يحتدم الصراع ويتفاعل على مدينة الطبقة السورية، بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، و"قوات سورية الديمقراطية"، التي تحاول انتزاع السيطرة على واحدة من أهم مدن شرق سورية، في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق، يدعمها التحالف الدولي لطرد التنظيم من معاقله السورية. فما هي أهمية مدينة الطبقة حالياً؟
في منتصف ستينيات القرن الماضي، وقع الاختيار على موقع بالقرب من قرية صغيرة على الكتف الأيمن لنهر الفرات اسمها الطبقة، لإقامة سد مائي (يُعرف باسم سد الفرات أو الطبقة) اعتبر في حينه من أكبر السدود في الشرق الأوسط. وكان سبباً في ازدهار هذه القرية، والتي قفزت بسرعة لتصبح من أهم المدن السورية.
تُقسم الطبقة إلى قسمين: جنوبي يضم القرية القديمة والأحياء المحيطة بها التي ظهرت بعد بناء السد، وقسم شمالي يضم أربعة أحياء حديثة، بُنيت على الكتف الجنوبي للبحيرة الكبيرة التي يحتجزها السد، وكان يسكن فيها مهندسو وعمال هذا السد، إضافة إلى الخبراء الروس وعائلاتهم، والذين ساهموا في بناء السد وإدارته.
وتنبع أهمية مدينة الطبقة من كونها تحتضن هذا السد الذي انتهى العمل به عام 1978، محتجزاً بحيرة يصل طولها إلى نحو 80 كيلومتراً، وعرضها في بعض الأماكن نحو 5 كيلومترات، ومحيطها 200 كيلومتر، ومساحتها 640 كيلومتراً مربعاً وحجم التخزين فيها 14.1 مليار متر مكعب، وتتفرع منها قنوات مياه تروي مئات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية. كما يولّد السد طاقة كهربائية كبيرة كانت تُزوّد بها مناطق واسعة في سورية، إذ كان سد الفرات من أهم مصادر الطاقة في سورية قبل إنشاء مصادر أخرى في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، وبدايات الألفية الجديدة.
تقع الطبقة إلى الشرق من مدينة حلب بنحو 150 كيلومتراً، وإلى شمال شرقي دمشق بنحو 500 كيلومتر، ولا يفصلها غرباً سوى 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة، والتي تتبع لها الطبقة إدارياً.
اقــرأ أيضاً
لا توجد إحصاءات رسمية يمكن الركون إليها في ما يتعلق بعدد سكان مدينة الطبقة حالياً، خصوصاً أن المدينة شهدت حركة نزوح منها وإليها منذ عام 2011، الذي شهد انطلاق الثورة السورية. ولكن مصادر محلية ذكرت لـ"العربي الجديد" أن عدد سكان الطبقة في عام 2011 كان يزيد عن المائة ألف نسمة، غير أن العدد أخيراً وصل إلى نحو الخمسين ألفاً، إذ شهدت المدينة حركة نزوح كبرى منذ سيطرة تنظيم "داعش" عليها بداية عام 2014، إبان تمدده الكبير في الجغرافيا السورية. الغالبية المطلقة من سكان الطبقة سوريون عرب، من سكانها الأصليين الذين ينتمون لعشائر عربية عريقة، وقادمون من مختلف المناطق السورية، خصوصاً العمال والفنيين والمهندسين، والذين عملوا في السد أثناء تشييده وبعد الانتهاء منه. وتحوّلت الطبقة بعد افتتاح السد إلى مركز استقطاب للسكان، فسكنها آلاف منهم، فنشأ مجتمع جديد، هو خليط يضم مكونات الشعب السوري كافة. وكانت المدينة تتمتع بخدمات جيدة، فضلاً عن جوها الساحر.
كذلك اكتسبت المدينة أهمية أخرى بعد إنشاء مطار عسكري في السبعينيات من القرن الماضي، ويقع إلى الجنوب الشرقي منها بنحو خمسة كيلومترات، شهد معركة كبرى في صيف عام 2014 انتهت بسيطرة "داعش" عليه، فبات قاعدة عسكرية مهمة له. وتحاول قوات "سورية الديمقراطية" انتزاع السيطرة على هذا المطار الاستراتيجي، والذي يقع على الأطراف الشمالية من بادية الشام في بقعة جغرافية واسعة. وتتمتع الطبقة بموقع مهم، فهي عقدة اتصال جغرافي بين عدة محافظات سورية، إذ يمر إلى الجنوب منها بعدة كيلومترات الطريق الدولي الذي يربط حلب بالرقة ودير الزور، ويتفرع عنه طريق يربط الرقة بحماة وحمص ومنها إلى دمشق. تحيط بالطبقة عشرات القرى والبلدات، إذ تُعتبر هذه المدينة مركزاً تجارياً مهماً يصب فيه أغلب الإنتاج الزراعي والحيواني في الريف، وتتميز بأسواق نشطة على مدار العام.
عاشت المدينة تقلّبات كبرى خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، إذ خرجت عن سيطرة النظام في بدايات عام 2013، حين دخلها الجيش السوري الحر، ولكن سرعان ما ظهر تنظيم "داعش" الذي انتزع السيطرة عليها في بدايات عام 2014، فوجدت الطبقة نفسها ضحية صراعات مركّبة، دفع سكانها أثمانها المؤلمة قتلاً وتشريداً.
تعيش الطبقة اليوم أسوأ أيامها، إذ باتت مدينة أشباح بعد أن هجرها أهلها خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة المعارك والقصف الجوي والمدفعي الذي تسبّب بمجازر كبرى. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سكان الطبقة تقطّعت بهم السبل، بعد أن نزحوا من بيوتهم إلى القرى القريبة والبعيدة نجاة بأرواحهم من قادم مجهول. وبات سد الطبقة مهدداً بالانهيار وفق أنباء من المنطقة، ما قد يؤدي إلى كارثة من الصعب تخيلها ربما تودي بحياة عشرات آلاف المدنيين، وتدمر مدناً كاملة.
في منتصف ستينيات القرن الماضي، وقع الاختيار على موقع بالقرب من قرية صغيرة على الكتف الأيمن لنهر الفرات اسمها الطبقة، لإقامة سد مائي (يُعرف باسم سد الفرات أو الطبقة) اعتبر في حينه من أكبر السدود في الشرق الأوسط. وكان سبباً في ازدهار هذه القرية، والتي قفزت بسرعة لتصبح من أهم المدن السورية.
تُقسم الطبقة إلى قسمين: جنوبي يضم القرية القديمة والأحياء المحيطة بها التي ظهرت بعد بناء السد، وقسم شمالي يضم أربعة أحياء حديثة، بُنيت على الكتف الجنوبي للبحيرة الكبيرة التي يحتجزها السد، وكان يسكن فيها مهندسو وعمال هذا السد، إضافة إلى الخبراء الروس وعائلاتهم، والذين ساهموا في بناء السد وإدارته.
تقع الطبقة إلى الشرق من مدينة حلب بنحو 150 كيلومتراً، وإلى شمال شرقي دمشق بنحو 500 كيلومتر، ولا يفصلها غرباً سوى 50 كيلومتراً عن مدينة الرقة، والتي تتبع لها الطبقة إدارياً.
لا توجد إحصاءات رسمية يمكن الركون إليها في ما يتعلق بعدد سكان مدينة الطبقة حالياً، خصوصاً أن المدينة شهدت حركة نزوح منها وإليها منذ عام 2011، الذي شهد انطلاق الثورة السورية. ولكن مصادر محلية ذكرت لـ"العربي الجديد" أن عدد سكان الطبقة في عام 2011 كان يزيد عن المائة ألف نسمة، غير أن العدد أخيراً وصل إلى نحو الخمسين ألفاً، إذ شهدت المدينة حركة نزوح كبرى منذ سيطرة تنظيم "داعش" عليها بداية عام 2014، إبان تمدده الكبير في الجغرافيا السورية. الغالبية المطلقة من سكان الطبقة سوريون عرب، من سكانها الأصليين الذين ينتمون لعشائر عربية عريقة، وقادمون من مختلف المناطق السورية، خصوصاً العمال والفنيين والمهندسين، والذين عملوا في السد أثناء تشييده وبعد الانتهاء منه. وتحوّلت الطبقة بعد افتتاح السد إلى مركز استقطاب للسكان، فسكنها آلاف منهم، فنشأ مجتمع جديد، هو خليط يضم مكونات الشعب السوري كافة. وكانت المدينة تتمتع بخدمات جيدة، فضلاً عن جوها الساحر.
كذلك اكتسبت المدينة أهمية أخرى بعد إنشاء مطار عسكري في السبعينيات من القرن الماضي، ويقع إلى الجنوب الشرقي منها بنحو خمسة كيلومترات، شهد معركة كبرى في صيف عام 2014 انتهت بسيطرة "داعش" عليه، فبات قاعدة عسكرية مهمة له. وتحاول قوات "سورية الديمقراطية" انتزاع السيطرة على هذا المطار الاستراتيجي، والذي يقع على الأطراف الشمالية من بادية الشام في بقعة جغرافية واسعة. وتتمتع الطبقة بموقع مهم، فهي عقدة اتصال جغرافي بين عدة محافظات سورية، إذ يمر إلى الجنوب منها بعدة كيلومترات الطريق الدولي الذي يربط حلب بالرقة ودير الزور، ويتفرع عنه طريق يربط الرقة بحماة وحمص ومنها إلى دمشق. تحيط بالطبقة عشرات القرى والبلدات، إذ تُعتبر هذه المدينة مركزاً تجارياً مهماً يصب فيه أغلب الإنتاج الزراعي والحيواني في الريف، وتتميز بأسواق نشطة على مدار العام.
تعيش الطبقة اليوم أسوأ أيامها، إذ باتت مدينة أشباح بعد أن هجرها أهلها خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة المعارك والقصف الجوي والمدفعي الذي تسبّب بمجازر كبرى. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن سكان الطبقة تقطّعت بهم السبل، بعد أن نزحوا من بيوتهم إلى القرى القريبة والبعيدة نجاة بأرواحهم من قادم مجهول. وبات سد الطبقة مهدداً بالانهيار وفق أنباء من المنطقة، ما قد يؤدي إلى كارثة من الصعب تخيلها ربما تودي بحياة عشرات آلاف المدنيين، وتدمر مدناً كاملة.