المغرب يسارع الخطى للانضمام إلى الاتحاد الأفريقي

04 نوفمبر 2016
بدأت زوما توزيع طلب انضمام المغرب على الدول الأعضاء(الأناضول)
+ الخط -
يخطو المغرب نحو العودة إلى مقعده في منظمة الاتحاد الأفريقي، بعد أن انسحب من هذه المنظمة حين كان اسمها "الوحدة الأفريقية"، سنة 1984، بسبب اعترافها بجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن السيادة المغربية، فيما تقترح الرباط الحكم الذاتي بالصحراء.

وأعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، نكوسازانا دلاميني زوما، عن توزيع طلب المغرب بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي، ابتداء من اليوم الجمعة، على مجموع أعضاء الاتحاد الأفريقي، وهو الطلب الذي سبق للمملكة أن وجهته في سبتمبر/أيلول الماضي، من دون أن تتفاعل معه المنظمة الأفريقية.


وجاءت مبادرة زوما بتوزيع الطلب المغربي على أعضاء الاتحاد الأفريقي، بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك المغربي، محمد السادس، قبل أيام قليلة مع الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، حيث طلب منه التدخل لدى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتوزيع طلب انضمام الرباط إلى الاتحاد الأفريقي على كافة الدول الأعضاء في المنظمة.


وكان بلاغ للديوان الملكي بالمغرب قد أكد أن الرئيس التشادي "تفاعل بشكل إيجابي" مع طلب العاهل المغربي، ووعده بأنه "سيقوم باللازم في هذا الصدد"، مورداً أنه "كان يتعين على زوما، تطبيقاً للميثاق المؤسس، ووفقا لمقتضيات عمل المنظمة، المبادرة بالتوزيع الفوري لهذا الطلب، والذي تسلمته يوم 22 سبتمبر/أيلول الماضي".


ويرى مراقبون أن الزيارات المكوكية التي يقوم بها الملك المغربي إلى العديد من البلدان الأفريقية، وإرساء الكثير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري مع هذه الدول، ومنها زيارته الأخيرة إلى بعض بلدان الشرق الأفريقي، وهي تانزانيا ورواندا، كلها تسير في اتجاه التمهيد الفعلي لعودة الرباط إلى "الاتحاد الأفريقي"، والقطع مع سياسة الكرسي الشاغر.


ويعلق الدكتور سعيد الصديقي، الخبير في العلاقات الدولية، على قبول رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي توزيع طلب المغرب للانضمام إلى هذه المنظمة، بالقول إن "هذه الخطوة تعتبر بداية الإجراءات العملية لقبول عضوية المغرب في منظمة الاتحاد الأفريقي حسب المادة 29 من قانونه التأسيسي".


وأفاد الصديقي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "المغرب لن يواجه أي صعوبة في الانضمام إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، إذا يحظى بدعم كبير من أعضائها، والذين كانوا يدعون المملكة دائماً إلى استعادة مقعدها الذي انسحبت منه في عام 1984، بسبب القبول بعضوية البوليساريو".


وأورد المحلل أن "إجراءات الانضمام إلى منظمة الاتحاد الأفريقية سهلة إلى حد ما، حيث تنص الفقرة الثانية من المادة 29 على أن قبول العضوية الجديدة يكون بموافقة الأغلبية البسيطة للدول الأعضاء"، مبرزاً أن "المغرب استعد لهذه الخطوة خلال السنوات الأخيرة بتعزيز علاقاته مع مختلف الدول الأفريقية".


وخلص الصديقي إلى أن "انضمام المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي سيعزز أكثر من حضوره في القارة السمراء، وتقوية نفوذه الاقتصادي والسياسي، وستكون قضية الصحراء على رأس أولويات الدبلوماسية المغربية في المنظمة الأفريقية، إلى جانب توسيع مجال استثماراته بالقارة".