العراق: المالكي يقود حملة تشويه ضد العبادي

18 يونيو 2015
المالكي يسعى إلى الإطاحة بالعبادي (Getty)
+ الخط -
لم يهدأ الصراع بين رئيسي الوزراء السابق والحالي للعراق، منذ أن أزاح حيدر العبادي سلفه نوري المالكي عن سدّة الحكم، ليبدأ الأخير بحملات تشويه وسحب البساط من الأول، وصلت هذه الأيام مراحل متقدمة وعلنية من الصراع تُعتبر الأشد منذ أشهر، حيث أكد نائب رئيس الوزراء العراقي، بهاء الأعرجي، أن الصراع في الحكومة هو صراع (شخصي ـ حزبي) ضحيته المواطن، وأن ائتلاف دولة القانون، بزعامة المالكي، يعمل ضد العبادي.

وقال الأعرجي إن كثيرين تحالفوا ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وخاصة (ائتلاف دولة القانون)، وأن العبادي قال أكثر من مرة إنه جاء بإرادة "التحالف الوطني"، وحين يشاء التحالف أن يغيره فهو مستعد لذلك، "لكن المشكلة أنهم لا يريدون لهذه الحكومة أو لرئيس الوزراء أن ينجحا، وحتى لو بقي العبادي أربع سنوات فهم يريدونه أن يبقى ضعيفاً، وبالتالي فالصراع شخصي - حزبي، ومن يدفع ثمنه هو المواطن العراقي".

إلى ذلك، أشارت كتلة المواطن التي يتزعمها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عمار الحكيم، أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي طلب من خلفه حيدر العبادي عدم ذكر الحكومة السابقة بسوء، الأمر الذي تطور إلى مشادة كلامية بين الطرفين.


وقال النائب عن كتلة المواطن، فيصل الزبيدي، في حديث خاص مع "العربي الجديد" إن اجتماعا لائتلاف دولة القانون دعا له المالكي وحضره العبادي، وإن الرجلين دخلا في مشادة كلامية حادة، نتيجة ما يعتبره المالكي إشارات سلبية صدرت من العبادي بشأن أداء حكومته السابقة، مشيرا إلى أن رد العبادي كان حاسما ورفض تحمل مسؤولية الأخطاء التي ارتكبتها حكومة المالكي.

وأوضح الزبيدي أن العبادي يشكو من مخططات يسعى المالكي من خلالها إلى الإطاحة بحكومته، فيما وجه العبادي تهما لسلفه بسحب مليارات الدولارات من صندوق التنمية العراقي، وأن العملية تمت بأمر شخصي من المالكي، وأن فواتير الصرف المقدمة ليست دقيقة وتشير بوضوح إلى عملية نصب واحتيال كبيرة تعرضت لها خزينة الدولة.

وكان العبادي قد غير الكثير من القادة الأمنيين وبعض السياسيين الذين يشغلون مناصب حساسة في فترة حكم المالكي، وتمت إحالة بعضهم إلى التقاعد، خشية من حدوث انقلاب يقوده أنصار المالكي، سواء سياسيا أو عسكريا.

ويطفو اليوم على السطح صراع من نوع جديد، له أثره السلبي على الشارع العراقي، من خلال سعي الرجلين إلى كسب المليشيات الفاعلة في العراق، لما لها من دور كبير وأثر خطير في الساحة العراقيّة، والسياسية منها على وجه الخصوص، بعد أن باتت تلك المليشيات القوة الأولى في العراق، وتراجع الجيش والشرطة إلى مرتبة ثانية.

ويثير هذا الصراع مخاوف المواطنين الذين يرون أن المليشيات اكتسبت من خلال التنافس والصراع حصانة وسلطة فوق سلطة القانون، مما يمنحها الفرصة الأكبر لتنفيذ أجنداتها.

وقال مصدر مقرب في التحالف الوطني لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، إنّ "رئيس الوزراء حيدر العبادي يرصد ويتابع بدقة تفاصيل تحركات سلفه المالكي، خشية من محاولته عمل أي شيء يعرقل الحكومة أو يسيء إلى شخص رئيسها"، مؤكدا أن المالكي بدأ، منذ فترة، بمحاولة تزعم الحشد الشعبي، وكسب ود فصائله، من خلال دعمها مادياً ومعنويا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة أثارت قلق العبادي ومخاوفه، ودفعته أيضاً إلى كسب ود الفصائل المسلحة بكل أسمائها وبذخ الأموال لها، فضلاً عن السعي إلى ضمّها إلى قانون الحرس الوطني، وتشريع قوانين تضمن حقوق منتسبيها، وبذل الوعود والضمانات لها.

اقرأ أيضا: العراق: جهود يبذلها فريق المالكي لتنفيذ إعدام جماعي