مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد": هذه تفاصيل الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية ببغداد
وفي هجوم جديد، سقطت خمسة صواريخ من طراز "كاتيوشا" في مناطق مختلفة داخل حرم السفارة الأميركية ومحيطها، وهو الهجوم الخامس من نوعه منذ اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقائد بمليشيات "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد، أوائل يناير/ كانون الثاني الحالي.
مسؤول عسكري عراقي في بغداد، قال، لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، إنّ "وفداً استخبارياً عراقياً اطلع على آثار الهجوم على السفارة الأميركية"، مبيناً أنّ "الصواريخ الخمسة جميعها من طراز كاتيوشا، وسقطت هذه المرة بشكل مباشر على مبنى السفارة الأميركية، وليس في محيطها، كما يحصل في المرات السابقة".
وأكد أنّ "صاروخين سقطا على النادي الرياضي والمطعم، وصاروخين على مباني المبيت للموظفين، وكراج سيارات، كما سقط صاروخ على ساحة التنس في السفارة".
وأضاف أنّ "عملية القصف أسفرت عن إصابة 5 موظفين في السفارة من حملة الجنسية الأميركية، وأحد المصابين كانت إصابته خطرة، وتم على إثرها نقله إلى الكويت لتلقي العلاج، وحالته حالياً مستقرة الآن، كما أسفرت عن خسائر مادية".
إلى ذلك، قال السياسي العراقي انتفاض قنبر، المقيم في واشنطن، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "الإدارة الأميركية أبلغت بغداد، قبل فترة، أنّ أي استهداف لمصالحها في العراق سيتم الرد عليه، وأنه إثر القصف الجديد تم تكرار الرسالة".
ورجح قنبر أن يكون هناك "رد أميركي على المليشيات الموالية لإيران التي تستهدف السفارة الأميركية منذ فترة طويلة"، كما قال مستدركاً "لكن عملية، أمس الأحد، تختلف عن سابقاتها، خصوصاً مع وجود إصابات في صفوف الأميركيين، وهذا الأمر لن تتسامح معه إدارة دونالد ترامب".
واعتبر أنّ "الحكومة العراقية عاجزة عن وقف الهجمات التي تنفذها تلك المليشيات الموالية لطهران، وبغداد تعلم جيداً أنه سيكون هناك رد أميركي قريب، وهذا الرد يأتي كرد دفاعي وليس هجومياً"، بحسب قوله.
بدوره، قال قيادي في تحالف "الفتح"، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "رئيس الحكومة عادل عبد المهدي تلقى اتصالاً من مسؤولين أميركيين، بعد عملية قصف السفارة، عبروا فيه عن غضبهم الشديد، جراء استمرار هذه العمليات من دون أي إجراء من قبل الحكومة العراقية لإيقافها".
وبيّن القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ "المسؤولين الأميركيين اتهموا، بشكل مباشر، مليشيات منضوية في "الحشد الشعبي" بهذه العملية، وأبلغوا رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بأنهم سيتخذون إجراء دفاعياً ضد تلك المليشيات، لمنع تكرار عملية قصف السفارة في بغداد".
وعن الهجوم، قال الخبير في الجماعات المسلحة العراقية هشام الهاشمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "استهداف السفارة الأميركية كسر قيود خطاب التظاهرة التي نظمت في الـ24 من الشهر الجاري، والذي تبناه مقتدى الصدر كخيار مواجهة، وهذا يعني أنّ الصدر أصبح بين نارين: المستقلون عنه بساحات التظاهرات، والخاذلون له في أفواج المقاومة (الفصائل المسلحة) ممن لم ينضبطوا لخطابه وبيانه الذي قرأ على مليونية يوم الـ24، وأظن أن هذا سيدفع الصدر لإنهاء التفاهم والتنسيق معهم، وقد حصل ذلك مرتين من قبل".
وبين الهاشمي أنه "بعد قصف السفارة، عبد المهدي أصبح على يقين بأنّ أميركا لن تجدد له الثقة بحكومة جديدة، وهو مهدد بالمطاردة القضائية الداخلية والدولية، وتسريبات أن أميركا شددت عليه بأن يأتي بالفاعلين، وإلا سيكون الرد قاسياً، كما أنّ المعطيات تؤكد أن الفاعلين هم مفرزة من القوة الصاروخية التي تتبع أحد الفصائل المسلحة، وهذا سيعقد الأمر على عبد المهدي الذي لم يبق له حليف غير أحزاب تلك الفصائل".
وأضاف أنّ "سفارات التحالف الدولي عقدت اجتماعًا وتضامنت كليًا مع أي موقف رادع يتخذ من قبل الإدارة والقوات الأميركية، كما أن القيادات العراقية السياسية، عدا أحزاب تحالف "الفتح" القريبة من إيران، كلها وصفت العمل بالاستهتار والعدوان، وهذا يعني أن الأمن العراقي عاجز عن فرض القانون وحكر السلاح بيد الدولة، ما يؤكد الفرضية، التي يرددها الغرب، أن بغداد تحكمها الجماعات المسلحة، التي تصادر قرار العراق".
وفي وقت سابق، نفت مليشيا "العصائب" ما وصفته بـ"مسؤولية فصائل المقاومة" عن استهداف السفارة الأميركية، مساء أمس الأحد، بهجوم صاروخي، مشيرة إلى أن الفصائل استغنت عن استخدام صواريخ "كاتيوشا" منذ فترة.
وقال المتحدث العسكري باسم المليشيا جواد الطليباوي، في بيان: "مرةً أخرى نؤكد على أن القصف الصاروخي الأخير لسفارة (الشر) في بغداد ليس من عمل فصائل المقاومة العراقية".
وأضاف: "أكدنا في وقتٍ سابق أن فصائل المقاومة لن تستهدف السفارات والبعثات الدبلوماسية في العراق"، مبيناً أن "الصواريخ المستخدمة في القصف هي من الأسلحة التي استغنت عنها فصائل المقاومة منذ أعوام".
وتابع الطليباوي: "أكَّدنا سابقاً أنَّ ردَّنا على عملية اغتيال الحاج أبو مهدي المهندس لا يقل عن مستوى رد الجمهورية الإسلامية على اغتيال الحاج قاسم سليماني".
من جانبه، قال رئيس تحالف الفتح" وزعيم مليشيا "بدر"، هادي العامري، اليوم الاثنين، إنّ قصف السفارة الأميركية في بغداد، أمس الأحد، هدفه إعاقة رحيل القوات الأجنبية، مضيفاً، في بيان: "نرفض الاعتداء على مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية في العراق، وهذه الأعمال التخريبية هدفها خلق الفتنة وإعاقة مشروع السيادة ورحيل القوات الأجنبية التي صوت عليه مجلس النواب".
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس الأحد، سقوط 5 صواريخ "كاتيوشا" على المنطقة الخضراء من دون وقوع خسائر.
وفجر اليوم الاثنين، دعت الولايات المتّحدة العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسيّة الأميركيّة.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة، في بيان: "ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسيّة".
وأضاف: "منذ سبتمبر/أيلول وقع أكثر من 14 هجومًا من جانب إيران والمليشيات المدعومة إيرانيًّا ضدّ موظّفين أميركيّين في العراق". وتابع: "لا يزال الوضع الأمنيّ متوتّراً، وما زالت الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران تُشكّل تهديدًا. لذلك، نبقى يقظين".