وقال ألون بن دافيد، المعلق العسكري للقناة، إنه تمّ اتخاذ هذا القرار في أعقاب وجود مؤشرات على إقدام إيران على استثمار مقدرات كبيرة لبناء وجود عسكري بهدف تعزيز تأثيرها داخل العراق.
وأضاف أن التقديرات السائدة في إسرائيل تجمع على أن التمركز العسكري الإيراني في العراق يكتسب خطورة كبيرة، على اعتبار أن تل أبيب أخرجت عملياً العراق من دائرة الدول التي تشكل تهديداً إستراتيجياً على أمنها "القومي" في أعقاب سقوط نظام صدام حسين.
ونوه بن دافيد إلى أن المحافل الأمنية والعسكرية في إسرائيل ترى أن نجاح إيران في إرساء بنية عسكرية كبيرة في العراق يمثل أحد استخلاصات طهران من الضربات التي توجهها إسرائيل لوجودها العسكري في سورية.
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي تامير هايمان، قد حذر في إفادة قدمها مؤخراً للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست من إقدام إيران على نصب صواريخ متطورة داخل العراق.
وكانت قيادات عسكرية إسرائيلية قد سربت مؤخراً لوسائل الإعلام في تل أبيب تقديرات مفادها أن شنّ غارات عسكرية ضد الوجود الإيراني في العراق غير مستبعد.
يذكر أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس يادلين قد أوضح مؤخراً أن أحد الأسباب التي تحول دون توجه إسرائيل لتنفيذ عمل عسكري ضد الوجود الإيراني في العراق، يتمثل في ضعف المعلومات الاستخبارية التي بحوزة تل أبيب عما يجري هناك.
كذلك سبق لبعض مراكز التقدير الإستراتيجي في تل أبيب أن أقرت بأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن توافق على أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية للوجود الإيراني في العراق، على اعتبار أن مثل هذا التطور سيوفر مسوغات للمليشيات الشيعية العاملة في العراق لاستهداف القوات الأميركية المتمركزة هناك.
وأشارت التقديرات إلى أن ترامب غير معني بأي تحول في العراق يفضي إلى تشكل بيئة داخلية تسمح بعودة تنظيم "داعش" الإرهابي للعمل هناك، مع العلم أن الرئيس الأميركي قد أعلن انتصار الولايات المتحدة على التنظيم.
وترى المحافل أنه بخلاف الأوضاع في سورية، فإنه سيكون من الصعوبة بمكان تأمين تفهم دولي لأي عمليات عسكرية في عمق العراق.