سِهام ضد نتنياهو: مسؤول عن الوصول إلى "لوزان"

16 ابريل 2015
الكونغرس (بيل أولي/getty)
+ الخط -
تعالت أصوات قيادات يهودية أميركية تحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية عن ولادة اتفاق "لوزان" والمتعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني، وتعتبره الطرف الوحيد المسؤول عن تدهور العلاقات الأميركية الإسرائيلية.

وتأتي هذه الانتقادات في الوقت الذي وجهت فيه أوساط أميركية انتقادات غير مسبوقة لجماعات الضغط اليهودية، واتهامها بالهيمنة الفعلية على مقاليد الأمور في الولايات المتحدة وتهديد الديمقراطية الأميركية. فقد أبدت قيادات يهودية امتعاضها من محاولة نتنياهو دق إسفين بين اليهود الأميركيين وكل من الحزب الديمقراطي والرئيس باراك أوباما. ورفض المدير العام لـ"الرابطة اليهودية ضد التشهير" ، أبراهام فوكسمان، الانتقادات الرسمية الإسرائيلية الحادّة لاتفاق "لوزان"، محملاً نتنياهو المسؤولية عن بلورة الظروف التي قادت إلى هذا الاتفاق.

وشدّد فوكسمان على أن رفض نتنياهو التنسيق مع أوباما وإحجام حكومته عن التنسيق مع الإدارة الأميركية، مهّد لمولد هذا الاتفاق. ونقلت "معاريف" في عددها الصادر أمس عن فوكسمان قوله إن نتنياهو تجاهل حرص أوباما على التأكيد على التزامه بضمان تفوّق إسرائيل النوعي على جيرانها وتعهده بالحفاظ على أمنها، وأصرّ على العمل مع الغالبية الجمهورية في الكونغرس.

واعتبر أن العلاقة مع الولايات المتحدة هي أهم ذخر لإسرائيل، مما يوجب الحفاظ عليها بكل قوة. 

اقرأ أيضاً: تحذيرات إسرائيلية من خطر "إذلال أوباما"


بدوره، قال الرئيس السابق للحركة الإصلاحية اليهودية في الولايات المتحدة، أريك يوفا، إن نتنياهو ارتكب كل الأخطاء الممكنة عندما حاول تجنيد الكونغرس بشكل فظ ضدّ أوباما. ونقلت "معاريف" عن يوفا قوله إن نتنياهو بدلاً من أن يحرص على التنسيق مع أوباما من أجل الحصول منه على تعهدات بشأن الاتفاق النهائي مع طهران، اختار التحريض على الرئيس بشكل مزعج.

وحذّر يوفا من محاولة نتنياهو الزج بالكونغرس في المعركة ضد أوباما، مشيراً إلى مخاطر أن تصبح إسرائيل مادة للتجاذبات الحزبية داخل الولايات المتحدة بعدما كانت محور إجماع. 

وحسب يوفا، فإن اليهود في الولايات المتحدة لن يتحولوا إلى كارهين لأوباما والحزب الديمقراطي

لمجرد أن لديهم ملاحظات على اتفاق "لوزان". 

وفي السياق، وفي سابقة غير معهودة، وجّهت نخب أميركية انتقادات حادة لدور اللوبي اليهودي في إملاء الأجندة الإسرائيلية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ونقلت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس، شهادات قدمها أعضاء كونغرس سابقون ورجال استخبارات أميركيون في الاحتياط تؤكد أن اللوبي اليهودي هو من يدير شؤون الولايات المتحدة. 

اقرأ أيضاً: الحكومة الإسرائيلية تراهن على الكونغرس لتعطيل اتفاق مع إيران


ونقلت الصحيفة عن السيناتور الأميركي السابق بول فيندلي (94 عاماً) قوله إن أحد أصدقائه من الدبلوماسيين كان لا يجرؤ على إبلاغ وزير الخارجية بانتقاده للسياسات الإسرائيلية عبر القنوات الرسمية، ويفعل ذلك فقط خلال اللقاءات المباشرة مع الوزير خشية أن يتعرض للأذى.

وأضاف فيندلي أنّ "عدداً كبيراً من الموظفين في دوائر الإدارة المختلفة يحصلون على رواتبهم مما يقدمه دافع الضرائب الأميركية، ومع ذلك يرون أن مهمتهم الرئيسة هي الدفاع عن مصالح إسرائيل وليس مصالح الولايات المتحدة".

واعتبر أن المنظمات اليهودية عملت على حرمان الأميركيين من حق التعبير عن الرأي من خلال عدم السماح بأي انتقادات لإسرائيل، موضحاً أن هذه المنظمات لا تتردد في اتهام كل من يوجه انتقاد لإسرائيل بأنه "لاسامي"، مشدداً على أن الخوف بات يشل قدرة الأميركيين على التعاطي بشكل سوي مع الصراع العربي الإسرائيلي. وأكد أن النخب السياسية المنتخبة لا تدير شؤون الولايات المتحدة بل اللوبي اليهودي، الذي يملي السياسات ويحرص على تنفيذها.

بدوره، قال نيك رحال، الذي كان عضواً في مجلس النواب لمدة 38 عاماً، إن رجال الأعمال اليهود قد خطفوا الديمقراطية الأميركية من خلال توظيف تمويل الحملات الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس. وضرب رحال مثالاً الدور الذي يقوم به الملياردير شيلدون أدلسون، الذي يعد من أكبر داعمي اليمين الصهيوني، ويتبرع بمئات الملايين من الدولارات لدعم مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس. 

علماً أن شيلدون أدلسون صديق شخصي لنتنياهو، وقد دشن صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي تعد أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، من أجل التسويق لمواقف نتنياهو.

وفي السياق، قال القائد السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية "سي.آي.إيه"، بول بيلار، إن اعتراض المنظمات اليهودية وإسرائيل على الاتفاق النووي مع إيران يأتي لأن دوائر صنع القرار في تل أبيب ترى أنه في حال تم شطب البرنامج النووي من جدول الاهتمام العالمي سيتم التركيز على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وهذا ما يهدد مصالح اليمين الإسرائيلي. 

ونقلت "هآرتس" عن عدد من قادة التنظيمات الطلابية الأميركية قولهم إن المنظمات اليهودية تشنّ حرباً لا هوادة فيها عليهم من أجل منعهم من التعبير عن انتقاداتهم لسياسات إسرائيل ولوقف مظاهر دعمهم للشعب الفلسطيني.

ونقلت الصحيفة عن قادة الطلاب قولهم إن منظمة "هليل" اليهودية المتخصصة في مراقبة الأنشطة الطلابية المساندة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية تمارس إرهاباً ضد الجامعات لمنعها من السماح بأنشطة لصالح الفلسطينيين.

المساهمون