بلير ينفي تحذيره ترامب من تجسس شركة بريطانية عليه

04 يناير 2018
مكتب بلير عن الكتاب: "اختلاق وسخافة مطلقة" (بول ديفي/Getty)
+ الخط -

نفى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أن يكون قد حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تجسّس بريطانيا عليه، خلال لقاء في البيت الأبيض، جمع بين بلير وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي ومستشاره. 

وعلّق بلير على الاتهامات التي ذكرها الكاتب الأميركي مايكل وولف، في كتابه "النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض"، بأنها "مختلقة كلياً". وقال في مقابلة مع "بي بي سي 4"، "إن هذه الرواية مختلقة تماماً، من البداية حتى النهاية. لم أقم بذلك أبداً في البيت الأبيض  أو خارجه، مع جاريد كوشنر، أو أي شخص آخر".

من جهته، نفى مكتب بلير، لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية صحة ما جاء في الكتاب، ووصفه بـ"اختلاق تام" و"سخافة مطلقة".

وكانت "ذا تايمز" قد كشفت، اليوم، أنّ توني بلير قام بتحذير ترامب من احتمال قيام لندن بالتجسّس على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير نقلاً عن كتاب "النار والغضب"، أنّ بلير حذّر ترامب من تجسّس بريطانيا عليه خلال لقاء جمع بين بلير وكوشنر، في البيت الأبيض فبراير/ شباط الماضي.

وقال مايكل وولف، مؤلف الكتاب إنّ "بلير وكوشنر تحدّثا عن شائعات مثيرة، وهي أنّ بريطانيا وضعت العاملين في حملة ترامب الانتخابية تحت المراقبة، وراقبت كافة الاتصالات، وربما تكون قد راقبت ترامب نفسه".

كما ذكر الكتاب، أنّ هناك شائعات حول سعي بلير للحصول على منصب مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط.

وبينما وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كتاب وولف بأنه "مليء بالروايات الخاطئة والمضللة من أشخاص لم يكن لديهم أي وصول أو نفوذ في البيت الأبيض"، أكد بلير لقاءه كوشنر، لكنه نفى ما نشر في الكتاب. 

 

وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق قد تسلم منصب مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط، والتي ضمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، إلا أنه نفى التعبير عن رغبته في أن يكون مستشاراً لترامب أمام كوشنر. 

وقال بلير بهذا الخصوص "بالطبع التقيت به وناقشنا عملية السلام في الشرق الأوسط. لم أكن أرغب في الحصول على عمل. شغرت منصبي في الرباعية. لا أزال نشطاً جداً في عملية السلام في الشرق الأوسط، ولكن ليس لدي رغبة أبداً بمنصب رسمي. لم أسع لمنصب، ولم يعرض علي أبداً، ولا أريد واحداً".

وأضاف "القصة تعكس الوضع الجنوني للسياسة المعاصرة.. هذه قصة مختلقة كلياً، وهي الآن منتشرة حول العالم بين منظري المؤامرات. هذه هي السياسة المعاصرة".

وكانت قناة "فوكس نيوز" قد ذكرت، بعد تنصيب ترامب بفترة قصيرة، وجود ثلاثة تقارير استخبارية تؤكد أن "إدارة أوباما استخدمت شركة مراقبة بريطانية للتجسس على ترامب، بحيث لا توجد بصمات أميركية عليها".

واتهم ترامب أوباما بالتنصت على مكالماته الهاتفية خلال الانتخابات، كما صدر الادعاء بتجسس الشركة البريطانية على ترامب عن المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في شهر مارس/ آذار الماضي، وهو ما نفته شركة GCHQ البريطانية كلياً. 

وقال وولف في كتابه إن بلير ذكر أن "إدارة أوباما لم تكن لتطلب من البريطانيين التجسس على حملة ترامب، ولكن تم الإيحاء للبريطانيين بأنه من المفيد إذا تمكنوا من عمل ذلك".

واعتمد وولف في كتابه على أكثر من 200 مقابلة مع ترامب ودائرته المقربة وآخرين في إدارته. 

وسمح ترامب لوولف بالوصول إلى إدارته، بعد ترحيبه بمقال كتبه الأخير من مقابلة في يونيو/ حزيران 2016، لـ"ذا هوليوود ريبورتر".

وسُمح لوولف بقضاء بعض الوقت في البيت الأبيض لإجراء البحوث من أجل كتابه، حيث أجرى أكثر من 200 مقابلة مع ترامب وشركائه، خلال مدة طالت أكثر من 18 شهراً، وسُمح له بمشاهدة أحداث في البيت الأبيض دون إدارة وجوده.

من جهةٍ أخرى يورد الكتاب الادعاءات بأن ترامب لم يرغب أو يتوقع أن يربح في الانتخابات الرئاسية، وقال مؤلف الكتاب إن الرئيس الأميركي "بدا وكأنه رأى شبحاً"، عندما تم انتخابه بينما انهارت زوجته ميلانيا باكية، ولم تكن دموعها دموع فرح". 

ومما ورد في الكتاب أيضاً أن "ترامب لم ينشر كشوفه الضريبية أو يتعامل مع التضارب بين مصالحه الخاصة ومنصب الرئاسة، لأنه لم يكن يتوقع أن يفوز بالرئاسة".

وأضاف "ستصبح ابنته إيفانكا وصهره جاريد من بين المشاهير على الصعيد الدولي... ويصبح ستيف بانون القائد الفعلي لحركة حزب الشاي... وميلانيا ترامب، التي طمأنها زوجها أنه لن يصبح رئيساً، ستعود إلى طقوسها المعتادة".

إلى ذلك، ووفقاً لكتاب وولف، فقد ناقش جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب، إمكانية ترشّح إيفانكا لمنصب رئيس الولايات المتحدة، خلال حملة رئاسية في المستقبل.

ونشرت مجلة "نيويورك" مقتطفات من الكتاب، أمس الأربعاء، بينما سيظهر وولف، غداً الخميس، في برنامج "ذا توداي شو" على قناة "إن بي سي" الأميركية، للحديث عن كتابه.

ومن المقرّر أن يصدر كتاب "النار والغضب داخل بيت ترامب الأبيض"، في 9 يناير/كانون الثاني الحالي، حيث يتناول تفاصيل السنة الأولى من رئاسة ترامب.