سيدي بوزيد تحيي الذكرى السادسة للثورة التونسية

17 ديسمبر 2016
"ساحة محمد البوعزيزي" (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -


تُحيي تونس، اليوم السبت، ذكرى مرور ست سنوات على اندلاع الثورة في 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 2010، حين أقدم الشاب محمد البوعزيزي على إضرام النار في جسده، في قلب مدينة سيدي بوزيد جنوبي البلاد، فاتحاً بذلك مساراً جديداً من النضال، من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وللمناسبة، عقدت هيئة "المهرجان الدولي لثورة 17 ديسمبر"، مؤتمراً صحافياً، أمس الجمعة، لتقديم برنامج الدورة السادسة للمهرجان الذي اختارت له شعار "ثورة 17 ديسمبر/كانون الأول واستحقاقات التونسيين".

وقال المتحدث باسم هيئة المهرجان يوسف الجلالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ذكرى الثورة التي تحتفل بها محافظة سيدي بوزيد في مهرجانها السنوي، تعتبر عيداً لكل التونسيين، لأنّها أخذت بعداً عربياً وعالمياً".

وأوضح أنّ اختيار المهرجان لشعار "ثورة 17 ديسمبر واستحقاقات التونسيين"، يعود إلى "انحراف مسار الثورة الذي أخذ توجهات أخرى انقلبت على المبادئ الأساسية"، بحسب قوله.

وفي ذكرى الثورة أيضاً، ذكر "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، في بيان، أمس الجمعة، إنّ "تونس حققت توافقاً أسّس لدستور الجمهورية الثانية، وأمّن مسار الانتقال الديمقراطي السلمي"، مشيراً في الوقت عينه إلى "دور الصراع السياسي والمدني، وحجم التضحيات التي قدمتها القوى الديمقراطية وقوات الأمن والجيش حين تنامى الخطر الإرهابي والتطرّف الديني"، بحسب البيان.

واعتبر رئيس المنتدى عبد الرحمن الهذيلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "كل الحكومات المتعاقبة فشلت في وضع خطة واضحة تستجيب لتطلعات الشباب، وتتمكن من تحقيق إنقاذ اقتصادي ونهوض اجتماعي، ووضع برامج للتنمية في المناطق".

ولفت  إلى "وجود بوادر تؤشر إلى عودة ممارسات النظام البائد في المماطلة، وتشويه الحركات الاجتماعية والدفع نحو حلول أمنية وقضائية للحد من تأثيرها وتوسّعها".

وحذر الهذيلي من "خطر الالتفاف على الثورة وعلى مطالبها، وما تضمنه الدستور الجديد من حقوق تساوي بين المواطنين، وتلزم الدولة بوضع السياسات العامة والتشريعات الضامنة لاحترامها"، معتبراً أنّ "الانتقال الديمقراطي في تونس لن يكتمل، من دون استكمال بناء المؤسسات الدستورية واحترام استقلاليتها، والالتزام بمقومات دولة القانون، وتبنّي خيار تنموي جديد".

ودعا المنتدى نشطاء الحركات الاجتماعية ومناصريها، ومكونات المجتمع المدني، والمنظمات النقابية، إلى استثمار إحياء ذكرى ثورة 17 ديسمبر/كانون الأول، لتعبئة المواطنين والرأي العام عبر التجمّع في الساحات العامة، والتظاهر السلمي، من أجل استعادة مطالب الثورة في التنمية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومقاومة الفساد المستمر.

يذكر أنّ الاحتفالات بذكرى الثورة التونسية، قد انطلقت الأربعاء الماضي، وتختتم يوم غد الأحد، تتخللها عروض مسرحية وفنية بساحة الثورة في سيدي بوزيد، ومعرض صور فوتوغرافية بعنوان "سيدي بوزيد عبر التاريخ"، فضلاً عن عروض أخرى لفنانين من خارج تونس، على غرار عرض الفنان المصري أحمد شيبة في "ساحة محمد البوعزيزي".

وفي هذا السياق، أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، عن دعم ميزانية "مهرجان ثورة 17 ديسمبر 2010"، بـ100 ألف دينار وتحويله إلى مهرجان دولي، ودعم ميزانية المهرجان الصيفي في سيدي بوزيد.



المساهمون