مقتل "مُغني داعش" الفرنسي وأخيه متبني اعتداءات باريس في الباغوز السورية

05 مارس 2019
خرجت زوجته وأطفالها مع مئات الأشخاص من الباغوز (Getty)
+ الخط -
أكدت زوجة جان ميشال كلان، وهو متطرف فرنسي انضم إلى صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، اليوم الثلاثاء، مقتله الشهر الماضي، من جرّاء غارة شنها "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن شرق سورية، وذلك بعد يومين من مقتل شقيقه فابيان، الذي أعلن بصوته تبني التنظيم اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 التي شهدتها باريس، بغارة مماثلة.

وبحسب محققين فرنسيين، فإن فابيان (41 عاماً) هو من سجّل التبني الصوتي لاعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس، والتي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً ومئات الجرحى، في حين أدى شقيقه جان ميشال (38 عاماً) الأناشيد في التسجيل.

وورد اسما جان ميشال وفابيان، في العديد من ملفات مكافحة الإرهاب، ويعدان من قدامى أعضاء "التيار الجهادي" الفرنسي.

وقالت دوروثي ماكير، زوجة جان ميشال، أثناء انتظارها في نقطة فرز لمليشيا "قوات سورية الديموقراطية"، بعد خروجها في عداد مئات الأشخاص من الجيب المحاصر لـ"داعش" في الباغوز، إن "طائرة من دون طيار قتلت شقيق زوجي، ثم قتلت قذيفة هاون زوجي".

وقتل فابيان في غارة شنتها طائرة من دون طيار تابعة لـ"التحالف الدولي" في 20 شباط/فبراير في بلدة الباغوز. ونجا جان ميشال من الغارة ذاتها، رغم إصابته، وفق زوجته، التي خرجت برفقة أطفالها الخمسة، أصغرهم رضيع عمره أسبوعان، وأكبرهم فتاة تبلغ 13 عاماً، وقالت إنها فقدت ثلاثة أطفال آخرين من جراء القصف.
ونشرت وكالة "فرانس برس" صورة لماكير، وهي جالسة على الأرض مرتدية النقاب وقفازين أسودين، مع ابنتيها المنقبتين، بينما تحمل رضيعها ملفوفاً بغطاء ملون، ويستلقي طفل رابع قربها على الأرض بين عبوات مياه بلاستيكية وعلبة حفاضات وحليب أطفال.

ولدى سؤالها عمّا كان الشقيقان يقومان به في كنف التنظيم، أجابت أن زوجها كان "يغني" بينما شقيقه "يكتب كلمات الأغنيات".


وبعد إثبات تورّط الشقيقين في اعتداءات باريس 2015، أصدر قضاة التحقيق مذكرة توقيف بحقهما في حزيران/يونيو 2018.

وفابيان الملقب بعمر، اعتنق الإسلام في التسعينيات، وأصبح متشدّداً، وكذلك شقيقه. والاثنان كانا مقرّبين من الخلية التي نفذت اعتداءات باريس وبروكسل في العامين 2015 و2016.

وقالت ماكير إنّ ما تريده حالياً هو "مواصلة العيش هنا من أجل أطفالي، وأن يدعوني أمارس ديني مع أطفالي بسلام"، مضيفة: "هذا ما يطلبه كل مسلم بكل بساطة". وعما تطلبه من بلدها فرنسا، أجابت: "لا أريد أن أطلب منهم شيئاً". ورأت أنّ "وضع الأمهات في السجن وفصلهن عن أطفالهن، لأمر محزن مع حالة الصدمة التي عاشها الأطفال".

وأعربت ماكير عن اعتقادها بأن المتطرفة الفرنسية حياة بومدين، التي لا يزال مصيرها مجهولاً، قد قتلت أيضاً في الباغوز "في الأيام الأخيرة"، من دون أن تقدم أي تفاصيل أخرى.

وبومدين (30 عاماً) هي زوجة أميدي كوليبالي، أحد مخططي ومنفذي اعتداء في باريس في كانون الثاني/يناير 2015، الذي تسبب بمقتل 17 شخصاً.

وخرج الثلاثاء، مئات الأشخاص، من نساء وأطفال ورجال، من جيب التنظيم المحاصر في الباغوز، غداة إحصاء مليشيا "قسد" خروج ثلاثة آلاف شخص في اليومين الأخيرين، بعدما أبطأت وتيرة هجومها المدعوم من "التحالف الدولي".


(فرانس برس)