اشتباك فالس وأوتان بفرنسا: المرشح الرئاسي يمتطي حصان الإسلاموفوبيا

16 ديسمبر 2016
عداء فالس للإسلام ليس جديداً (جواليان ماتيا/Getty)
+ الخط -
مواقف رئيس الحكومة الفرنسية السابق والمرشح الحالي لانتخابات اليسار الفرعية مانويل فالس، من الإسلام وخاصة الإسلام الفرنسي ليست جديدة. وبعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا، سنة 2015، اكتشف الفرنسيون مُنظّرا في هذا المجال، فبدأ باستخدام مصطلح "الفاشية الإسلامية"، رغم انتقاد علماء الاجتماع الفرنسيين للمصطلح العنيف والملتبس، ثم بدأ فالس يرى الإخوان المسلمين والسلفيين في كل مكان، وهو "يبشر" الرأي العام الفرنسي (القلق حينها من الإرهاب وتبعاته) بأنه سيقضي عليهم.

وطبعا أخذ المفكر السويسري، طارق رمضان، حصته من الانتقادات والتضييقات، كما تعرضت كل الشخصيات التي تخالف فالس الرأي إلى الانتقاد والوصم، بمن فيهم علماء الاجتماع، والمناضلة اليسارية كليمنتين أوتان، المُعارِضة بشكل صارم للخط الاجتماعي الليبرالي للرئيس هولاند وفالس، منهم.

أمس الخميس، 15 ديسمبر/كانون الأول، أعلن المرشح فالس بلقاء في إذاعة فرانس أنتير، وهو ينتقد خصومه السياسيين من عائلة اليسار ويدافع عن خطه: "يوجد أحيانا يسار غير قابل للمصالحة، حين يقول جان - لوك ميلينشون بأن فرانسوا هولاند أسوأ من ساركوزي، أو أن مانويل فالس أسوأ من جان ماري لوبين. أو حين تظهر كليمنتين أوتان مع طارق رمضان والإخوان المسلمين وتعقد اتفاقات معهم".

يعود بنا مانويل فالس إلى اللقاء السنوي (لمكافحة الإسلاموفوبيا وكل أشكال العنصرية) الذي تعقده جمعيات وأحزاب سياسية فرنسية وشخصيات مستقلة، والذي ستُجرى دورته الثالثة يوم الأحد القادم 18 ديسمبر/ كانون الأول.

يُلمّح مانويل فالس إلى الدورة الثانية من اللقاء السنوي، بتاريخ 11 ديسمبر/كانون الأول 2015، والتي شارك فيها بعض أعضاء حركة "معا" (حركة من أجل بديل يساري وبيئي متضامن)، التي تترأسها كيلمنتين أوتان، لكن بصفة شخصية إلى جانب شخصيات أخرى، من بينهم ألن غريش ولورونس بليسون وبيير تارتاكوفسكي وآخرون، يمثلون أحزابا سياسية ومنظمات حقوقية وقضائية فرنسية، لكن من دون حضور كليمنتين أوتان، التي أكدت، غير مرة، أنها لم تشارك في هذا اللقاء السنوي، وأضافت أن حركة "معا" لم توجه أي دعوة لها للمشاركة فيه، ولم تكن حاضرة، "ولكن كانت هناك في اللقاء، سواء على المنصة أو في القاعة، شخصيات محترمة. كان يتوجب أن يحظى هذا اللقاء بالإعجاب أو الانتقاد لما يتضمنه، لا لتصويره بشكل كاريكاتوري ومشوه، لسبب بسيط هو تواجد طارق رمضان".

وجدير بالذكر أنه طيلة فترة الانتخابات الجهوية، سنة 2015، كانت كليمنتين أوتان عرضة لاتهامات من قبل ساسة عديدين ووسائل إعلام فرنسية، تقول إنها دعت للمشاركة في لقاء مع طارق رمضان، وحينها وصفها رئيس الحكومة مانويل فالس بأنها: "إسلامو-يسارية".
 

وقد اضطرت أوتان، التي عانت وحركتها "معا" بعد هذا اللقاء من حملة تحريض وإدانة لفترة طويلة، من قبل أطراف في اليمين وأيضا في اليسار الحكومي (المصطلح الأثير على قلب مانويل فالس)، إلى الردّ بعد تصريحات المرشح فالس، وكانت ردودها، على حساب فيسبوك، واضحة: "لم ألتقِ أبدا بطارق رمضان، ولم  أنظّم أي لقاء معه ولا تقاسمتُ منبرا معه ولا مع أي كان من الإخوان المسلمين".    

واعتبرت أوتان أن ما جاء في كلام مانويل فالس محض افتراءات كاذبة، وأن "كلامه الكاذب يوجه ضربة للنقاش الديمقراطي، وقد اتصلت بمحاميّ من أجل دراسة الرد القضائي الذي سيلي".

كما استهجنت المناضلة اليسارية تصميم مانويل فالس على مهاجمتها باستمرار، قائلة "لقد وصفني سابقا بأني إسلامو-يسارية، والآن، يتهمني بالتواطؤ مع الإخوان المسلمين"، وأضافت: "إنه يُقصي من ينتقدون الحصيلة السياسية لحكومته عبر استخدام أشياء غبية وعبثية. أنتم تعرفون أنه قبل سبعين سنة، كان يسود الحديث عن اليهودية-البلشفية. يبدو كما لو أننا نستنشق الآن عبق سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي".