وتحوّلت محافظة الجوف إلى أكثر جبهات الحرب اشتعالاً، حيث يحشد الحوثيون مئات المقاتلين من أجل السيطرة عليها من القوات الحكومية، فيما دفعت الأخيرة بألوية عسكرية من محافظة صعدة وشنت مقاتلات التحالف السعودي نحو 50 غارة، خلال الـ48 ساعة الماضية من أجل وقف التقدم الحوثي.
ودان المبعوث الأممي، بشدة، التصعيد العسكري الأخير ودعا كل الجهات المعنية لوقف كل الأنشطة العسكرية في الجوف ومأرب ونهم، والعمل مع مكتبه لتحقيق هذا الهدف. وأعرب غريفيث، في بيان صحافي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، عن انزعاجه الخاص من "الموقف العسكري المتهور، الذي يتعارض مع رغبة الأطراف المعلنة في التوصل لحل سياسي".
وأوضح أنّ المستفيدين من هذا التصعيد في الجوف، "يقوضون بشكل جدي فرص السلام الذي يستحق اليمنيون الحصول عليه بشكل عاجل". وحذر من أنّ الأطراف ليس لديها وقت لتضيعه، لافتاً إلى أنّه لا بديل عن تسوية سياسية يتم الوصول إليها عن طريق التفاوض. وتابع أنّ "الثمن الذي يدفعه اليمنيون في هذه الحرب باهظ للغاية. يستحق اليمنيون ما هو أفضل من الحياة في ظل حرب لا تنتهي، وعلى قادتهم أن ينصاعوا لرغبة اليمنيين في السلام فورا".
ويحاول الحوثيون الزحف نحو مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، وذلك بعد السيطرة على جبهة نهم، شرق صنعاء، خلال الأيام الماضية، وهو ما جعل السعودية تشعر بخطر اقتراب الحوثيين من حدودها الشمالية، لتدفع بألوية عسكرية "سلفية" آتية من كتاف بمحافظة صعدة من أجل الدفاع عن الجوف.
وأعلن الحوثيون عن شنّ الطيران الحربي السعودي 25 غارة جوية، اليوم الجمعة، على مديريتي المصلوب والغيل بمحافظة الجوف، ومجزر بمأرب، لترتفع الغارات خلال 48 ساعة إلى نحو 50، وفقا لوسائل إعلام حوثية.
وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، عيّن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الفريق صُغير عزيز رئيساً لهيئة الأركان العامة في الجيش، بجانب احتفاظه بمنصبه كقائد للعمليات المشتركة باليمن، في موقف يؤكد ذهاب الشرعية نحو تصعيد أكبر، واستعادة ما خسرته خلال الأيام الماضية في الجوف ونهم ومأرب.
وتتزامن الموجة الجديدة من التصعيد العسكري في الجبهات الثلاث، مع تحركات دولية لإحياء عملية سلام شاملة تتجاوز اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الحكومة اليمنية والانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات.