3 مناطق رئيسية تفصل عن اقتحام الموصل

25 أكتوبر 2016
تمّ تحرير العديد من القرى بالأسبوع الأخير (هيمن بابان/الأناضول)
+ الخط -
تبدو الوقائع الميدانية لتحرير الموصل العراقية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، صعبة بعض الشيء، في ظلّ فشل القوات العراقية المشتركة في فتح ثغرات للدخول إلى المدن الرئيسية الثلاث، التي تسعى إليها منذ أيام، وهي تلكيف والحمدانية ومركز مدينة بعشيقة. ووفقاً للقادة العراقيين فإن "السيطرة على تلك البلدات تعني بدء مرحلة اقتحام مدينة الموصل فعلياً".

وقد تميزت معارك، أمس الإثنين، بالمناوشات البعيدة وتعدّد العمليات الانتحارية لـ"داعش"، التي استهدفت القوات المهاجمة، فضلاً عن تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين الطرفين، كما صعّد التحالف الدولي غاراته الجوية. في هذا السياق، كشف العميد الركن فاضل عبد الحسن الموسوي، من قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، أن "الجميع يستعجل النصر، لذلك فإن المعارك متواصلة ولن تتوقف". ولفت إلى أن "ما تحقق جيد، حتى الآن، لكن المرحلة الصعبة لم تبدأ بعد ونعتقد أنها ستتراوح بين أسبوع إلى 10 أيام"، في إشارة إلى قرب انهيار بلدات الموصل الرئيسية الثلاث، الحمدانية وتلكيف وبعشيقة. وأشار الموسوي إلى أن "المشكلة الوحيدة التي كانت تعتبر معاناة في كل معركة سابقة هي التمويل والإمداد. وحالياً هناك وفرة كبيرة في الذخيرة والعتاد الثقيل والمتوسط فضلاً عن القوات التي تقاتل. لذا يمكن القول، إن داعش يُستنزف في الوقت الحالي".

وشنّ "داعش" هجمات كبيرة وواسعة على المحورين الجنوبي والشمالي، استهدفت قوات الجيش و"البشمركة". وأفادت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من 90 قتيلاً وجريحاً سقطوا في تلك الهجمات من الجيش والبشمركة بينهم خمسة ضباط كبار". ووفقاً للمصادر، فقد تركزت الهجمات على محيط بلدة الشورة وطريق سنجار الجبلي القديم (30 كيلومتراً شمال الموصل). في المقابل، حررت القوات المشتركة أربع قرى، هي الخسفة والكضبة جنوباً على الطريق المؤدي إلى حمام العليل التي تمثل خاصرة الموصل الجنوبية. ومن جهة المحور الشرقي تم تحرير قريتي تيس خراب الكبيرة وتيس خراب الصغيرة، فضلاً عن سيطرتها على بلدة كرمليس، المسيحية التاريخية.

في هذا السياق، قال قائد عمليات تحرير نينوى، اللواء الركن نجم الجبوري، في حديث إلى "العربي الجديد"، إنه "تم تحقيق تقدم كبير اليوم، وثبّتنا أقدامنا في المناطق الرخوة والمحررة حديثاً والتحرك مستمر نحو الموصل". ولفت إلى أن "التنظيم في حالة تراجع"، واصفاً دور التحالف الدولي في المعركة بـ"الرئيسي". في غضون ذلك، أفادت مصادر محلية داخل الموصل لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم بدأ بعمليات تلغيم داخل المدينة، شملت منازل ومبانيّ ومحلات وطرقاً وحواجز معدنية، غالبيتها في الأحياء الواقعة في الأطراف".


بدورها، أفادت خلية الإعلام الحربي، أمس، أن "القوات العراقية تمكنت من تحرير 74 منطقة في الأسبوع الأول من معركة الموصل". كما بدأت مشاكل عدة تطفو على السطح بين القوات المشاركة في معركة تحرير الموصل، تحديداً بين قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب من جهة وبين "البشمركة" من جهة ثانية، فضلاً عن خلافات أخرى بين مليشيات "الحشد الشعبي" وأبناء العشائر العربية. ووفقاً لمصادر في المحاور الجنوبية والشمالية للموصل، فإن "أبرز المشاكل تتمثل بوجود شعارات طائفية لأفراد من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب يرفضها الأكراد. وأدت في حالات عدة إلى شجار بين الجنود تم حلها بسرعة، فضلاً عن جودة نوعية الطعام التي يحصل عليها عناصر البشمركة، مقارنة برداءة طعام القوات التابعة لبغداد". وأفيد أيضاً، عن بدء عمليات تضييق من مليشيات الحشد لقوات العشائر، عبر قطع الطريق الرابط بين الشورة وحمام العليل على تلك القوات التي تم تدريبها من قبل أنقرة.

وبحسب المصادر ذاتها فإن تلك المشاكل تتصاعد وقد تتطور، لذا فإن زيارات قادة المليشيات وضباط كبار بالجيش العراقي فضلاً عن قادة عسكريين من "البشمركة"، جاءت لترتيب الأوضاع وسحب التشنج وحل تلك المشاكل.

في هذه الأثناء، أفادت وزارة الهجرة العراقية، أن أكثر من 3 آلاف مدني فرّوا من ضواحي الموصل بسبب القتال، وتم إسكانهم في مخيمات ومعسكرات جُهّزت بشكل مسبق. من جهته، انتقد عضو منظمة حقوق الإنسان العراقية في بغداد، أكرم العبيدي، ما وصفه بـ"غموض بغداد تجاه المدنيين في الموصل". وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "تم تسجيل أكثر من 100 قتيل وجريح مدني، منذ بدء المعارك بينهم نحو 50 طفلاً وامرأة كما سجلنا أكثر من 40 عملية إعدام لداعش بحق المدنيين".

المساهمون