طهران ترفض عرض ترامب: لا تفاوض مشروطاً

25 يوليو 2018
قاسمي: إيران لا تثق بالإدارة الأميركية(فاطمي بهرامي/الأناضول)
+ الخط -
تتواصل لهجة التصعيد بين واشنطن وطهران في أعقاب التهديد الأميركي الأخير، إذ رفضت إيران التفاوض مع الولايات المتحدة، قائلة "لتنسَ أميركا للأبد صيغة الحوار الأحادي الجانب".

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن إيران لا تقبل التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية المرتبط بالتهديد والإملاءات المتزايدة، قائلاً "لتنسَ أميركا للأبد صيغة الحوار الأحادي الجانب، وعليها ألا تكرر تجاربها الفاشلة تاريخياً".

وعلق قاسمي، في بيان رسمي، اليوم الأربعاء، على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعا إيران للحوار، ورأى أنها تختلف عما سبق، غير أنه قال إن الإيرانيين لن يتنازلوا عن الدفاع عن بلادهم واستقلاليتها وسيقفون بوجه الضغوطات والتهديدات، موصياً الولايات المتحدة بأن تفهم أن "الزمن الحاضر لم يعد يتقبل السلطة والتحكم من طرف واحد، وأن وجهة النظر الدولية السلبية إزاء الإدارة الأميركية نتيجة لسياساتها وسلوكها، وهو ما يعني تحولاً في السياسة الدولية"، بحسب رأيه.

وأشار إلى أن إيران لا تثق بالإدارة الأميركية ولا بسلوكها ولا بأقوالها ولا تريد حواراً من النوع الأميركي معها، على حد تعبيره.



مواجهة على كل الصعد

وفي ذات السياق، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع مع تشكيلته الحكومية عقد اليوم أيضاً إن التهديدات الصادرة على لسان الساسة والمسؤولين الأميركيين لا تستحق الرد.

وأضاف روحاني بحسب وكالات رسمية إيرانية أن إيران ستصمد بوجه المؤامرات والتهديدات، واصفا التصريحات الأميركية الأخيرة بـ"السخيفة" والتي لا تستند لأسس صحيحة ومنطقية، معتبراً أن اختيار طريقي الصمود والانسجام الداخلي هو أفضل رد عليها.


ورأى روحاني أن "العمل لتحسين الإنتاج والصادرات يعني صموداً بوجه مؤامرات البيت الأبيض وأعداء الإيرانيين"، معرباً عن اتخاذ إيران لإجراءات داخلية وخارجية على حد سواء، وقد تقدمت بشكوى ضد الولايات المتحدة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، باعتبار أن العقوبات الأميركية على إيران تنتهك تعهدات واشنطن السابقة، ووصف ذلك بحق إيران المشروع.

وعلّق كذلك على ما صدر عن ذات المحكمة، أمس، والتي طالبت الولايات المتحدة بعدم التصعيد إزاء إيران، معتبراً أن ذلك إنجاز بحد ذاته كونه يصدر عن لسان أعلى مرجع قضائي حقوقي، وأكد أن طهران ستتخذ خيارات سياسية إلى جانب تلك القضائية لتواجه الولايات المتحدة، مشيرا للتعديلات التي أجراها في مناصب حكومته اليوم أيضا وقال إن ذلك يهدف لإيجاد تحسينات في الداخل.



تهديد واضح

من ناحيته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، خلال عرض مقاتلات حربية جديدة، اليوم، إنه "لو وصل إلى مسامع ترامب معلومات حول قدراتنا فلن يرتكب أي خطاْ إزاء إيران، وسيعلم أنها قادرة على مواجهة التهديدات النفطية بسهولة".

وأكد جعفري أن الحرس الثوري الإيراني يطور قدراته على كافة الصعد ولا يكتفي بالصواريخ والطائرات من دون طيار أو المضادات بل إنه يعزز قدراته لتطوير المقاتلات الجوية.


اتهامات بتشكيل جبهة ضد إيران

من ناحيته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، إن ترامب شكّل تحالفاً ثلاثياَ متشدداً مضادا لإيران يضم أميركا وإسرائيل والسعودية، معتبراً أن ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو يشنان حرباً نفسية على بلاده كما يسعيان لخلق جبهة متشددة للتأثير على وجه الدبلوماسية الإيرانية أمام المجتمع الدولي ولا يجب السماح له بذلك، بحسب تعبيره.

ونقلت وكالة (إيسنا) عن فلاحت بيشه قوله إن "أميركا تحاول الهرب من واقع انهيار القدرة الأميركية الأحادية الجانب، والسعودية تفر من الديمقراطية بينما يسعى الاحتلال الصهيوني للحفاظ على ظروف أمنية مناسبة له لتحقيق أهدافه في الأراضي المحتلة، وعلى إيران أن تتنبه لكل ذلك".

واعتبر فلاحت بيشه أن الشارع الأميركي لا يوافق على سلوك ترامب ولا على انسحابه من الاتفاق النووي، ويجب أن تستغل إيران هذا لتقف بوجه العقوبات.

بموازاة ذلك، عرضت القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني عشر مقاتلات جوية قاذفة من طراز "سوخو 22"، خلال مراسم حضرها قائد الحرس محمد علي جعفري وقائد القوات الجوفضائية أمير علي حاجي زاده، الذي أعلن أن هذه القاذفات قادرة على حمل وقذف قنابل ذكية من طراز "سيمرغ" وصواريخ جو- جو وجو-أرض التي يصل مداها إلى 400 كيلومتر.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن حاجي زاده قوله أيضاً إن الحرس الثوري سيتزود قريباً وللمرة الأولى بصواريخ كروز دقيقة يصل مداها إلى 1500 كيلومتر، وهي التي من الممكن استخدامها مع المقاتلة القاذفة أيضا.

وذكر حاجي زاده أن الخبرات المحلية الإيرانية تسعى لتطوير القدرات العسكرية في البلاد، وتعمل لتبديل التهديد الذي تفرضه جهات خارجية إلى فرص، مضيفاً أنه ورغم العقوبات إلا أن القوات التابعة للحرس الثوري استطاعت تصنيع قطع غيار ومعدات لتطوير المقاتلات الجوية الإيرانية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي بين طهران والسداسية الدولية في مايو/أيار الماضي وأعاد فرض العقوبات على إيران، وهو ما أعاد التراشق الإيراني الأميركي إلى الواجهة، وقد قال الرئيس حسن روحاني مخاطباً ترامب قبل أيام "لا تلعب بذيل الأسد وإلا فستندم" بينما رد ترامب عليه بتهديده بوجود تبعات لتوجيه التهديدات للولايات المتحدة الأميركية مطالبا إياه بعدم تكرار ذلك.

فيما اعتبر وزير خارجيته مايك بومبيو أن الولايات المتحدة قادرة على استهداف النظام الإيراني من أعلى المستويات، وكل ذلك لاقى انتقادات إيرانية واسعة، فردّ المسؤولون الإيرانيون على التصريحات الأميركية وعلى دعوة ترامب الأخيرة المتعلقة بفتح حوار باعتبار أن إيران تغيرت وكونه سيقبل التوصل لاتفاق معها غير الاتفاق النووي الذي لم يكن مقنعا بالنسبة له.