصائل المعارضة السورية المسلحة.
وتعد مدينة الأتارب آخر أكبر معقل للمعارضة السورية المسلحة وبقية الفصائل في ريف حلب الغربي، وتقع المدينة على طريق معبر باب الهوى الثاني.
وكانت قوات النظام السوري قد وصلت، بداية الأسبوع الجاري، إلى محيط مدينة الأتارب عقب سيطرتها على بلدة أورم الصغرى الواقعة شرق الأتارب بأربعة كيلومترات.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، عن قيام الجيش التركي، مساء أمس الثلاثاء، بوضع نقطة جديدة له في ريف إدلب الجنوبي الغربي على مقربة من الطريق الدولي حلب-اللاذقية "إم 4".
وأضافت المصادر أنّ الجيش التركي رفع دشماً وسواتر في نقطة شمال بلدة بسنقول في ريف إدلب الجنوبي الغربي، وذلك فوق ضهرة الكفير المطلة على الطريق الدولي "إم 4"، في وقت وردت فيه أنباء عن قيام النظام السوري بحشد قواته في ذلك المحور.
ووفق المصادر، فإنّ الجيش التركي انتشر أيضاً في عدة منازل بمدينة أريحا الواقعة على الطريق ذاته، بينما لم يتبين ما إذا كان انتشاره عملية استطلاع للمدينة، أم أنه سيقيم نقطة داخلها، أم أن انتشاره مؤقت.
وجاء وضع النقطة قرب الطريق الدولي عقب فشل جولة المباحثات الروسية التركية في موسكو، أمس الثلاثاء، بالتوصل إلى توافق حول وقف هجوم النظام السوري المدعوم بروسيا على المنطقة.
غوتيريس "قلق للغاية" إزاء الأوضاع الإنسانية في إدلب
في غضون ذلك، أعرب الأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء، عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في إدلب شمال غربي سورية، وإزاء المعاناة المأساوية للمدنيين هناك.
وقال غوتيريس في بيان أصدره ستيفان دوغاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، وأوردته "الأناضول"، إنّ "الهجوم المستمر أدى لنزوح ما يقرب من 900 ألف من المدنيين منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي".
وأضاف "قتل المئات خلال نفس الفترة الزمنية في حين يموت الأطفال الصغار من البرد، وتقترب الأعمال العدائية الآن من المناطق المكتظة بالسكان".
ودعا الأمين العام إلى "وقف فوري لإطلاق النار" مشدداً على ضرورة "احترام القانون الدولي الإنساني وعدم اعتماد أي حل عسكري للأزمة".
كما أكد أنّ "السبيل الوحيد للاستقرار هو حل سياسي شامل ذو مصداقية والذي تيسره الأمم المتحدة عملاً بقرار مجلس الأمن 2254".
Twitter Post
|
ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 ديسمبر/ كانون الأول 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.
كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب تُحظر فيها الأعمال العدائية. وقُتل، منذ ذلك التاريخ، أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها النظام السوري والقوات الروسية، منتهكين بذلك الاتفاق المذكور، وتفاهما لتثبيته بدأ تنفيذه في 12 يناير/كانون الثاني الماضي.