أبازيد لـ"العربي الجديد": النظام تسبب بنزوح 200 ألف من درعا ومقتل 90

28 يونيو 2018
معاناة النازحين تتفاقم (عمار آل علي/ الأناضول)
+ الخط -



أكد مدير المكتب الإعلامي بالدفاع المدني في محافظة درعا، عامر أبازيد، في حديث خاص لـ"العربي الجديد" أن الحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام السوري بغطاء جوي من الطائرات الروسية وبالاشتراك مع المليشيا الإيرانية على محافظة درعا، ركزت منذ انطلاقها في التاسع عشر من الشهر الحالي، على ريف درعا الشرقي الشمالي بشكل عام، وبشكل خاص على منطقة اللجاه ومدينة بصر الحرير وبلدة ناحتة.

وأوضح أن الطيران الحربي والمروحي لا يغادر اليوم سماء حوران ككل، ولكن التركيز الآن على كل من أحياء مدينة درعا (الحراك، وكحيل، والمسيفرة، والغارية الشرقية، والجيزة، وصيدا، وابطع، ونوى، وطفس، وداعل، والصورة، والغارية الغربية، والكرك الشرقي، والطيبة، ورخم، وبصرى الشام، وعلما).

وعن أعداد الضحايا الذين سقطوا منذ بداية الحملة حتى الآن، قال أبازيد إن عددهم بلغ ما يقارب 90 مدنيا، بالإضافة إلى إصابة نحو 150 مدنيا حتى يوم أمس الأربعاء، فيما بلغ عدد النازحين ما يقارب الـ175 ألفا إلى 200 ألف مواطن هربوا من العمليات العسكرية مؤكدا أن عمليات النزوح لا تزال مستمرة حتى اللحظة بسبب توسع نطاق العملية العسكرية.


وعن الوجهة التي يتبعها النازحون وفيما إذا كان هناك مناطق أكثر أمانا، بيّن أبازيد أن معظم النازحين يتوجهون إلى ريف درعا الشرقي الجنوبي بالقرب من الحدود السورية الأردنية. كما توجه قسم منهم إلى الحدود مع الجولان المحتل، لاعتقادهم أن هذه المناطق قد لا يستهدفها الطيران الحربي الروسي، وتعد مناطق أقل خطرا بشكل نسبي من المناطق الأخرى.

كما أشار أبازيد إلى أن الوضع في المناطق التي تستقبل هذا الكم الهائل من النازحين مأساوي للغاية، إذ لا توجد مخيمات تستوعب هذا العدد الكبير من المهجرين. كما أن احتياجاتهم تفوق قدرة المنظمات التي تعمل في المنطقة وحتى قدرة سكان تلك المناطق على استيعاب هذا الكم الهائل من المهجرين، لافتاً إلى أن معظم المناطق التي نزح إليها المدنيون، تعيش حالة قلق في حال استمرار العملية العسكرية.

وبشأن دور الدفاع المدني اليوم في درعا أكد أبازيد أن مهمته تتجلى بشكل رئيسي بالتوجه إلى الأماكن المستهدفة وإخلاء المدنيين من أماكن القصف إلى أماكن أكثر أمانا، بالإضافة إلى تجهيز بعض المدارس في ريف درعا الشرقي الجنوبي بالتنسيق مع الهيئات والمجالس المحلية هناك، فضلاً عن إسعاف المصابين ونقلهم إلى أقرب نقطة طبية في المنطقة.

وأكد مدير المكتب الإعلامي في الدفاع المدني بدرعا، أن أكثر المخاطر والمصاعب التي يوجهها الدفاع المدني هي استهداف فرقه بشكل مباشر ومقصود من قبل الطيران الحربي والمدفعية، بالإضافة إلى كثافة القصف على المنطقة المستهدفة الأمر الذي يزيد من صعوبة العمل. وأكد في هذا الصدد أنه "تم استهداف بعض فرق دفاعنا المدني أثناء الاستجابة عدة مرات كما تم استهداف مركز الدفاع المدني في بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، حيث سوي المركز بالأرض ولكن اقتصرت الأضرار على الماديات".

في المقابل قال" فقدنا ثلاثة عناصر من الدفاع المدني أثناء تأديتهم لعملهم منذ بداية الحملة، اثنان منهم استشهدا في بصر الحرير وآخر في مدينة الحراك".

وعن استهداف المراكز الصحية قال أبازيد إن هناك استهدافا متعمدا للمراكز الصحية والمشافي أدى إلى خروج أربعة منها عن الخدمة حتى الآن، موضحا أنه في حال خروج مركز عن الخدمة يتم توجيه الحالات إلى المشافي القريبة في المنطقة. وهذا الأمر يسبب إرباكا بسبب خطورة الطريق وتأخر الحالات في الوصول لتلقي العلاج، بالإضافة إلى الخطورة التي يتعرض لها العناصر أثناء نقل الحالات.



أما عن وجود معابر اتجاه مناطق النظام، فأكد أبازيد وجود بعض المعابر، ولكنه لفت إلى أن هناك تشديداً كبيراً عليها من الطرفين، وفضل عدم التعليق على موضوع خروج عائلات باتجاه تلك المناطق، لافتاً من جهة أخرى إلى أن "الحدود الأردنية السورية لا تزال مغلقة للأسف".