ليبيا: طحنون بن زايد يموّل منع الانشقاقات عن حفتر

23 يوليو 2019
أي انقلاب سيُكبّد مليشيات حفتر خسائر فادحة(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
تزامن إعلان مليشيات اللواء الليبي خليفة حفتر انطلاق عملية عسكرية جديدة ضد العاصمة طرابلس، مع محاولات السعودية والإمارات ومصر البحث عن مخرج من المأزق الراهن بعد فشله في دخول طرابلس وإسقاط حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، بعد نحو ثلاثة أشهر من المعارك، التي بدأها في إبريل/نيسان الماضي، في خطوة مفاجئة انقلب بها على الجهود الدولية الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة. وبحسب مصادر مصرية وليبية مطلعة، فإن هناك مخاوف لدى القاهرة وأبوظبي من تراجُع مناطق في غرب ليبيا عن دعمها العسكري لحفتر في عمليته الأخيرة، والتي مهّدت الطريق له للوصول إلى أطراف العاصمة، بعد حصولهم على مبالغ مالية ضخمة، في عمليات واسعة لشراء دعمهم المليشيات الموالية لمجلس نواب طبرق ضد حكومة فائز السراج، موّلتها الإمارات وبإشراف مباشر من مستشار الأمن الوطني، وشقيق ولي عهد أبوظبي طحنون بن زايد.

ويقول مصدر مصري في اللجنة المعنية بملف ليبيا، والتي يقودها في الوقت الراهن جهاز المخابرات العامة، وتضم ممثلين لوزارة الخارجية والأمانة العامة للقوات المسلحة، إن تقارير وردت أخيراً إلى اللجنة تحمل مخاوف كبيرة من تحوُّل مواقف بعض المدن والمناطق التي أبدت تجاوباً مع تحركات حفتر نحو العاصمة، مثل ترهونة وبني وليد، وذلك بعد الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها مليشيات حفتر في مدينة غريان التي كانت تضم مركز العمليات القوات المهاجمة لطرابلس.

ويضيف المصدر، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أن "الانتكاسة كانت مفاجئة وغير متوقعة تماماً، وحملت تأثيرات سلبية على حلفاء حفتر في الداخل والخارج، خصوصاً أنها جاءت في وقت كانت مصر والإمارات توصلتا لاتفاقات مع قوى وأطراف دولية لدعم تحركاته، ومنحه فرصة، لفرض السيطرة على كامل الأراضي الليبية، والقضاء على المليشيات الإرهابية" بحسب تعبيره. ويؤكد، في الوقت ذاته، أن "أطرافاً في الإدارة الأميركية منحت ضوءاً أخضر، أو على الأقل يمكن أن نقول غضّت الطرف عن عمليات تسليح قوات حفتر أخيراً بعد تدخُّل مباشر من القيادة السياسية في مصر والإمارات". ويوضح أنه "بعد هزيمة حفتر الأخيرة في غريان، وما كاد أن يسببه من أزمة دولية لدولة مثل فرنسا، أخذت باريس خطوات في تخفيض دعمها له".
وبحسب المصدر، فإن "التفكير في الوقت الراهن هو على مستويات عدة، منها ما هو متعلق بالتوصل لاتفاقات جديدة مع القيادات الشعبية والقبلية والعسكرية في المدن المرشح انقلابها على حفتر لمنع تلك الخطوة، ومنح مزيد من الوقت للتوصل إلى حل"، مشيراً إلى أن المخاوف من حدوث انقلاب في مواقف تلك المناطق سيُكبّد حفتر خسائر فادحة في المعدات والقوات، نظراً لوجود الجانب الأكبر من قوات حفتر في نطاقها، وتحت حماية مباشرة من المليشيات المسلحة لتلك المناطق، مثل اللواء السابع في مدينة بني وليد"، مشيراً إلى تكبد أبوظبي مبالغ ضخمة لتدارك تلك الأزمة.

من جانبه، يقول قيادي ميداني مسؤول من مدينة مصراتة، المتحالفة مع حكومة الوفاق، إن "هناك بوادر تفاهمات بدأت تلوح في الأفق مع المجالس الشعبية في ترهونة وبني وليد، لمنع الاقتتال بين قواتنا ومسلحيهم، وعدم وصول العمليات العسكرية إلى المدينتين حال التزمتا الحياد ومنعتا قوات حفتر من استخدام أراضيهما كقواعد للتحرك نحو العاصمة". ويضيف أن "هزيمة حفتر في غريان جعلت مَن تحالف معه خشية التنكيل بمناطقهم، يدركون مدى هشاشة قواته. فعلى الرغم مما يتلقاه من دعم عسكري ومالي من حلفائه في مصر والإمارات والسعودية وفرنسا إلا أنه تلقى هزيمة قاسية". ويتابع "هناك محاولات حثيثة من جانب المهزوم حفتر، وحلفائه في أبوظبي والقاهرة، لتقديم إغراءات أوسع لقيادات في المدينتين، من خلال ضخ عشرات الملايين في المصارف، وتقديم شحنات من الوقود، في وقت أعلنت فيه حكومة الوفاق التزامها بتقديم  الخدمات التي تحتاجها المناطق التي تعترف بها". وكانت القاهرة قد استقبلت 70 من أعضاء برلمان طبرق المتحالف مع حفتر، الأسبوع الماضي، للتوافق حول تشكيل حكومة بديلة لحكومتي الوفاق المعترف بها دولياً، وحكومة عبد الله الثني في شرق ليبيا، وحشد الدعم الدولي لها.
المساهمون