العراق: أطراف سياسية متهمة بالدخول على خط التظاهرات لوضع الكاظمي بمواجهة الشارع
وشهدت مدن عدة جنوبي العراق أعمال شغب وحرق لمقرات حزبية، خاصة في محافظة واسط جنوبي البلاد، خلال الساعات الماضية، وهو ما تبرأ منه متظاهرون عراقيون واعتبروه من أفعال جهات سياسية معارضة لحكومة مصطفى الكاظمي التي لم يمض على تشكيلها أسبوع واحد، في إشارة إلى قوى سياسية مقربة من إيران، وقفت ضد حكومة الكاظمي، وأبرزها ائتلاف "دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي الذي أعلن رفض التصويت للحكومة.
وتتواصل منذ صباح اليوم، في بغداد وواسط والناصرية وبلدات عدة جنوبي البلاد، تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب، وجرت بشكل سلمي، لكن جماعات مجهولة، يؤكد المتظاهرون ولجان التنسيق أنهم لا يعرفونها، أقدمت على إحراق بعض المباني ورمي قوات الأمن بالحجارة.
وقال عضو تحالف "سائرون"، الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، النائب علي اللامي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ تظاهرات اليوم تظهر وجود جهات سياسية داخلها تعمل على استغلال الحراك الشعبي لضرب الحكومة وعرقلتها مبكراً.
Twitter Post
|
وأضاف اللامي أن "الكثير من مطالب المتظاهرين تم تحقيقها، مثل قانون الانتخابات، وتغيير مفوضية الانتخابات، وتغيير الحكومة، وإلغاء مجالس المحافظات، ويجب إعطاء الحكومة الحالية فرصة تنفيذ ما جاءت من أجله، وعلى رأسها الانتخابات المبكرة"، مؤكداً أن "هناك جهات سياسية ستدفع بعناصر مخربة للقيام بأعمال عنف، وهذه الجهات السياسية تريد سيل دماء جديدة للعراقيين، حتى توجّه اتهامات إلى الكاظمي وحكومته، بأنه قتل العراقيين"،
وبحسب ناشطين في مدينة الكوت، العاصمة المحلية لمحافظة واسط جنوبي العراق، وكذلك العاصمة بغداد، فإن هناك اتهامات لجهات سياسية بالدخول على خط الاحتجاجات والقيام بأعمال عنف وشغب باسم المتظاهرين لتصفية حسابات سياسية.
ويقول الناشط المدني سجاد حسين، لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين في العاصمة العراقية بغداد وباقي مدن الجنوب اتفقوا على أن تكون هناك تظاهرات شعبية سليمة، هدفها تذكير الحكومة الجديدة بأهم مطالب المتظاهرين، من محاسبة قتلة المتظاهرين وإجراء الانتخابات المبكرة، وحصر السلاح بيد الدولة والحفاظ على سيادة العراق".
وأضاف: "هناك أشخاص نراهم لأول مرة في تظاهرات اليوم، وهم من يقود العنف وعملية رمي الحجارة على قوات الأمن، أو محاولة عبور الحواجز الأمنية، وهم بالتأكيد من جمهور الأحزاب لا جمهور العراق"، وفقاً لقوله.
وأضاف أن "جهات سياسية اليوم تبيّن أنها تعد العدة للتدخل بالاحتجاجات العفوية والشعبية، وسنفضحها، وهي تريد تحقيق مكاسب لها لا للشارع، وحالياً نعمل على السيطرة على الموقف وإبعاد كل العناصر التي تحاول جرّ التظاهر إلى أعمال عنف وتصادم مع قوات الأمن"، كاشفاً عن أن "بعض الأحزاب نصبت خياماً لها بساحة التحرير من خلال أعضائها الذين ارتدوا ثوب الانتفاضة".
Twitter Post
|
إلى ذلك، رجّحت النائبة عن تحالف "القوى العراقية"، محاسن حمدان، وجود أطراف سياسية دخلت إلى خط التظاهرات، خصوصاً من الجهات المعارضة للكاظمي وحكومته.
وأضافت، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يمكن الاعتراض على رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، فلم يمر أسبوع على تسلمه الحكومة، فعلى أي أساس يتم الاعتراض عليه؟".
Twitter Post
|
في المقابل، قال القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، سعد المطلبي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "ائتلاف دولة القانون ليس له أي علاقة بهذه التظاهرات وليس له أي أهداف فيها".
وبيّن المطلبي أن "التظاهرات حالياً هي فعلاً مدفوعة من جهات سياسية، لكن هذه الجهات مشاركة في حكومة الكاظمي، المختلفة فيما بينها على حقيبة وزارة النفط، التي لم تحسم حتى اللحظة".
وأكد القيادي في ائتلاف دولة القانون أن "التظاهرات في هذه التوقيت مع التصعيد غريبة جداً، وهي تظاهرات سياسية وليست شعبية، وهدفها سعي بعض الجهات السياسية إلى الهيمنة على وزارة النفط، بالضغط على الكاظمي والأطراف الأخرى في الشارع العراقي".