العراق: مليشيات تختطف عشرات النازحين جنوب الأنبار

14 نوفمبر 2015
مليشيا حزب الله خطفت 260 نازحا (الأناضول)
+ الخط -
كشف مسؤول إغاثي عراقي، يوم السبت، عن اختطاف مليشيات مسلّحة عشرات المواطنين العراقيين من الذين فرّوا في وقت سابق من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مُتوجهين إلى بلدة الرحالية (280 كيلومترا جنوب الأنبار) على الحدود مع محافظة كربلاء، فيما أكّد مسؤول محلي بدء مفاوضات مع مليشيا "حزب الله" لإطلاق سراح المختطفين، خاصة أن بينهم نساء وأطفالاً.

وقال مسؤول منظمة "الحياة" العراقية للإغاثة الإنسانية، محمد الطائي، إنّ "فريقا إغاثيا اتّجه لمساعدة نازحين في بلدة الرحالية كانوا قد فروا قبل يومين من مناطق سيطرة (داعش)، إلاّ أن الفريق فوجئ بعناصر من مليشيات حزب الله العراقي وقد اختطفت النازحين جميعاً.

وأضاف الطائي، أن عدد النازحين المختفين يبلغ 260 شخصاً من بينهم 167 طفلا وامرأة، لافتاً إلى أنّ "المليشيا اقتادتهم إلى مكان مجهول، وسجلنا شهادات لناجين أكّدوا أن المليشيا قتلت عددا من الرجال أمام أسرهم عندما حاولوا الفرار".

وبيّن أنّ "الحادث وقع أمس الجمعة، وبسبب بعد المنطقة النائية لم يحالف الحظ الضحايا لاكتشاف الجريمة من قبل وسائل الاعلام"، كاشفاً أنّ "مصير الضحايا مجهول حتى الآن ومقلق في الوقت نفسه، خاصة مع إعدام المليشيات عدد منهم".

وتقع بلدة الرحالية أقصى جنوب الأنبار، وهي بلدة صغيرة لجأ إليها المئات من النازحين خلال الأيام الماضية. ومنعت حكومة كربلاء دخولهم إليها ما دفعهم للبقاء على مشارف البلدة، وسكن بعضهم خياما وآخرون ظلوا في العراء أو داخل سياراتهم.

من جانبه، قال القيادي في "جبهة الحراك الشعبي"، محمد عبد الله، إنّ "الجريمة ليست الأولى فهي مستمرة منذ أسابيع، لكن هذا العدد هو الأكبر، الذي يتم اختطافه من قبل تلك المليشيا".

وأضاف أنّ "كتلا سياسية وبرلمانية بدأت منذ صباح اليوم التحرك للتوسط لدى الحكومة وزعماء المليشيات لإطلاق سراح النازحين"، مؤكّداً العثور على جثث 16 ضحية قتلتهم المليشيات وتركتهم في العراء.

بدوره، قال عضو مجلس عشائر الأنبار محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ حكومة الأنبار المحلية تتواصل مع بغداد بهذا الشأن، إذ لم يعد من الممكن السكوت على تلك الجرائم.

وبين أن من بين المختطفين 58 عنصر أمن أخذوا إجازات، لإبعاد عوائلهم عن ساحة المعارك ثم العودة لقتال "داعش"، مناشداً المسؤول حكومة بغداد لوضع حد لتلك الانتهاكات وإطلاق سراح المخطوفين والحد من صلاحيات كتائب "حزب الله".

وحاول "العربي الجديد" التواصل مع مسؤولين في بلدة الرحالية لمعرفة مزيد من التفاصيل عن مصير المختطفين إلاّ أنّ مسؤول البلدية أحمد سعد، رفض الإدلاء بأي تصريح حول الحادث.

اقرأ أيضاًمليشيا الحشد الشعبي تواصل انتهاكاتها ضد المدنيين العراقيين

المساهمون