الاحتلال يستهدف راشقي الحجارة ويسبّب لهم إعاقات دائمة

26 اغسطس 2016
100 فلسطيني يعانون إعاقة مستدامة (جعفر قشطية/ فرانس برس)
+ الخط -



أظهر تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ جنود الاحتلال الإسرائيلي يصعدون في الفترة الأخيرة استخدام أدوات قمع فتاكة ضد الشبان والفتيان الفلسطينيين، الذين يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة في الضفة الغربية، مما زاد بدرجات كبيرة عدد المصابين بإصابات بالغة وخطيرة تسبّب لهم إعاقات جسدية.

ووفقاً للتقرير، فإنّ مخيمات وقرى وبلدات الضفة الغربية، تعج بحالات لشبان وفتيان أُصيبوا إصابات بالغة من رصاص وأعيرة جيش الاحتلال، وخضعوا لعمليات جراحية دقيقة. بعضهم احتاج لأكثر من عملية جراحية، وذلك في وقتٍ يشيع الاحتلال تضليلاً حول عدم وقوع ضحايا مع التعتيم على عشرات الإصابات الخطيرة.

وتحتاج هذه الإصابات عادةً إلى علاج مستديم، وأحياناً عمليات دقيقة للتخلّص من الشظايا، وزرع قطع "البلاتين" في أجسادهم، وغيرها من ضرورات العلاج المتواصل.

ويشير التقرير إلى حالات كثيرة من هذه الإصابات الخطيرة، بعضها مثلاً في مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم، حيث في المخيم فتية وشبان يستخدمون العكازات، بفعل إصابات بالغة في أطرافهم، وآخرون بترت أطرافهم لعدم توفر علاج ملائم.


وبحسب التقرير، فإنّ حملات المداهمة الثلاث الأخيرة التي قام بها جيش الاحتلال لمخيم الدهيشة، أسفرت مثلاً عن إصابة ما لا يقل عن 15 شاباً بالرصاص الحي، في منطقة الركبة، بعضهم سيعاني من إعاقة طيلة العمر.

وينضم هؤلاء إلى شبان وفتيان آخرين، سبق أن أصيبوا هم أيضاً على نحو مشابه من حملات المداهمة التي نفذها جيش الاحتلال، في حملات سابقة في شهر تموز/ يوليو الماضي.

ويعرض التقرير أيضاً، شهادات المصابين عن معاناتهم الطويلة مع الإعاقة المباشرة التي سببتها رصاصات الاحتلال، ولو في المراحل الأولية من الإصابة، واضطرارهم للاعتماد على الأدوية المهدئة، وعلى روتين فقدان القدرة على التنقل والحركة، حتى لقضاء الحاجات الأساسية.

ويسرد هؤلاء كيف أصيبوا برصاص جيش الاحتلال، وكيف التقت عيون بعضهم بعيون القناص لحظة إطلاق النار باتجاههم، فيما وقف ضابط الجيش إلى يمين القناص ليوجهه ويحدد له الهدف.

ويتحدّث آخرون عن رصدهم لبندقية القناصة، وقد تم تثبيتها على عمود خاص لضمان دقة الإصابة، فيما يفترض آخرون أنهم أصيبوا من بنادق القناصة التي قام الاحتلال بتوزيعها على أسطح بيوت المخيم.

ويبيّن أيضاً أنّ بعض المصابين اهتموا بأنفسهم في تأمين عكازات، حصلوا عليها من أقارب وأصدقاء أو من مصابين سابقين من المخيم، وبعضها غير ملائم، لا سيما وأنهم يفتقرون إلى التأمين الصحي، ناهيك عن عدم قدرتهم على شراء لوازم طبية بفعل أوضاعهم الاقتصادية داخل المخيم.



ووفقاً لشهادات من شباب المخيم، فإنّ التقرير يشير بأصابع الاتهام إلى أحد ضباط جيش الاحتلال، الشاب الإسرائيلي المعروف في المخيم باسمه المستعار "الكابتن نضال"، الذي يستهدف أهل مخيم الدهيشة. ووثّق الشبّان في المخيم إحدى جرائمه، ونشرها على صفحات فيسبوك، مع نشر إعلانات موقعة باسم الجبهة الشعبية وحركة فتح تتوعد "الكابتن نضال" بأنّ حجارة المخيم ستطاوله هو وجنود الاحتلال.
وينقل أهالي المخيم عن الضابط تهديده لهم "لن يسقط هنا قتلى، لكنكم كلّكم ستسيرون على عكازات، وستبقون معاقين".


ووفقاً لتقرير"هآرتس"، فإنّ نفس المشهد يتكرّر في قرية تقوع الفلسطينية إلى الشرق من مخيم الدهيشة، حيث أصيب في الأشهر الأخيرة 20 شاباً على الأقل من أهالي القرية، بإصابات سببّت لهم إعاقات جسدية. وفي تقواع وقرية الفوار أيضاً، يتضح أنّ غالبية الإصابات هي في الركبة التي تسبّب إعاقة دائمة.

وبحسب التقديرات الفلسطينية التي استقتها الصحيفة من لجان لإغاثة الجرحى والمصابين، فقد ألحق جيش الاحتلال، خلال العامين الماضيين، إصابات إعاقة مستدامة بنحو مائة فلسطيني من الشبان والفتية، الذين أصيبوا خلال مواجهات مع جنود الاحتلال تم فيها استخدام الحجارة فقط لا غير.

وفي هذا السياق، تشير الصحافية عميرا هيس في تقريرها، إلى أنّها التقت خلال ثلاثة أيام، 12 شاباً مصاباً، تبيّن أنّ المحظوظين منهم أصيبوا في العضلة، أما الآخرون فقد حطمت الرصاصات ركبهم كلياً.

وكما هو متوقع، فقد نفى جيش الاحتلال في ردّه على الصحيفة، انتهاجه سياسة محددة، وادعى أنّ عمليات إطلاق النار، وقعت خلال مواجهات مع سكان الدهيشة، الذين حاولوا منعه من تنفيذ عمليات اعتقال في المخيم، زاعماً أنّ جنوده يلتزمون بأوامر إطلاق النار الرسمية.