غرفة عمليات التحالف الدولي في بغداد المتوقفة منذ اغتيال سليماني تستعيد أنشطتها

06 يونيو 2020
التحالف الدولي يكثف عملياته (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -
قال مسؤول عراقي في بغداد، اليوم السبت، إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي استعاد أغلب أنشطته السابقة، التي توقفت عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد إصدار حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي حزمة قرارات تتعلق بإلغاء تراخيص الطيران للتحالف الدولي بما فيه الطائرات المسيرة والشحن الجوي، ووقف برامج تدريب للقوات العراقية.

وتأتي هذه الأنباء قبيل بدء أولى جلسات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، المرجح انطلاقه في العاشر من الشهر الجاري عبر دائرة تلفزيونية بين الجانبين، لبحث الملفات المهمة التي يراد الاتفاق حولها.

ووفقا للمسؤول العراقي، فإن غرفة عمليات التحالف الدولي ضدّ الإرهاب تعمل بشكل طبيعي في بغداد، بما فيها تقديم المعلومات والصور الجوية للتحركات المشبوهة في المناطق المعزولة والصحراوية والجبلية شمالي وغربي العراق والشريط الحدودي مع سورية على امتداد أكثر من 600 كيلو متر.
وأكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الطيران المسير والقتالي وبرامج الإسناد والمعلومات التي كان التحالف الدولي يتولى تقديمها للعراقيين عادت مجددا بشكل كامل"، كاشفا عن أن ملف التسليح والدعم الفني لسرب مقاتلات "أف ــ 16" ووحدات الدروع ودبابات "أبرامز"، تم الاتفاق عليه أيضا.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن عملية الانسحاب التي نفذتها القوات الأميركية ودول التحالف من 6 قواعد ومعسكرات شمالي ووسط العراق، لم تؤثر على طبيعة الدعم الذي يتركز حاليا على العمليات الجوية والدعم اللوجيستي.
وأول من أمس الخميس، أعلن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، العميد يحيى رسول، تنفيذ مقاتلات التحالف الدولي 26 ضربة جوية متفرقة شمالي البلاد استهدفت مواقع لتنظيم "داعش"، في أوسع تدخل عسكري للتحالف الدولي بالعراق منذ مطلع العام الحالي.
وأوضح المتحدث العسكري "أن طيران التحالف نفذ 26 ضربة جوية، أسفرت عن تدمير 46 كهفا، وقتل 19 عنصرا من عصابات (داعش")، في جبال (قرة جوغ) في محافظة نينوى، متحدثا عن تبادل معلومات بين القوات العراقية والتحالف الدولي أيضا.
ومن المقرر أن يرأس الوفد التفاوضي الأميركي مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل، إلى جانب السفير الأميركي في بغداد ماثيو تولر، بحسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، بينما يرأس الوفد العراقي، بحسب مصادر حكومية متطابقة، السفير عبد الكريم هاشم رئيساً، والباحث السياسي حارث حسن مساعداً له، إضافة إلى لقمان الفيلي وفريد ياسين وحامد خلف وهم سفراء في الخارجية العراقية.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "الصباح" الناطقة باسم الحكومة العراقية، اليوم السبت، إن الحوار العراقي الأميركي المرتقب سيشهد طرح 3 محاور أساسية. ونقلت عن مسؤول حكومي قوله إن "أبرز المحاور التي ستطرح للنقاش هو دعم العراق عسكرياً مقابل التعهد بحماية المنشآت الأجنبية"، في إشارة إلى المصالح الأميركية بالعراق.
وبين المصدر أن "أحد هذه المحاور هو التأكيد على دعم العراق عسكرياً في حربه مع عصابات داعش، وتعهده بحماية المنشآت الأجنبية التي تعمل في البلد". وأضاف أن "العراق يرغب بدعمه صحياً في المرحلة المقبلة في مجال محاربته لفيروس كورونا، نظراً لخطورة هذا الفيروس وهشاشة الوضع الداخلي في البلد"، وتوقع المصدر أن "الحوار الذي سيجرى عبر الدائرة التلفزيونية ولمدة 2 ـ 3 ساعات سيتمحور حول الدعم السياسي والأوضاع في المنطقة وكيف للعراق أن يلعب دوراً فيها".
واعتبر أن "هذا الحوار سيكون فاتحة لحوارات جديدة ووجود منصة واضحة لتبادل وجهات النظر حول قضايا مستقبل القوات الأميركية في العراق وغيرها من القضايا المهمة".


من جهته، أوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، رامي السكيني، أن "على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن يعتدل في خطابه وقراراته والرؤية الاستراتيجية ولا يميل إلى محور دون آخر". وأضاف أن "هذه المرحلة هي الأصعب في تاريخ الحكومة ورئيسها الكاظمي، خاصة في موازنة الصراعات وإيجاد حلول للأزمات، خاصة الصحية والاقتصادية والأمنية".
المساهمون