مشروع تركي لهدنة سورية قبل الأضحى:أنقرة ترفض بقاء الأسد

06 سبتمبر 2016
عرض أردوغان إدارة دولية لمنطقة حظر جوّي(كيهان أوزر/الأناضول)
+ الخط -
يبدو العجز الأميركي ــ الروسي عن توقيع الاتفاق السوري، ممدداً له، من دون أن يرقى إلى مرتبة الإعلان الرسمي عن نهاية المباحثات، مع ظهور ملامح جهد ثلاثي جديد تركي أميركي روسي عبّر عنه الرئيس رجب طيب أردوغان، بإعلانه أمس الاثنين، أن أنقرة تعمل مع موسكو من أجل إبرام هدنة في حلب قبل حلول عيد الأضحى يوم الاثنين المقبل. بموازاة ذلك، رمى أردوغان ورقة من شأنها زيادة الإحراج الروسي والأميركي، عندما كشف أنه عرض على كل من نظيريه، باراك أوباما، وفلاديمير بوتين، في لقاءاته معهما في الصين، على هامش قمة العشرين، إقامة منطقة حظر جوي في ريف حلب الشمالي، جازماً بموقف بلاده الرافض بشكل مطلق لبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد. بذلك، يكون أردوغان قد وضع حداً للسجال الذي أثارته تصريحات تركية وتسريبات إعلامية تفيد باحتمال تغيير أنقرة موقفها من الثورة السورية والنظام في دمشق.



وأكد أردوغان أن أنقرة عرضت على كل من موسكو وواشنطن إقامة منطقة حظر طيران فوق المناطق التي تم تطهيرها من داعش في ريف حلب الشمالي الشرقي بالتعاون بين قوات الجيش السوري الحر والقوات المسلحة التركية. وأشار أردوغان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في الصين، إلى التقدم الذي حققته عملية درع الفرات في جرابلس، مشددا على أن العملية التركية لا تستهدف وحدة الأراضي السورية، قائلاً: نحن نعمل عى جعل تلك المنطقة منطقة حظر طيران، وكان ذلك عرضنا إلى كل من أوباما وبوتين، وتستطيع قوات التحالف الدولي ضد داعش تنفيذ الأمر، نحن في حالة توافق ونسير المرحلة بهذه الطريقة". وأكد أردوغان أن أنقرة تعمل مع موسكو والتحالف الدولي "للوصول إلى هدنة في مدينة حلب قبيل عيد الأضحى". وحول احتمالات تغير الموقف التركي من الأسد ونظامه، أجاب أردوغان: "عدد القتلى في سورية تجاوز 600 ألف إنسان، وأعتبر أن الدفاع عن فكرة بقاء الأسد في منصبه مدعاة للخجل". 

بدوره، أوحى بوتين بتقدم حاصل بالفعل في المشاورات مع الولايات المتحدة وتركيا حول سورية، إذ أشار إلى وجود "نوع من التقارب بين مواقف روسيا والولايات المتحدة من التسوية السورية". وقال بوتين في مؤتمر صحافي في ختام قمة العشرين: "يبدو لي أننا توصلنا إلى تفاهم للمشكلات التي نقف أمامها، ولكن يبقى استكمال بعض الأمور الفنية. إذا تمكن (الوزيرين جون) كيري و(سيرغي) لافروف من ذلك، فسنخطو خطوة إلى الأمام في التسوية السورية". وأضاف: "لا يمكننا أن نثق بأهداف أحد بنسبة 100% وبشكل نهائي، ولكنه يجري حوار بشأن قضايا سورية مع الشركاء الأتراك والأميركيين". وختم بوتين، بعد لقائه الذي دام 90 دقيقة مع أوباما، بأنه واثق من إمكانية الاتفاق مع واشنطن في "الأيام المقبلة"، لكنه رفض إعطاء تفاصيل محددة، قائلاً إن المسؤولين الاميركيين والروس "يعملون على بعض الاتفاقات المبدئية". وتابع: "يمكننا القول إن عملنا المشترك مع الولايات المتحدة في محاربة المنظمات الإرهابية، بما في ذلك في سورية، سيشهد تحسنا وتكثيفا بشكل كبير".


ولم يكن كلام أوباما، في ختام اجتماعه مع بوتين، صباح أمس، في الصين، شديد الوضوح، إذ اقتصر تصريحه على وصف محادثاته مع نظيره الروسي حول وقف إطلاق النار في سورية بـ"المثمرة"، رغم الفشل في التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. وأضاف أوباما في ختام لقائه بوتين: "أجرينا بعض المحادثات المثمرة بالنسبة لما سيكون عليه وقف القتال على أرض الواقع".

وانضمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى جوقة المتفائلين من إمكانية تأدية بوتين "دوراً مهماً في تحديد ما إذا كان من الممكن التوصل لوقف إطلاق نار من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية". وأضافت ميركل، في ختام قمة العشرين، أن "الأمر (وقف النار) عاجل بشدة. من الواضح أن الوقت ليس في صالحنا نظرا لمعاناة السكان هناك". كذلك كان حال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي حذّر من "مخاطر تدويل النزاع" السوري، وذلك خلال مؤتمره الصحافي في ختام القمة. وقال الرئيس الفرنسي إن "هناك مخاطر كبيرة من احتمال حصول كارثة إنسانية في حلب، وأيضاً من احتمال تدويل النزاع". وتطرق هولاند إلى تورط دول عدة في النزاع السوري، مسمياً روسيا وإيران وتركيا.

المساهمون