الموصل بعد عام من سيطرة "داعش": التدهور سيد المشهد

10 يونيو 2015
"داعش" صادر محتويات مكتبة الأوقاف (Getty)
+ الخط -

ترسّخ تاريخ العاشر من يونيو/حزيران في ذاكرة العراقيين، لا سيما أبناء مدينة الموصل، مركز محافظة الأنبار، البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة، وهو اليوم الذي تمكن فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من فرض سيطرته على المدينة بعد هروب القوات الأمنية منها.

وافتتح "داعش" تاريخ استيلائه على المدينة بتدمير العديد من المعالم الأثرية فيها، فضلاً عن تدمير عشرات المزارات الدينية التي تعود لمسلمين ومسيحيين وديانات أخرى.

ويقول أستاذ قسم التاريخ في جامعة الموصل، أحمد قاسم، إن "أكثر من 25 مسجداً، يعتبر بعضها معالم أثرية، جرى تفجيرها من قبل تنظيم داعش، لعل أبرزها جامع النبي يونس عليه السلام".

وبحسب مدير أوقاف نينوى، أبوبكر كنعان، "يوجد في المحافظة 2856 مسجداً، من بينها 935 في مدينة الموصل، قام داعش بتفجير قرابة 27 جامعاً وضريحاً وتكية منها".

وبين كنعان أن "داعش" صادر محتويات مكتبة الأوقاف التي تضم كتباً تاريخية نفيسة، تعود لمئات السنين، أبرزها المصحف العثماني، والذي سرق من قبل التنظيم".

بدوره، يقول أستاذ الآثار في جامعة الموصل، علي المعماري، "قام التنظيم بتهريب عشرات القطع الأثرية النفيسة التي لا تقدر بثمن إلى الخارج، وبيعها في المزادات العالمية، دون اكتراث لقيمتها التاريخية عند سكان المحافظة والعراق والإنسانية جمعاء".

ويشهد الوضع الاقتصادي في ظل سيطرة "داعش"، بحسب تقارير وخبراء مطلعين، تدهوراً كبيراً إثر الحصار المفروض على المدينة، وكذلك توقف أغلب المهن عن العمل بسب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وقلة الوقود، ومضايقات "داعش".

ويقول أستاذ الاقتصاد في جامعة الموصل، عبدالله المولى، إن ما سبق "أدى إلى ارتفاع نسب البطالة بين صفوف الشباب، وزيادة نسبة الفقر".

وليس الوضع الصحي بحال أفضل، إذ يوضح رئيس اللجنة الصحية في مجلس النواب العراقي، فارس البريفاني، أن "شهادات أطباء اختصاصيين تؤكد تعذر إجراء العمليات الجراحية الكبرى للمرضى... وتشير إلى أن داعش يستغل المشافي فقط لمعالجة جرحاه، وإجراء العمليات لعناصره، بينما مستشفيات الموصل متوقفة عن استقبال الحالات الطارئة".

قطاع التعليم بدوره، كان من أبرز القطاعات المتضررة، حيث أكدت وزارة التربية والتعليم عدم اعترافها بالنتائج الدراسية الصادرة عن المحافظة في ظل سيطرة "داعش"، بينما يعاني الطلبة النازحون من عدم توفر مدارس لهم.

كل هذه السياسات والممارسات خلال عام من سيطرة "داعش" على الموصل، دفعت أبناء المدينة إلى الفرار إلى إقليم كردستان وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب ودول مجاورة للعراق.

وتؤكد تقارير أممية، أن أعداد المتقدمين من أبناء المدينة للحصول على لجوء بلغ نحو 70 شخصاً في اليوم الواحد.

اقرأ أيضاً: وصول طائرات أميركية إلى العراق للمشاركة في معركة الموصل
اقرأ أيضاً: العبادي يشرك مليشيا الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل