تجددت الاشتباكات، مساء اليوم الأربعاء، بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل "فاثبتوا" في الأطراف الغربية من مدينة إدلب بعيد فشل المفاوضات التي تمت بواسطة وجهاء بين الهيئة وفصائل غرفة عمليات "فاثبتوا"، بعد رفض الهيئة الإفراج عن القياديين والعناصر الذين قامت أخيرا باعتقالهم في إدلب.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، ذكرت مصادر من المدينة مفضلة عدم ذكر اسمها، أن الاشتباكات تجددت مساء اليوم، عقب هجوم من "هيئة تحرير الشام" على المواقع التي تسيطر عليها "فاثبتوا" في الأطراف الغربية لمدينة إدلب ومحيطها.
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد كثفت من انتشارها الأمني في إدلب ووضعت حواجز في مختلف الأحياء فضلا عن تسيير دوريات متحركة، بالتزامن مع تشديد وتعزيز قواتها في المقرات والمباني داخل المدينة، مشيرة إلى وجود آليات ثقيلة من بينها دبابة على المحور الغربي للمدينة.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين الطرفين يوم أمس في عدة مناطق من مدينة إدلب وريفها، أسفرت عن وقوع جرحى من المدنيين، حيث أصيبوا بالرصاص والقذائف العشوائية التي أطلقت خلال الاشتباكات.
وبحسب المصادر، فإنه لم يكن من المتوقع أن تقدم فصائل "فاثبتوا" على عملية اقتحام في المدينة لأنها تدرك أن الجولاني قد أعد الفخاخ والكمائن لها داخل المدينة، ولكن "هيئة تحرير الشام" استبقتها بالهجوم.
وقالت المصادر إن المفاوضات التي دارت بين الطرفين بوساطة قياديين ووجهاء وشيوخ محليين لم تصل إلى نتيجة حتى مساء اليوم، وذلك بعيد صدور عدة نداءات من قياديين سابقين في الهيئة يطالبون الجولاني بـ"تحكيم شرع الله، وتحكيم العقل وتوجيه السلاح نحو العدو".
وصدرت عدة بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها بيان ضم أسماء 25 شخصا من حاملي الجنسية المصرية من المنتمين للفصائل المتشددة في إدلب، طالبوا الجولاني وقادة "فاثبتوا" بـ"التحلي بالصبر وتحكيم العقل، وتوجيه السلاح نحو العدو".
وكانت فصائل "فاثبتوا" قد أصدرت بيانا، أمس، دعت فيه "هيئة تحرير الشام" إلى إطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم "أبو مالك التلي" المنشق عن الهيئة، وهددت بالرد في حال عدم تنفيذ ما تريده. أما "هيئة تحرير الشام" فقد ردت ببيان حذرت فيه عناصرها وقيادييها من مغبة الانشقاق عنها.
وبحسب المصادر، تعد المنطقة الغربية من إدلب بؤرة التوتر الأكبر بين الطرفين، وهي التي شهدت الاشتباكات الأعنف وأصيب خلالها أربعة من القياديين الأمنيين في "هيئة تحرير الشام" وتم نقل أحدهم لتلقي العلاج قرب معبر باب الهوى.
وذكرت المصادر أن منطقة الكورنيش الغربي ومنطقة عرب سعيد، غرب إدلب، توجد فيها تعزيزات من "حراس الدين"، وهو الفصيل الأقوى والأكبر ضمن غرفة عمليات "فاثبتوا".
ويتخوف المدنيون من اندلاع اشتباكات، حيث أفادت المصادر بأن مدنيين في قرية كفر روحين قرب إدلب طالبوا حاجز الهيئة بمغادرة القرية منعا لحدوث اشتباك يخل بأمن المدنيين الذين يعيشون بهدوء منذ مارس/ آذار في ظل وقف الغارات الجوية والقصف الصاروخي من النظام السوري على هذه المنطقة.
وكانت غرفة عمليات "فاثبتوا" قد تشكلت أخيرا من فصائل "تنسيقية الجهاد"، و"لواء المقاتلين الأنصار" و"جماعة أنصار الإسلام"، و"جبهة أنصار الدين"، وتنظيم "حراس الدين".
وبدأت "هيئة تحرير الشام" هذا الأسبوع بشن حملة اعتقالات طاولت المنشقين عنها وعلى رأسهم "أبو مالك التلي"، أمير "لواء المقاتلين الأنصار"، وكان سابقا عضو "مجلس الشورى" في "هيئة تحرير الشام"، وأمير "جبهة النصرة" في القلمون بريف دمشق.