تصاعد الاتهامات بين المغرب والجزائر على خلفية قضية "حزب الله" و"البوليساريو"

14 مايو 2018
بوريطة: قطع العلاقات بإيران أعدّ بدقة بالغة(فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -

عاد المغرب والجزائر، اليوم الأحد، إلى تصعيد اللهجة في ما بينهما، في ما يتعلق بموضوع اتهام الرباط لإيران بالوقوف خلف تدريب عسكريين من "حزب الله" اللبناني لعناصر من "جبهة البوليساريو"، بإشراف سفارة طهران في الجزائر.

وأشار وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في حوار نشرته اليوم مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إلى أن قرار الرباط قطع العلاقات مع إيران "أُعد بدقة بالغة على مدى أسابيع عدة، استناداً إلى المعلومات التي تمّ تجميعها والتحقق منها طيلة أشهر، كما تضمن حقائق ثابتة ودقيقة".

وسرد بوريطة بعض التفاصيل، منها مواعيد زيارات مسؤولين في "حزب الله" إلى الجزائر وتواريخ وأمكنة الاجتماعات التي عقدوها مع مسؤولي "البوليساريو"، بالإضافة إلى قائمة بأسماء "العملاء المشاركين في هذه الاتصالات".

وقال المسؤول المغربي إنه كشف لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أسماء مسؤولين كبار في "حزب الله"، انتقلوا في مناسبات عدة إلى تندوف، منذ مارس/ آذار 2017، من أجل لقاء المسؤولين في "البوليساريو" والإشراف على دورات تدريبية وإقامة منشآت ومرافق.

واستدل بوريطة بمثال حيدر صبحي حديد، المسؤول عن العمليات الخارجية في "حزب الله"، وعلي موسى دكدوك، المستشار العسكري في الحزب ذاته، بالإضافة إلى الحاج أبو وائل زلزالي، المسؤول عن التكوين العسكري واللوجستيي في الحزب اللبناني.

كذلك لفت وزير خارجية المغرب إلى أن "السفارة الإيرانية في الجزائر العاصمة كانت صلة الوصل التي تربط بين "حزب الله" والجزائر و"البوليساريو"، من خلال "مستشارها الثقافي" أمير الموسوي، الذي كان الشخص الرئيسي والمحوري في محاولات نشر "التشيّع" في العديد من البلدان العربية والأفريقية، والذي يعمل اليوم مستشاراً في القضايا الاستراتيجية لـ"المرشد الأعلى" الإيراني علي خامنئي".

ووفق وزير الخارجية المغربي، فإن "بعض الاجتماعات بين البوليساريو وحزب الله تم عقدها في مكان سري في الجزائر العاصمة، معروف لدى الأجهزة الجزائرية، ومستأجر من طرف سيدة تدعى د.ب، وهي جزائرية متزوجة من أحد كوادر حزب الله، تم تجنيدها كعميلة اتصال تابعة لحزب الله خاصة مع البوليساريو".

ولفت بوريطة إلى أن نظيره الإيراني لم يطعن أو يشكك في أي من الأسماء أو الحقائق التي تم إطلاعه عليها، ولأن المبررات ذات الطابع "السياسي" التي تمّ تقديمها ركزت على هامش استقلالية الحركة التي توفرت لـ"حزب الله"، وكذلك على الوضع الخاص لعضو السفارة الإيرانية المعني.

في المقابل، ردّت الجزائر اليوم، بلسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، على إفادات واتهامات المسؤول المغربي، منددة بشدة بهذه التصريحات.

وقال بن علي الشريف إن "الجزائر تود أن تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها التام للتصريحات غير المسؤولة، التي أدلى بها ضدها وزير الخارجية والتعاون المغربي".

واعتبر المتحدث الجزائري أن "اتهامات بوريطة التي لا أساس لها من الصحة، والتي لا مبرر لها، هي في الواقع تمثل سياسة الهروب إلى الأمام التي انتهجها المغرب في أعقاب النكسات الرئيسية التي عانى منها في أفريقيا وأوروبا، ومؤخراً في نيويورك".

وأضاف أن "هذه الاتهامات تعدّ تضليلاً لعدم قدرة المغرب على توريط الجزائر مباشرة في صراع الصحراء"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن للجزائر إلا أن تدين بشدة تصريحات الوزير المغربي بشأن الدور الذي تلعبه الجزائر في منطقة الساحل، على الرغم من أن المجتمع الدولي يشيد بالمساهمة الكبيرة للجزائر".

 

المساهمون