مصر طالبت "حماس" بمعطيات حول أسرى الاحتلال لدى المقاومة

03 ابريل 2016
ترفض "القسام" إعطاء أي معلومات للاحتلال دون ثمن(محمد أسد/الأناضول)
+ الخط -


كشفت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد"، أن مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري، طلبوا من وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والذي زار القاهرة أخيراً بعد فترة طويلة من التوتر في العلاقات بين الطرفين، الكشف عن معلومات تتعلق بجنود إسرائيليين فُقدوا خلال الحرب الأخيرة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014. وأوضحت المصادر أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي قبل أيام، "أنّ تقدّماً حصل في ملف الجنود المفقودين في غزة"، جاء بالتزامن مع زيارة وفد الحركة إلى القاهرة عائداً من الدوحة، بعد مشاورات أجراها هناك مع بقية أعضاء المكتب السياسي ورئيسه خالد مشعل، بشأن المطالب المصرية في اللقاء الأول مع وزير الاستخبارات المصري ومسؤولي الملف بالجهاز، وهو اللقاء الذي سبق سفر وفد "حماس" إلى الدوحة بأسبوع تقريباً.
ولفتت المصادر إلى أن الطرف المصري تطرّق إلى الحديث عن مصير الجنود الإسرائيليين المفقودين، بعد طلب وفد الحركة الذي ضم كلاً من موسى أبو مرزوق، ومحمود الزهار، وخليل الحية، وعماد العلمي، ونزار عوض، الكشف عن مصير أعضاء الحركة الأربعة الذين اختُطفوا في وقت سابق داخل الأراضي المصرية، بعد مرورهم من معبر رفح في طريقهم إلى رحلة علاجية في الخارج، بحسب تصريحات رسمية صادرة عن الحركة وقتها.
ووضعت مصادر متقاطعة مصرية وفلسطينية الطلب المصري في خانة "سلّة" المطالب أو الملفات التي يُجري الوفدان ما يشبه التفاوض حولها في إطار "صفقة" تحسين العلاقات وفتح معبر رفح ووقف ما يشبه الحرب المصرية الرسمية ضد حركة "حماس". ولا تخرج الرغبة المصرية باستعادة الدور المفقود فلسطينياً، عن عناصر تلك "السلة"، إذ يمكن للقاهرة أن تؤدي دوراً يعود لها بفوائد كبيرة على الصعيد الإقليمي إذا عادت إلى ما يشبه دور "الوسيط المقبول" بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية عموماً، مثلما كان عليه الحال في نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. في المقابل، فإنّ حركة "حماس" أيضاً قد لا تمانع مثل تلك العودة المصرية في حال حصل تعديل حقيقي في نهج النظام المصري إزاءها، لجهة التخفيف من الطابع العدائي الذي تتسم به طريقة تعاطي الحكم في مصر بعد يوليو/ تموز 2013 مع الملف الفلسطيني، خصوصاً ما يتعلق بالمقاومة ضد إسرائيل. طريقة تعاطٍ اختصرتها مصادر إسرائيلية حتى بالقول إن مصر أكثر من إسرائيل نفسها في التشدد ضد حركة "حماس"، وهو ما دفع بمصادر من الحركة إلى القول، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة، إن التفاوض المباشر مع تل أبيب ربما يكون أقل تكلفة من بعض "الوسطاء العرب"، في إشارة إلى إصرار القاهرة في حينها على ما يشبه الاستسلام الكامل للمقاومة.


الرغبة المصرية بالعودة إلى دور مقبول فلسطينياً، ربما تعود إلى واقع أن القاهرة حالياً خسرت تقريباً كل أوراقها الفلسطينية، باستثناء دعمها سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بينما لم تطوَ بعد صفحة الجهود الهادفة إلى تخفيف حصار الاحتلال على قطاع غزة، وهو محور نقاش جدي بين أنقرة وتل أبيب، في ما يتعلق بالميناء البحري المحتمل، والمطار، وتحديد شروط تخفيف هذا الحصار عموماً.
وكانت "كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد كشفت يوم الجمعة، عن أربع صور لجنود إسرائيليين مفقودين في غزة منذ العدوان الأخير عليها، والذين لم تعلن كتائب "القسام" سابقاً عنهم. وكانت الكتائب قد أعلنت خلال العدوان الأخير على غزة أنها أسرت جندياً إسرائيلياً واحداً شرق غزة، وبعدها بأيام أعلنت إسرائيل فقدان ضابط من الجيش في عملية نفذتها "حماس" شرق رفح، لكنّ "القسّام" تتمسك حتى الآن بأنّ الاتصال لا يزال مفقوداً مع الجهة المنفذة.
وإلى جانب آرون شاؤول، والذي أعلنت "القسّام" أسره في الحرب، عرضت الكتائب صورة لهدار غولدن، والذي قالت إسرائيل إنّ "حماس" أسرته شرق رفح، وأسفل الصورتين عرضت "القسّام" صورتي الجندي أبراهام منغيستو، والجندي البدوي، والذي قيل في غزة قبل فترة إنّ "القسام" استدرجته.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد عيّن ضابطاً برتبة عقيد في جيشه ليكون مختصاً بمتابعة ملف جنوده المفقودين، بعد إصرار "القسّام" على عدم منح أية معلومات من دون مقابل، وكذلك إعلانها خلال مفاوضات الوساطة المصرية في عام 2014 لإنهاء الحرب على القطاع، فصل التفاوض على الأسرى والجنود المفقودين عن أي من الأمور الأخرى المتعلقة بالقطاع.

المساهمون