استهداف قائد الأمن المركزي في سيناء: التوقيت والشخصية

19 مايو 2018
ربط كثيرون بين الهجوم وفتح معبر رفح(سيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

بعد أسابيع طويلة من الهدوء النسبي في الأوضاع الأمنية في مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء المصرية، جاء استهداف قائد الأمن المركزي في المحافظة، اللواء ناصر حسين، بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن إبقاء معبر رفح مع قطاع غزة مفتوحاً طيلة أيام شهر رمضان، عدا عن أنه الاستهداف الثاني للشخصية ذاتها في غضون أقل من عام.

وفي تفاصيل الحادثة، قال مصدر مسؤول في مستشفى العريش العسكري، لـ"العربي الجديد"، إن حادثة استهداف مركبة قائد الأمن المركزي، والتي أدت إلى إصابة اللواء حسين إصابة بالغة الخطورة، عدا عن مقتل مدير مكتبه، النقيب عبد المجيد الماحي، وإصابة عسكريين بجروح متفاوتة، هي الأولى من حيث الشخصية المستهدفة منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في 9 فبراير/ شباط الماضي، وهي الحادثة الأمنية الأولى ذات الأهمية في العريش منذ أسابيع. وأضاف المصدر أن اللواء حسين استهدف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عبر تفجير استهدف المدرعة التي كان بداخلها في شارع الخزان، وسط مدينة العريش، وأدى الانفجار حينها إلى إصابة عدد من العسكريين المرافقين للواء، مشيراً إلى أنه لم يصب في تلك الحادثة بجروح، إلا أنه رفض الانتقال إلى مستشفيات محافظة القاهرة للاطمئنان على صحته، وإجراء فحوص أوسع من تلك التي أجريت له في مستشفى العريش العسكري.

وفور وقوع الحادثة، فجر أمس الجمعة، ربط كثيرون ما جرى بإعلان السيسي عن تشغيل معبر رفح الرابط بين مصر وقطاع غزة طيلة شهر رمضان، ما دفع كثيرين للتساؤل عن التوقيت، خصوصاً أن الاستهداف جاء بعد أسابيع من الهدوء، ولشخصية أمنية رفيعة المستوى. وفي المقابل، فتحت مسألة تكرار استهداف اللواء حسين الباب واسعاً للتكهنات عن الجهة التي تقف وراء استهدافه للمرة الثانية، بعد فشل المحاولة الأولى، خصوصاً في ظل حديث بعض المصادر الحكومية في مدينة العريش عن وجود خلافات حادة بين الشخصيات الأمنية التي تتقلد مناصب قيادية في الأجهزة الأمنية في سيناء، في ما يتعلق بالتعامل مع الجمهور، أو الخطط العسكرية المُتعَامل بها في سيناء، وغيرها من الملفات التي يختلف عليها القادة الأمنيون الميدانيون.

وقال مصدر حكومي في مدينة العريش، لـ"العربي الجديد"، إن اللواء حسين يعتبر من القيادات التي تقف في صف العسكريين الذين يدفعون ضريبة فشل الخطط العسكرية في سيناء منذ سنوات، ويحاول جاهداً إيجاد حلول تقلل من الخسائر في صفوفهم، حتى أن الاستهدافين كانا خلال تجوله على النقاط العسكرية في العريش، وإشرافه المباشر على إيصال الإمدادات الغذائية للنقاط العسكرية، لضمان وصولها إلى كافة المناطق. وأضاف أن الاستهداف قد يدل على وجود انزعاج من تحركات اللواء حسين، ووقوفه إلى جوار العسكريين، على عكس بقية القيادات الأمنية الميدانية التي لا تظهر للعلن إلا في حال وصول قيادات أمنية، أو حكومية، من خارج المحافظة، أو في المناسبات المهمة، عدا عن أنه لم تجرِ زيادة الاحتياطات الأمنية للواء حسين بعد استهدافه في المرة الأولى، بدليل أنه جرى استهدافه مرة أخرى، وبصورة أدق من المرة الأولى، مشيراً إلى أن علامات استفهام كبيرة ما زالت تحيط بحادثتي استهداف قائد الأمن المركزي في سيناء.

وفي التعقيب على ذلك، قال باحث في شؤون سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن توقيت الاستهداف ونوعية الشخصية المستهدفة تدفع المتابعين للشأن السيناوي إلى طرح العديد من التساؤلات عن الحادثة، التي لا تشبه بقية حوادث الاغتيالات التي وقعت لشخصيات أمنية في سيناء على مدار السنوات الخمس الماضية، خصوصاً أنها جاءت بعد أكثر من ثلاثة أشهر على انطلاق العملية العسكرية الأوسع في سيناء. وأضاف الباحث، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه جرى اختيار التوقيت بعناية، فهو جاء في الليلة ذاتها التي أعلن فيها السيسي، للمرة الأولى منذ توليه الحكم في مصر، عن فتح معبر رفح، جنوب قطاع غزة، مع العلم أنه في غالبية المرات التي يجري تشغيل المعبر فيها تحصل هجمات ضد قوات الجيش، عدا عن أنه جاء بعد مرور ثلاثة أشهر من عملية سيناء الشاملة، والهدوء الذي تشهده مدينة العريش خصوصاً، وفي اليوم ذاته الذي أصدر فيه المتحدث العسكري البيان رقم 22 حول تطورات العملية العسكرية الشاملة. وأشار إلى أن عدم تبني تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، للهجوم، رغم أنه نوعي وأدى لإصابة محققة لقائد الأمن المركزي، بخلاف المرة الأولى التي لم يصب فيها بأذى، واستهداف اللواء حسين للمرة الثانية من دون تعقيب واضح من وزارة الداخلية المصرية، يدفع لطرح المزيد من التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء الحادثة، والأسباب التي دفعتها لذلك.

المساهمون