ليبرمان يعد الإسرائيليين بالهدوء بعد استعادة الأسد الجنوب السوري

02 اغسطس 2018
أكد ليبرمان استمرار إسرائيل بالعمل لتحقيق مصالحها(Getty)
+ الخط -
في ما يعكسُ رهانات تل أبيب على التحولات التي طرأت في جنوب سورية مؤخراً، وعد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان المستوطنين في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنه سيكون بإمكانهم أن يعيشوا بهدوء، بعد "استقرار" نظام الأسد وعودته للسيطرة على المناطق الحدودية.

وخلال تفقده إحدى قواعد الدفاع الجوي شمال الأراضي المحتلة، صباح اليوم الخميس، قال ليبرمان إن "تحولاً إيجابياً طرأ على البيئة الأمنية الإسرائيلية بعد استقرار نظام حكم الأسد واستكمال سيطرته على الجنوب السوري"، معتبراً أن من مصلحة إسرائيل أن تعود الأمور إلى "ما كانت عليه قبل نشوب الحرب الأهلية في سورية".

ونقل موقع "معاريف" عن ليبرمان قوله أيضاً إن "الأمور باتت أفضل، فالآن يوجد عنوان داخل سورية. يوجد حكم مركزي وسيكون مسؤولاً أمامنا"، مشدداً على أن إسرائيل "لم ولن تتدخل في الشأن السوري الداخلي ما دام يتمّ احترام اتفاق فصل القوات للعام 1974، وبشرط ألا تكون سورية قاعدة متقدمة لإيران، وألا تتحول إلى محطة لنقل السلاح إلى حزب الله".

وقال وزير الحرب الإسرائيلي "إن الهدوء يمثل مصلحة لنا ولنظام الأسد، فالنظام يعي تماماً ماذا يمكن أن يحدث في حال لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، وأنا متأكد من أن الأسد يأخذ ما أقول بعين الاعتبار".

وعما إذا كان يرى أن انسحاب "حزب الله" من سورية ضمن مؤشرات عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة السورية، قال ليبرمان إنه ليس بإمكانه استخلاص مثل هذا الاستنتاج، مشيراً إلى أن إسرائيل استخلصت العبر من حرب لبنان الثانية، ونشرت قواتها بشكل مناسب لمواجهة أيّ تحديات يمكن أن تنطلق من سورية أو لبنان.

وشدد على أنه في حال تمّ الوفاء بهذه الشروط، فإن إسرائيل لن تتدخل في سورية، ولن تنفذ هجمات داخلها، مشدداً على أن تجاوز هذه الشروط يعني "أننا سنعمل بكل حرية من أجل ضمان تحقيق مصالحنا".


وحذر ليبرمان من أن إسرائيل على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تطور على الجبهة الشمالية، مشيراً إلى أن أذرع جيش الاحتلال، وضمن ذلك منظومات الدفاع الجوية، مستعدة لمواجهة أي تحد.

وزعم ليبرمان أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية أثبتت فعاليتها من خلال إسقاط الطائرة السورية مؤخراً، والتصدي للقاذفات الصاروخية التي تنطلق من سورية، وتسقط عن طريق الخطأ شمال إسرائيل.

جنوب سورية في قبضة الأسد

ميدانياً، تتلاحق التطورات العسكرية في الجنوب السوري بشكل "دراماتيكي"، حيث سيطرت قوات النظام على آخر قرية كان يسيطر عليها مسلحو تنظيم "داعش"، الذين باتوا اليوم ما بين قتيل وطريد.

وذكرت وكالة "سانا" للأنباء، التابعة للنظام، أن قوات الأخير سيطرت على آخر قرية كان يسيطر عليها فصيل "جيش خالد" التابع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، مشيرة الى أن هذه القوات اشتبكت مع آخر تجمعات الفصيل المذكور في قرية القصير، بعد سيطرتها خلال اليومين الماضيين على بلدة الشجرة وقرى عابدين ومعربة وكويا وبيت آره. وأفادت الوكالة بأن "وحدات الاقتحام" في قوات النظام تلاحق من تبقى من مسلحي "جيش خالد" الذين فروا إلى الوديان المجاورة، وسط انهيار كامل في صفوفهم، وفق الوكالة.

في هذه الاثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس استسلام أكثر من 160 من مسلحي فصيل "جيش خالد" في جنوب غرب سورية، مؤكدة إنهاء وجود تنظيم "داعش" و"هيئة تحرير الشام"، في السويداء ودرعا والقنيطرة بشكل كامل. وكانت فصائل معارضة أجرت مصالحات مع النظام قتلت عدداً من مسلحي هذا الفصيل استسلموا لها منذ يومين، وفق ما نقلت وسائل إعلام عن مصادر محلية.

على صعيد ذي صلة، رفض مصدر دبلوماسي روسي اتهامات المفوضية الأممية لحقوق الإنسان السلطات السورية بتعزيز حضور مسلحي "داعش" جنوبي البلاد، ووصفها بأنها تشويه للحقائق.

ونقلت وكالة "نوفوستي" اليوم عن المصدر زعمه أن "تصريحات المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تشوه الوقائع بكل وقاحة، فلم تكن هناك أي اتفاقات مع "داعش" وما كان لها أن تتم أصلا، كما ليس هناك ولم تحدث إطلاقا أي عمليات لنقل عناصر "داعش" من مخيم اليرموك وحي التضامن والحجر الأسود نحو الجنوب، خلافا لما تدعيه المفوضية".

وكانت المعارضة السورية أكدت أن النظام أبرم اتفاقاً مع تنظيم "داعش" جنوب دمشق نقل بموجبه مسلحي التنظيم الى ريف السويداء الشرقي، فيما أكدت مصادر محلية أن عدداً من مسلحي التنظيم الذين هاجموا قرى في السويداء منذ أيام عدة، كانوا من ضمن الذين نُقلوا من مخيم اليرموك جنوب دمشق.

الشرطة العسكرية الروسية ستؤمن نقاط الأمم المتحدة بالجولان
إلى ذلك، أعلن رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، اليوم الخميس، عن إمكانية استئناف عمل قوات حفظ السلام الأممية بمرتفعات الجولان، مشيرا إلى أن هذه القوات قد نفذت الدورية الأولى.

وقال رودسكوي في مؤتمر صحافي: "تم خلق الظروف لاستئناف نشاط قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في المنطقة الفاصلة بين سورية وإسرائيل بمرتفعات الجولان، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 350 لعام 1974".

وذكّر بأن عمل المراقبين الدوليين في هذه المنطقة توقف عام 2012 لاعتبارات أمنية، قبل أن يضيف: "برفقة الشرطة العسكرية الروسية، نفذ أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة اليوم، أول دورية في المنطقة الفاصلة منذ ست سنوات".

وأوضح رودسكوي أنه "بهدف استبعاد الاستفزازات المحتملة أمام نقاط الأمم المتحدة على امتداد خط "برافو"، تقرر نشر ثماني نقاط مراقبة للشرطة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الروسية"، مشيرا إلى أنه سيتم تسليمها لقوات النظام السوري مع استقرار الأوضاع.

المساهمون