أحد شيوخ البلدة ويدعى ناصر الجنابي قال لـ "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن جرف الصخر تتعرض لحملة واسعة للتغيير الديموغرافي، مؤكدا أن سكان البلدة ما زالوا مشردين في بغداد والمحافظات الشمالية والغربية بسبب عدم السماح لهم بالعودة الى منازلهم.
وأشار الى إرغام عدد كبير من سكان جرف الصخر على بيع منازلهم وأراضيهم بأثمان بخسة لعناصر في مليشيا "الحشد الشعبي"، لافتا الى قيام المليشيا بجلب أسره عناصرها من جنوب العراق وإسكانها في البلدة من أجل إحداث تغيير في تركيبتها السكانية.
وأكد تحول جرف الصخر الى أكبر معقل للمليشيات العراقية، مبينا أن البلدة تضم أكبر سجن للمليشيات التي تحتجز فيه أكثر من خمسة آلاف مدني مختطف اعتقلتهم أثناء هروبهم من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" في محافظة الأنبار (غرب العراق).
وأوضح الجنابي أن أبرز المليشيات التي تسيطر على جرف الصخر هي، مليشيا "كتائب حزب الله العراقي"، ومليشيا "عصائب اهل الحق"، ومليشيا "بدر"، ومليشيا "سرايا السلام"، ومليشيات اخرى، مشيرا إلى انعدام أي وجود للجيش العراقي والشرطة الاتحادية في المنطقة.
الى ذلك، قال أحد سكان جرف الصخر الذي نزح إلى حي المهدية (جنوب بغداد) قبل ثلاث سنوات، ويدعى كامل الجنابي، إنه حصل على معلومات تؤكد قيام المليشيات بتفجير منزله ومنازل إخوته بعد سرقة محتوياتها، فضلا عن الاستيلاء على أربع سيارات حديثة كانت قرب هذه المنازل، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أنه سلك جميع السبل من أجل الحصول على وعود بعودة نازحي البلدة لكن دون جدوى.
وانتقد قيام المليشيات بإحياء احتفالات تحرير مناطق متفرقة من البلاد، في الوقت الذي ما يزال عشرات الآلاف من سكان جرف الصخر ممنوعين من العودة، مشيرا الى وجود تواطؤ حكومي مع المليشيات التي تقوم بعمليات تغيير ديموغرافي في البلدة على مرأى ومسمع من الجميع.
وكشف نائب الرئيس العراقي اياد علاوي في وقت سابق عن توجه قيادات في مليشيا "الحشد الشعبي" إلى إيران لمناقشة عودة نازحي جرف الصخر، مؤكدا أن الإيرانيين حولوا الملف إلى رجل يعيش في لبنان.
وأعلنت القوات العراقية في خريف عام 2014 عن تحرير بلدة جرف الصخر من سيطرة تنظيم "داعش" قبل أن تسلمها بشكل كامل إلى مليشيا "الحشد الشعبي" التي حولت اسمها إلى "جرف النصر" ومنعت عشرات الآلاف من سكانها من العودة. كما قال نواب عراقيون إن المليشيا تحتجز أكثر من ثلاثة آلاف مختطف قبضت عليهم في محافظة الأنبار أثناء هروبهم من مناطق القتال مع "داعش".