وقالت مصادر محلية إن ناشطي التظاهرات بمحافظة البصرة جددوا دعواتهم لمواصلة الاحتجاج اليوم الاثنين بعد وفاة متظاهر متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة لتعرضه لإطلاق نار من قبل حماية حركة "ثار الله" في البصرة، أمس الأحد مؤكدة لـ"العربي الجديد" وجود إصرار على الاستمرار بالتظاهر حتى تحقيق المطالب.
وأصدر المتظاهرون في ساحة اعتصام النجف بيانا طالبوا فيه الحكومة بـ"القصاص العادل" من قتلة المتظاهرين، واعتبار قتلى التظاهرات "شهداء" أسوة بقتلى القوات الأمنية و"الحشد الشعبي"، وتحديد موعد الانتخابات المبكرة، وحصر السلاح بيد الدولة بشكل قطعي، ومحاسبة كل من يحمل السلاح واعتباره خارجا على القانون، موضحين أنهم سيواصلون مظاهر الاحتجاج حتى تحقيق جميع مطالبهم.
Twitter Post
|
يأتي ذلك في الوقت الذي تحولت فيه الاحتجاجات إلى مادة للسجال بين مؤيدي رئيس الوزراء الجديد ومعارضيه، إذ قال عضو تحالف "سائرون"، الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر (الداعم لحكومة الكاظمي)، النائب علي اللامي، أمس الأحد إنّ التظاهرات الجديدة أظهرت وجود جهات سياسية داخلها تعمل على استغلال الحراك الشعبي لضرب الحكومة وعرقلتها مبكراً.
كما نقل مقرب من الصدر، وهو صالح محمد العراقي، مديحا للكاظمي جاء فيه "أجده جادا في عمله وأرجو منه قوة القلب حبا بالوطن"، مبينا في تغريدة على موقع "تويتر" أن الصدر أمهل الحكومة الجديدة 100 يوم لتبين نتائج عملها.
Twitter Post
|
في المقابل، نفى "ائتلاف دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي، الأنباء التي تحدثت عن دعمه للتظاهرات التي تجددت الأحد بهدف الضغط على حكومة الكاظمي التي لم يشارك ائتلاف المالكي فيها. وتابع "نستنكر ما تشيعه بعض الأوساط السياسية كذبا وزورا من أن جمهور دولة القانون هو من يقوم بالتحشيد والتصعيد في ساحات التظاهر"، مضيفا أن "ائتلاف دولة القانون ونهجه الواضح لا يتبنى إطلاقا تظاهرات الضغط السياسي، إنما يؤمن بالتغيير من خلال المؤسسات الدستورية، وأن ما يشيعه المغرضون من ذلك هو من أجل دق الإسفين بين القوى السياسية العراقية والحكومة، وتشويه صورة الواقع السياسي انسجاما مع الواقع السياسي".
ودعا ناشطون بساحات التظاهر القوى السياسية إلى عدم الزج بالمحتجين في صراعاتهم، ومحاولات إسقاط بعضهم للبعض الآخر. وأكد متظاهرون بساحة التحرير في بغداد لـ"العربي الجديد" أن الاحتجاجات السلمية مستمرة حتى تحقيق آخر مطلب نادى به المتظاهرون، موضحين أن القوى السياسية مطالبة بالاستجابة السريعة وإجراء الانتخابات المبكرة بدل عن محاولة توظيف معاناة المحتجين لصالحها.
كما قال حسن الدوسري، وهو أحد ناشطي احتجاجات البصرة لـ "العربي الجديد" إن التظاهرات متواصلة على الرغم من محاولة البعض تشويهها، مشيرا إلى رفض المتظاهرين لأية جهة تدعي تمثيلهم، أو تتحدث باسمهم. وأوضح أن الحكومة والبرلمان والقوى السياسية مطالبون جميعا بالاستجابة لمطالب المتظاهرين، وعندها سنقف جميعا معهم لإنهاء مظاهر الاحتجاج.