ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن كبار المسؤولين عن ملفات المخابرات، ومكافحة الإرهاب، والأمن بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منقسمون فيما بينهم بشأن تقييم أي تنظيم إرهابي يشكل التهديد الأكبر بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، تنظيم "الدولة الإسلامية"، أم "القاعدة" وفروعها المختلفة؟
الصحيفة شددت على كون اختلاف وجهات نظر المسؤولين الأميركيين يجسد المخاوف التي باتت تتصاعد بشأن تهديد "داعش" وتشكيل التنظيم لخطر قريب إلى أميركا بسبب قدرة التنظيم غير المسبوقة على حشد المتعاطفين معه عبر الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، واستغلاله للتواصل الإلكتروني لدفع أنصاره إلى شن هجمات داخل الأراضي الأميركية.
مقال الصحيفة الأميركية أبرز في المقابل أن عددا كبيرا من المسؤولين بالمخابرات وأجهزة مكافحة الإرهاب يحذرون من كون عناصر تنظيم القاعدة باليمن وسورية يستغلون حالة الفوضى التي تعم داخل البلدين من أجل التخطيط لشن هجمات تسقط عددا كبيرا من الضحايا، بما في ذلك إسقاط الطائرات التي تحمل على متنها عددا كبيرا من المسافرين.
المقال أبرز أن الأمر لا يتعلق بسجال أكاديمي، إنما تقويم خطر كلا التنظيمين من شأنه تحديد كيفية صرف الحكومة الأميركية لمليارات الدولارات ضمن جهودها لمواجهة الإرهاب، وكذا طبيعة المهام الملقاة على عاتق الآلاف من عناصر الأمن الفيدرالي وخبراء الاستخبارات والوحدات العسكرية لمواجهة ما وصفته بـ "الخطر المحدق على عدة جبهات"، الذي يؤكد كبار المسؤولين أن ملامحه تتغير بسرعة كبيرة.
كما ذكر المقال أن هذا الملف دفع البيت الأبيض إلى إعادة النظر في السياسة الأميركية لمواجهة الإرهاب، ودفع المركز الأميركي لمكافحة الإرهاب إلى الطلب من خبرائه تركيز اهتمامهم على تنظيم "الدولة الإسلامية"، بدل الاشتغال على تهديدات التنظيمات المتطرفة على المدى البعيد.
المقال تطرق كذلك لتأكيد المسؤولين الأميركيين أن النقاشات لم تحسم بين من يقلقون أكثر من تنظيم "القاعدة" ويتعبرونه الأكثر تهديدا لأمن الولايات المتحدة، وبين من يرون أن "داعش" هو الأكثر تهديدا، مبرزا أن كلا التنظيمين يثيران مخاوف المسؤولين، وبأن ذلك دفع المصالح الأميركية إلى إعادة ضبط دائرة اهتماماتها. وأوضح المقال في هذا الصدد أن مكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي"، ووزارة العدل الأميركية، ووزارة الأمن القومي تتخوف أكثر من التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية"، في حين تتركز مخاوف البنتاغون، ووكالات الاستخبارات، والمركز الأميركي لمكافحة الإرهاب على عناصر تنظيم "القاعدة" المنتشرين في عدة بلدان.
أضاف المقال أن البيت الأبيض تسود لديه مخاوف أكبر من التهديدات التي يشكلها "داعش"، ولفت إلى أن هذا الخلاف في تقييم مخاطر وتهديدات كلا التنظيمين سيلقي بظلاله على الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسيات الأميركية، موضحا أن الموضوع سيبرز على السطح، خلال 2016، لاسيما في ظل الانتقادات التي يوجهها المرشحون الجمهوريون لفشل إدارة الرئيس أوباما في توقع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" جراء مخلفات الحرب الأميركية بالعراق.