إقليم كردستان يحشد خارجياً وداخلياً حول استفتاء الانفصال

11 يوليو 2017
تحرك لإعلان دولة كردية برغم معارضة دول غربية وعربية(Getty)
+ الخط -
تشهد دوائر صنع القرار في إقليم كردستان العراق حراكا سياسيا واسعا على الصعيدين الداخلي والخارجي، يهدف لإنجاح عملية الاستفتاء الشعبي التي تهدف لانفصال الإقليم عن بغداد، وإعلان دولة كردية على الرغم من معارضة دول أوروبية وغربية مختلفة، فضلا عن المحيط العربي والإقليمي للعراق.

ولا تزال عدد من الأحزاب الرئيسية الفاعلة في الساحة الكردية تشترط تفعيل برلمان الإقليم وتحسين أوضاع المواطنين كشرط لحث جمهورها على التفاعل والمشاركة في عملية الاستفتاء تلك.

وقالت رئاسة الإقليم في بيان لها تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، اليوم الثلاثاء، إن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بدأ جولة خارجية له تشمل دولا أوروبية عدة على رأس وفد من الهيئة العليا المسؤولة عن تنظيم الاستفتاء.

وأوضح البيان أنه من المقرر أن يجتمع البارزاني مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي وعدد من المسؤولين في بلجيكا، بأولى محطاته المقررة خلال الجولة.

 وحيدة ياقو عضو المجلس الأعلى للاستفتاء، (الهيئة التي شكلت للإشراف على تنظيم عملية الاستفتاء الشعبي المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري)، أوضحت في حديث خاص لـ"العربي الجديد" أن "زيارة الوفد تهدف إلى توضيح موقف إقليم كردستان بشأن إجراء الاستفتاء، مبينة أن ممثلين عن المكونات القومية والدينية لإقليم كردستان يشاركون ضمن الوفد، الذي سيسعى لكسب الدعم الأوروبي لاستفتاء إقليم كردستان.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن في اجتماعه المنعقد في شهر يونيو/حزيران الماضي دعمه الثابت لوحدة وسيادة العراق وعدم المساس به، في موقف اعتبر رفضا للمشروع الكردي بالانفصال عن العراق.

 وأكد الاتحاد في الوقت نفسه تقديم الدعم لحماية الأقليات، من أجل الوصول إلى هدف لبناء رؤية مشتركة حول مستقبل البلد.

وتشير المصادر المطلعة في إقليم كردستان إلى أن وفودا أخرى من إقليم كردستان ستقوم بجولات تشمل دولا عربية وأخرى إقليمية خلال الفترة المقبلة، لتوضيح موقف الإقليم بشأن إجراء الاستفتاء.

وعلى الصعيد الداخلي، يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني إلى تشكيل موقف موحد يجمع كافة الأطراف السياسية الرئيسية للمشاركة في عملية الاستفتاء، في وقت لا يزال أكبر حزبين معارضين، وهما حركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية يصران على ضرورة تفعيل برلمان إقليم كردستان، وتطبيع الأوضاع السياسية قبل إجراء عملية الاستفتاء.

وأكد مستشار المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني عارف رشدي خلال حديث مع "العربي الجديد" أن حزبه مستعد لإجراء المباحثات مع كافة الأطراف والقوى السياسية الكردية، بهدف ترسيخ وحدة الموقف والصف الكردستاني، خصوصا مع حركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية، لمشاركتهما في عملية الاستفتاء.

وأوضح رشدي أن لحزب التغيير والجماعة الإسلامية ثقلهما السياسي على الساحة الكردستانية، كما أنهما مشاركان في حكومة وبرلمان الإقليم.

وأضاف أن إنجاح استفتاء إقليم كردستان بحاجة إلى جهود جميع الأطراف السياسية والاجتماعية، مشيرا إلى أن حزبه لا يرغب ببقاء أي طرف خارج عملية الاستفتاء.

وكانت حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني والجماعة الإسلامية الكردستانية قد أكدت في وقت سابق على ضرورة تفعيل برلمان إقليم كردستان قبل إجراء الاستفتاء في الإقليم، وضرورة أن يكون الاستفتاء لانفصال إقليم كردستان وعدم استغلاله لمصالح حزبية ضيقة.

وقال عضو قيادة الجماعة الإسلامية الكردستانية شوان رابر لـ"لعربي الجديد" إن إنجاح عملية استفتاء إقليم كردستان بحاجة إلى تطبيع الأوضاع وحل المشاكل السياسية داخل إقليم كردستان، مشددا على أهمية وحدة الصف الكردستاني، ولافتا إلى أن بإمكان هذه الخطوة إقناع المواطن بأن لعملية الاستفتاء أهدافاً واضحة، وهي بعيدة عن المزايدات والمصالح الحزبية.

وأكد رابر على أهمية دور برلمان الإقليم في إصدار قانون وقرارات خاصة بالاستفتاء، باعتباره مرجعا دستوريا وقانونيا للتعبير عن إرادة الشعب، فضلا عن تحسين الأوضاع المعيشية لمواطني الإقليم، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة إقناع الدول العظمى بشأن موضوع الاستفتاء، ليكون المواطن على ثقة أكبر للمشاركة في الاستفتاء.

وأعلنت أحزاب كردستانية في اجتماع عقده في 7 يونيو/حزيران 2017 برئاسة رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، تحديد يوم 25 سبتمبر/أيلول المقبل لإجراء استفتاء شعبي حول الانفصال، ولقي القرار رفض عدد من الدول.

 

المساهمون