وأوضح الموقع أنه "مع وجود 30 مليون كردي عرقي يعيشون في منطقة تمتد على أربعة بلدان، فإن تركيا وإيران والعراق لديها مصلحة مشتركة في خنق الدولة الوليدة، على الرغم من أن ذلك يعني تخلي أنقرة عن الحليف الكردي الذي كانت تعتمد عليه في حربها ضد حزب العمال الكردستاني في الداخل، وضد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية".
وبالتوازي مع ذلك كان أقل وضوحاً من هي الدول التي شجعت البرزاني على تنفيذ خطوة الاستفتاء، حيث كانت إسرائيل هي اللاعب الوحيد في المنطقة الذي قام بذلك علنا، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي لتحقيق دولته".
ولفت الموقع إلى أن "موقف إسرائيل مبني على حقيقة أن وجود دولة كردية سيعني الحد من نفوذ تركيا وإيران والعراق في الشرق الأوسط، وهذه هي أيضا نفس مصلحة السعودية في دعم استقلال كردستان".
وبالنسبة للخطاب المعلن كان موقف السعودية هو دعم وحدة العراق، إلا أن السعودية أرسلت أربعة مبعوثين إلى مسعود البرزاني لتشجيعه على المضي بمشروع تقسيم العراق، وبالتالي تهديد مصالح تركيا وإيران، وكان الجنرال المتقاعد أنور عشقي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جدة أحد هؤلاء المبعوثين السعوديين.
كان عشقي صريحا حول منطق المملكة، حيث قال لمجلس العلاقات الخارجية إن "إنشاء كردستان الكبرى بالوسائل السلمية سيؤدي إلى تقليص الطموحات الإيرانية والتركية والعراقية، وسيحول ثلث أراضي كل من هذه الدول إلى تبعية دولة كردستان".
وكرر عشقي دعمه لدولة كردستان المستقلة باتصال هاتفي مع وكالة سبوتنيك الروسية، حيث قال إن "المملكة لن تقف في طريق إرادة الشعب، وأعتقد أن الأكراد لهم الحق في أن يكون لديهم دولة مستقلة".
وكانت السعودية قد أرسلت رسالة أخرى في نفس السياق في شهر آذار/مارس الماضي، حيث قال مستشار الديوان الملكي السعودي، عبدالله الربيعة، لصحيفة عكاظ، إن "كردستان العراق تتمتع بقدرات اقتصادية وثقافية وسياسية وعسكرية عالية، ومن المستحيل على إيران وتركيا تقويض حلم كردستان بالاستقلال".
وأرسلت السعودية مزيدا من الرسائل التي تفيد بتغير سياساتها في المنطقة، حيث ظهر وزير شؤون الخليج السعودي، ثامر السبهان، في صورة مع المبعوث الأميركي الخاص، بريت مكغورك، في أثناء زيارتهما إلى ريف الرقة للقاء قوات سورية الديمقراطية التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري، ويبدو أن هذه الزيارة كانت رسالة سعودية إلى تركيا.
وبمجرد خسارة الأكراد في العراق لمدينة كركوك وحقولها النفطية، قفزت السعودية من السفينة مجدداً، حيث دعا الملك سلمان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إلى زيارة الرياض الأسبوع المقبل بعد أن أكد له دعم المملكة لوحدة العراق.
ويخلص تحليل الموقع إلى القول أن انسحاب الولايات المتحدة التدريجي المستمر من منطقة الشرق الأوسط خلق فضاء خالياً للسلطة، ما فسح المجال للقوى الإقليمية للانخراط في صراعات على هذا الفضاء، وما شجع البرزاني أيضا على محاولة استغلال الموقف بتشجيع سعودي لإعلان دولة كردستان.
لكن السعودية وحليفتها الإمارات لم تتمكنا من تقديم شيء للبرزاني في الوقت الذي يبدو فيه أن قاسم سليماني، قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني، قد نجح في إقناع جناح الاتحاد الوطني في البشمركة (جناح الطالباني) للتوصل لاتفاق مع الحشد الشعبي والجيش العراقي وتجنب الصدام العسكري المباشر، خصوصا مع انسحاب الحشد وبقاء الجيش العراقي والقوى الأمنية في المنطقة المتنازع عليها.
ويختم تحليل الموقع بالقول إن "المملكة العربية السعودية أضعف إقليميا من أي وقت مضى، فهل سوف ترى وتتعلم في كل مرة تلعب بها لعبة العروش وتخسر؟ إن إرث هذه المغامرات السعودية الوحيد هو قائمة متزايدة من المدن السنية المدمرة والملايين من اللاجئين.
الأطلال واللاجئون هي نتيجة لما يسمى بقيادة السعودية للعالم العربي السني".