"جيش الفتح" يمتص هجمات النظام في حلب

18 اغسطس 2016
تتركز هجمات النظام على النقاط الطبية (مصطفى سلطان/الأناضول)
+ الخط -
لم يتوقف قصف الطيران الحربي على مدن وأرياف حلب السورية، بعدما تم استهدافها بعشرات الغارات الجوية التي طاولت المباني السكنية والنقاط الطبية بشكل خاص، مخلّفة قتلى وجرحى، فيما نفت مصادر في المعارضة السورية المسلحة الأنباء التي روجتها مصادر قوات النظام عن تقدم تحرزه الأخيرة على جبهات حلب الجنوبية والغربية.

وذكر الناشط الإعلامي، ماجد عبد النور، المقيم في مدينة حلب، لـ"العربي الجديد"، أنّ طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام شنت، اعتباراً من فجر أمس الأربعاء، غارات جديدة على مشروع الـ"1070" شقة ومناطق قريبة منه جنوبي حلب. كما استهدفت الغارات حيي ‏الصاخور‬ ومساكن هنانو،‬ داخل الجزء الشرقي من المدينة الذي تسيطر عليه قوات المعارضة، فيما سقط جرحى إثر قصف جوي على حي ‫‏طريق الباب. كما سقط ضحايا مدنيون، بينهم أطفال، في قصف استهدف حي الأنصاري بالقنابل العنقودية.‬ وذكر ناشطون أن مواطناً يبلغ من العمر 65 عاماً من حي ‫‏الهلك‬ قتل نتيجة استهدافه من قبل قناص يتبع وحدات الحماية الكردية المتمركزة ‬في حي ‫‏الشيخ مقصود‬ بمدينة ‫‏حلب‬.
وفي الريف الحلبي، قتل طفل يبلغ 12 عاماً وأصيب أربعة آخرون نتيجة غارات روسية على بلدة ‫أبين‬ في الريف الغربي، فيما سقط جرحى في قصف بالقنابل العنقودية والصواريخ الفراغية على بلدتي أوروم الكبرى وكفر جوم. وكان مستشفى الريح المرسلة، في مدينة دارة عزة، بريف حلب الغربي، خرج عن الخدمة بعد استهدافه بالغارات الجوية العنيفة.
وشنّ الطيران غارات جوية عدة على مدينة كفر حمرة بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، وألقى خمسة براميل على بلدة تقاد، بريف حلب.


وعقب حديث مصادر النظام عن إحراز تقدم على جبهات حلب، أوضح عبد النور أن مقاتلي المعارضة تصدوا لمحاولة قوات النظام ومليشياته التقدم على جبهة ‏سوق الجبس‬ (عقرب)، غرب حلب،‬ تحت غطاء جوي مكثف، فيما أعلن جيش المجاهدين عن قتل مجموعة من حركة النجباء العراقية على جبهة ضاحية الأسد بصاروخ موجّه. وأكد أن مشروع 1070 شقة لا يزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة ولم يتمكن جيش النظام من تحقيق أي تقدم هناك.

كما أعلنت غرفة عمليات "‏فتح حلب‬" تدمير عربة "بي أم بي" ومقتل عناصر من قوات النظام داخلها أثناء محاولة اقتحام المدرسة الفنية الجوية في ‫الراموسة،‬ جنوب غرب ‫‏حلب‬. ونفت الغرفة ما تحدثت عنه مصادر موالية عن تحقيق تقدم لقوات النظام باتجاه الكليات العسكرية، جنوب حلب. كما أكد ناشطون مقتل عدد من عناصر المليشيات المساندة للنظام خلال إحباط "جيش الفتح"، (وهو التجمع الذي يضم أكبر فصائل المعارضة في الشمال السوري)، محاولتها التقدم من مواقعها في بلدة الوضيحي، باتجاه قرية العامرية وتلة المحروقات المجاورتين، وذلك بغطاء جوي روسي.
وكانت فصائل "جيش الفتح" أحبطت محاولات عدة للمليشيات خلال الأيام الماضية للتقدم على محاور عدة في جنوب حلب، وتحديداً محور الدباغات، بينما شنّت هجوماً واسعاً قبل أيام على معمل الإسمنت في منطقة الراموسة.
وقالت مصادر معارضة إن 17 مدنيا قتلوا خلال محاولتهم التنقل على طريق الراموسة جنوبي حلب، نتيجة استهدافهم بغارة جوية، مشيرة إلى أن هذا الطريق غير آمن حتى الآن، لا سيما مع تواصل وجود قوات النظام في معمل الإسمنت التي تستطيع الوصول نارياً للطريق.
وفي السياق، دمرت طائرات التحالف الدولي جسر خان طومان الحيوي، ما تسبب بمقتل عدد من المدنيين، بينهم نازحون. ويربط جسر خان طومان بين ضفتي طريق حلب - دمشق الدولي مع الممر الإنساني الوحيد الذي فتحه جيش الفتح أخيراً.
في غضون ذلك، رد مقاتلو المعارضة على هجمات قوات النظام والمليشيات في تلك المنطقة بقصف مواقع النظام في بلدة الوضيحي، بينما أعلنت حركة النجباء مقتل 3 من عناصرها في المعارك الدائرة هناك.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر مقربة من النظام أن سبعة أشخاص قتلوا خلال قصف لقوات المعارضة على حي صلاح الدين، في الجزء الغربي من حلب الذي تسيطر عليه قوات النظام والمجاور لمشروع 1070 شقة الذي سيطرت عليه قوات المعارضة أخيراً. وكانت قوات المعارضة أعلنت حي صلاح الدين منطقة عسكرية، وطلبت من الأهالي مغادرته.
وفي إطار روايتها للتطورات في حلب، قالت مواقع موالية إن جيش النظام والطيران الحربي والروسي "استهدف مسلحي حلب في محاور القتال كافة، خصوصاً في الجانب الجنوبي الغربي والكليات الحربية، وخلّف عشرات القتلى في صفوفهم"، في حين أغارت المقاتلات الروسية وبشكل غير مسبوق على أهداف "جبهة فتح الشام". وأوضحت أن الأهداف التي استهدفتها الطائرات الحربية هي "مواقع المسلحين في أحياء حلب، مثل طريق الباب، والقاطرجي، والشعار، والجزماتي، وقاضي عسكر، والميسر، والمواصلات، وكرم الطراب، وحي غرب الزهراء". مضيفة: "كما شكلت مواقع المسلحين في الكليات الحربية ومحيطها، وفي خان طومان، وخلصة، والعيس، وخان العسل، والمنصورة، ودارة عزة، والأتارب، وكفر حمرة، المعقل الرئيس لفتح الشام ونقطة تحشدها، أهدافاً دائمة لسلاح الجو على مدار الأيام الفائتة".

وفي السياق، توقعت صحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، أن يباشر جيش النظام وحلفائه قريباً "عمليتهم العسكرية الحاسمة التي يراد في مراحلها الأولى تطهير الكليات الحربية ومنطقة الراموسة من مسلحي (الفتح)، على أن تمتد المراحل اللاحقة إلى جميع المحاور التي دخلها المسلحون، وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي".
غير أن مصدراً عسكرياً مقرباً من جيش الفتح أكد، لـ"العربي الجديد"، أن وضع قوات المعارضة في محيط حلب جيد، وأنها تمكنت حتى الآن من صد جميع الهجمات التي قامت بها قوات النظام والمليشيات دون أن تتقدم الأخيرة شبراً واحداً. وأوضح أن الهجمات المعاكسة المتعددة التي تقوم بها قوات النظام مدعومة بقصف عنيف من الطيران الروسي، ربما تكون أبطأت خطط جيش الفتح باتجاه استكمال فك الحصار عن حلب من الجهة الجنوبية، والتقدم لداخل المدينة من الجهة الغربية، لكن جيش الفتح كان يتوقع مثل هذا الموقف، وسوف يستأنف عملياته الهجومية بأسرع وقت.