أوردت صحيفة "ذا غارديان" أن البريطانيين دون ستورغيس وتشارلي رولي أصيبا بغاز نوفيتشوك السام من الخلطة نفسها المستخدمة في الاعتداء على الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزبيري المجاورة قبل أربعة أشهر.
وكشفت "ذا غارديان"، الجمعة، عن معلومات حصلت عليها من مصادر مقربة من التحقيقات بشأن حادثة مدينة أمزبيري، مؤكدة أن غار "نوفيتشوك" الذي تعرض له كل من ستورغيس ورولي كان في وعاء محكم الإغلاق من مخلفات الاعتداء على سكريبال وابنته، كما لمحت مصادر الصحيفة البريطانية إلى أن الشرطة البريطانية قد تكون على علم بهوية منفذي الاعتداء ضد عائلة سكريبال.
ويرجّح أن السلطات البريطانية تتعامل مع حادثة أمزبيري كنتيجة للاعتداء الذي جرى في سالزبيري المجاورة، وليس كحادثة منفصلة جديدة. ويشير هذا إلى أن الشرطة البريطانية لا تعتقد بأن تسمم الضحيتين ناتج عن "خلطة جديدة"، بل من المادة نفسها التي تعرض لها سكريبال وابنته.
ورغم ذلك، رفضت الشرطة الحسم وتأكيد ما نشرته "ذا غارديان"، موضحة، في بيان رسمي: "لسنا في مكان نستطيع التأكيد فيه على أن المادة السامة للأعصاب تعود للعينة نفسها التي تعرض لها سكريبال".
وكانت الشرطة البريطانية قد أكدت، ليلة الأربعاء/ الخميس، أن المادة السامة التي تعرض لها ستورغيس ورولي هي غاز "نوفيتشوك".ويدافع ضباط الشرطة عن قرارهم بعدم تحذير المواطنين بشأن خطورة الوضع، حتى أمس الخميس، بعد أيام من وقوع الحادثة، بينما تصر السلطات الصحية البريطانية على أن المواقع التي تم تطهيرها من "نوفيتشوك" نظيفة تماماً، وأن الخطورة على الصحة العامة ضئيلة جداً، مجددة تحذيرها للأفراد بعدم التقاط المواد المجهولة عن الطرقات.
وقال مدير شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، نيل باسو، في كشفه عن آخر تطورات التحقيقات: "بعد إجراء المزيد من الفحوص على عينات من المرضى، فإننا نعلم الآن أنهم تعرضوا للمادة السامة للأعصاب بعد تعاملهم مع جسم ملوث".
ولم تكشف التحقيقات عن كيفية تعرض الضحيتين للمادة السامة، بل اكتفى باسو بالقول: "لا يزال المحققون يعملون بالسرعة والدقة الممكنين للتعرف على مصدر التلوث".
وكان نزل شبابي في مدينة سالزبيري، أقامت به ستورغيس، قد أخلي من ضيوفه، الخميس، بينما تفحص الشرطة إحدى حاويات القمامة أمامه. وطلب من ضيوف النزل حزم حقائبهم ومغادرة المبنى، كما تم إغلاق عدة مناطق أخرى، بما فيها منزل رولي في أمزبيري، حيث عثر على الضحيتين مغمى عليهما.
ولا تزال الضحيتان في المستشفى، إذ يحاول الأطباء جعل وضعهما الصحي مستقرا.
وكانت الشرطة قد حذّرت سكان سالزبيري من أن مدينتهم ستشهد عن قريب انتشاراً واسعاً للخبراء مرتدين السترات الواقية.
وتنهال المكالمات الهاتفية على خطوط المساعدة الخاصة بالشرطة من قبل المواطنين القلقين من تبعات هذه الحادثة على السلامة العامة.
ومن جهته، علق النائب عن حزب المحافظين ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، طوم توغندات، أمس، على الحادثة بقوله في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية إن "استخدام (روسيا) لمادة سامة للأعصاب شديدة الفعالية في منطقة مدنية هو أمر استثنائي، إنها جريمة حرب، إنه فعل إرهابي شديد الخبث تقوم به دولة تدعي أنها دولة طبيعية".
وكان وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، قد قال في البرلمان البريطاني، أمس، إن بلاده ستتشاور مع حلفائها الدوليين حول كيفية التعامل مع روسيا في ضوء الحادثة الأخيرة في أمزبيري في مقاطعة ويلتشير، جنوبي بريطانيا.
واتهم جاويد روسيا بأنها تتعامل مع بريطانيا على أنها مكبّ لنفاياتها السامة، وحثها على شرح كيفية وصول هذه المواد إلى بريطانيا، وتبيان تفاصيل اعتدائها على سكريبال.