احتجاجات السودان: الأمن يمنع وصول المتظاهرين إلى شارع القصر الرئاسي بالخرطوم

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
17 يناير 2019
89064926-41A1-4BBA-9138-4EC94E96F5A0
+ الخط -
تجددت الاحتجاجات الشعبية في السودان، التي دخلت اليوم الخميس شهرها الثاني، وحاول مئات المحتجين الوصول إلى شارع القصر الرئاسي بالخرطوم، استجابة لدعوة المعارضة لتسيير موكب "الحرية والتغيير".

إلا أن قوات الأمن والشرطة أغلقت كل الطرق المؤدية إلى الشارع، فتجمع المحتجون في مناطق متفرقة هاتفين بسقوط النظام، ومرددين شعاراتهم اليومية "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"سلمية سلمية ضد الحرامية"، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، إلا أنهم يتجمعون من حين إلى آخر في مكان جديد، إذ انتقلت الاحتجاجات من وسط الخرطوم إلى منطقة بري شرق الخرطوم. 

كما شهدت مناطق بولاية الجزيرة وسط السودان احتجاجات مماثلة، كذلك شهدت مدينة القضارف شرق السودان، احتجاجات شارك فيها آلاف الأشخاص الذين توزعوا على عدد من أحياء المدينة. وطبقاً لشهود عيان، فإن عمليات الكرّ والفرّ لا تزال مستمرة بين المتظاهرين والشرطة، التي تتدخل باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وغرب البلاد، بدأت احتجاجات مماثلة في مدينة الأبيض، وتدخلت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع. ولم يختلف الحال في شمال البلاد أيضاً، ففي مدينة عطبرة مهد الحراك الشعبي، أبلغ شاهد عيان "العربي الجديد" أن عشرات الأشخاص خرجوا في تظاهرات سلمية للمطالبة بإسقاط النظام، حيث حاول المتظاهرون في المدينة الوصول إلى مكان التجمع، إلا أن قوات الشرطة فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

كما شهدت أحياء امتداد ناصر والرياض، احتجاجات مماثلة، أحرق خلالها شبان إطارات السيارات، مرددين شعارات الحراك الشعبي.



وكانت المعارضة السودانية قد دعت إلى التجمع اليوم، في وسط العاصمة الخرطوم، والتوجه في "موكب الحرية" إلى القصر الرئاسي، لتسليم مذكرة تطالب الرئيس عمر البشير بالتنحي عن السلطة.

وأوضحت المعارضة في بيانٍ أصدرته منذ أيام، أن التجمعات الشعبية المقررة اليوم، لن تكون محصورة في الخرطوم وحدها، بل ستشمل، بالتزامن، عدداً من المدن الأخرى.

وذكر "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، في بيانٍ منفصل صدر في ساعة متأخرة من مساء أمس، أن 12 مدينة أعلنت استعدادها للخروج في مواكب اليوم الخميس، وهي الخرطوم العاصمة، مدني ورفاعة (وسط)، سناروالدويم (جنوب)، عطبرة (شمال)، بورتسودان والقضارف (شرق)، أم روابة والأبيض والجنينة وأبو جبيهة (غرب).

ويُكمل الحراك الشعبي اليوم الخميس شهره الأول، بعدما كان قد انطلق في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كردّ على أزمة الخبز وارتفاع الأسعار من مدينتي عطبرة وبورتسودان، ومع مرور الوقت، ارتفع سقف المطالب لدى المحتجين ليصل إلى حدّ المطالبة بسقوط النظام.


قلق أممي إزاء "القوة المفرطة"

إلى ذلك، عبرت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه اليوم عن "قلقها الشديد" إزاء "الاستخدام المفرط" للقوة ضد المتظاهرين في السودان. وكتبت المفوضة "إن الرد القمعي لا يمكن إلا أن يفاقم المظالم".

وأضافت "أعبر عن بالغ قلقي للمعلومات التي تفيد بحصول استخدام مفرط للقوة، بما فيه استخدام الرصاص الحي، من قبل قوات أمن الدولة السودانية أثناء تظاهرات".

ودعت باشليه الحكومة السودانية إلى "الحرص على أن تتعامل قوات الأمن مع التظاهرات بما يتطابق مع الالتزامات الدولية للبلاد في مجال حقوق الإنسان وعبر حماية الحق في التجمع السلمي".

وأضافت أنه تم تشكيل "لجان تقصي وقائع" من جانب السلطات وأعلنت أن مكتبها مستعد لإرسال فريق إلى السودان لتقديم المشورة للسلطات والتأكد من أنها تعمل وفق التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان.

وتابعت "أحض السلطات (..) على حل هذا الوضع المتوتر عبر الحوار وأدعو كافة الأطراف للامتناع عن اللجوء للعنف".

ذات صلة

الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.