يوميات قبل تنحّي مبارك: "أحد الشهداء" ولقاءات سليمان

06 فبراير 2014
+ الخط -

"أحد الشهداء". هكذا سمى "ائتلاف شباب الثورة" هذا اليوم قبل 3 سنوات، وفاء لمن سقطوا منذ اندلاع الثورة يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011، وفي محاولة منهم لخلق حالة من الزخم الثوري خاصة بعد موقعة الجمل، 2 فبراير/شباط من العام نفسه، التي حاول فيها أنصار الرئيس المخلوع حسني مبارك فض الاعتصام في ميدان التحرير الذي بدأ صبيحة يوم 29 يناير/كانون الثاني.

لقاء المخابرات

شهد هذا اليوم أيضاً لقاء رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية الأسبق، عُمر سليمان، الذي عيّنه مبارك نائباً له في 29 يناير/كانون الثاني 2011، عدداً من ممثلي الأحزاب السياسية وشباب الثورة، الأمر الذي أثار حفيظة قوى وحركات ثورية رأت أن "الميدان" هو السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الثورة. اعتبرت هذه الحركات أيضاً قبول بعض القوى السياسية الانتقال بمطالب الثورة من "الميدان" إلى مائدة مفاوضات يديرها الجنرال المعروف بعلاقته الوثيقة بالرئيس المخلوع "خيانة للثورة". صبّت القوى الثورية جام غضبها على الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي مثل الجماعة في الاجتماع، وداومت على انتقاده على خلفية هذا اللقاء الذي حضره أيضاً ممثلون عن أحزاب التجمع والوفد والناصري الذين يمثلون أبرز قوى تحالف 30 يونيو/حزيران الذي مهد للانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز الماضي.

سقطة الإخوان

"قبول الإخوان الجلوس مع عمر سيلمان سقطة كبيرة، وكانت أولى محاولات السلطة استقطاب الجماعة بعيداً عن المشهد الثوري"، هذا ما قال القيادي السابق بـ"ائتلاف شباب الثورة"، الذي تأسس يوم 5 فبراير/شباط، محمد القصاص. وأوضح القصاص، في تصريحات لـ"الجديد": "خشينا وقتها من انسحاب الإخوان من الميدان فكان هذا أشبه بالكارثة وكفيلاً بفشل الاعتصام لأنهم أبرز القوى المشاركة في الاعتصام بأعداد كبيرة". "ما أثار استياءنا أن النظام الحاكم حمّل الإخوان مسؤولية ما وصفه وقتها بـ"أعمال العنف والبلطجة"، فكيف يقبلون بعدها بالجلوس مع الرجل المقرب من المخلوع؟"، تساءل القصاص.

وتابع "كان الائتلاف قد اتخذ قراراً بعدم التفاوض قبل رحيل مبارك، وأيد المعتصمون هذا القرار، ورفضنا الدعوة التي وجهت لنا لحضور الاجتماع، وفوجئنا بذهاب الرئيس المعزول محمد مرسي والقيادي الإخواني محمد سعد الكتاتني". وأكمل: "لم نهتم وقتها بمشاركة أحزاب الوفد والتجمع والناصري في اللقاء لأنها في النهاية جزء من المعارضة الكارتونية، ولم يكن وجودها قوياً في الميدان". "رفضنا أيضاً مشاركة عدد من شباب الثورة هم مصطفى النجار وعبد الرحمن يوسف وياسر الهواري في اللقاء، علمنا في ما بعد أن الأجهزة الأمنية المصرية اعتقلت الهواري يوم 25 يناير/كانون الثاني ثم أفرجت عنه للذهاب إلى اللقاء"، أضاف القصاص.

وكشف القصاص، الذي كان عضواً في الجماعة وقتها قبل فصله بعد الثورة، عن "استياء قواعد الجماعة من قرار الجلوس مع سليمان لدرجة أن مجلس الشورى العام انعقد وقتها لبحث الأمر وشهد مشادات عنيفة".

وأكمل: "اضطرت الجماعة بعدها لتنظيم لقاءات لتوضيح الرؤية في محاولة منها لامتصاص غضب قواعدها في القاهرة والمحافظات بسبب وجود حالة من السخط والتذمر جراء ما حدث".

وتابع "هرعت بعض القيادات بالجماعة للقاء سليمان لتحقيق بعض المكاسب، على الرغم من اتساع رقعة الاعتصام الذي وصل لمجلس الشعب وانطلاق مسيرات من الجامعات والنقابات صوب ميدان التحرير بعد موقعة الجمل".

وأضاف "للأسف، بعض هذه القيادات لم يؤمن وقتها بالثورة وكان يرى الاعتصام مجرد حراك يمثل ضغطاً على السلطة الحاكمة للاستجابة لبعض المطالب، وهو ما يمثل انخفاضاً في سقف المطالب".

جدير بالذكر أن المتحدث الأسبق باسم الحكومة المصرية، مجدي راضي، قال إن "جلسة الحوار التي عقدت بين نائب الرئيس سليمان ومجموعة من ممثلي المعارضة والشخصيات المهمة انتهت إلى التوافق على تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون أشهر، وإنهاء حالة الطوارئ وتشكيل لجنة للمتابعة والتنفيذ وتحرير وسائل الإعلام والاتصالات وملاحقة المتهمين في قضايا الفساد".

المساهمون