وجاء في البيان أن "تحرير الشام" ترفض استهداف أي تجمع مدني بغرض الإخافة والتفريق، وتعد بـ"محاسبة من تجرأ وأطلق النار"، مشيراً إلى أن "الهيئة" قررت تعليق المعبر بعد مطالب ونداءات من فئات مختلفة من المزارعين والعمال وأصحاب المعامل والمداجن والتجار، وتحقيقًا للمصلحة العامة، بحسب تعبير البيان.
ورفع المتظاهرون شعارات وأطلقوا هتافات طاولت الهيئة وقائدها أبو محمد الجولاني، وعبروا عن رفضهم لافتتاح المعابر مع مناطق النظام، ما سبب مشاكل اقتصادية لهم، وتحسناً في الأوضاع الاقتصادية للنظام.
وقال نزار الحمادي، وهو أحد المتظاهرين ونازح من بلدة كفرومة إلى بنش، في حديث لـ"العربي الجديد": "نحن اليوم خرجنا بهذه التظاهرة للتعبير عن رفضنا لمعابر الذل والخيانة". وشبّه الحمادي إصرار الهيئة على سياسة افتتاح المعابر بالمتخلي عن "ثأر أبيه"، وطالب "حكومة الإنقاذ" التابعة للهيئة بالاستقالة إذا كانت تعتبر نفسها مستقلة وغير تابعة للهيئة، في حين دعا عناصر الهيئة لترك المكاتب وأماكن سيطرتهم بين المدنيين والالتحاق بنقاط الرباط على الجبهات.
وأعرب محمد علوش، وهو متظاهر من أهالي مدينة بنش، عن رفض المتظاهرين جميعاً ومعهم أهالي إدلب، افتتاح أي معبر يؤدي لاستفادة النظام منه، معتبراً أن النظام الذي يقوم باستهداف المدنيين بالقصف والقتل وحصار القرى والبلدات، لا يقابل بافتتاح معابر تخفف من أعبائه.
وكان محتجون قد خرجوا، أمس الخميس، في بلدة معارة النعسان رفضاً لافتتاح الهيئة معبراً تجارياً مع مناطق النظام، ما استدعى رد عناصر الهيئة بإطلاق الرصاص الحي، وأسفر ذلك عن مقتل متظاهر، لتتراجع الهيئة عن افتتاح المعبر.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام، اليوم الجمعة، قريتين في ريف إدلب الجنوبي. وقالت مصادر محلية إن قوات النظام استهدفت مجدداً قريتي كنصفرة والبارة في جبل الزاوية بقذائف الهاون، في خرق متكرر يومياً لاتفاق الهدنة، الذي تم التوصل إليه في 5 مارس/آذار الماضي بين الطرفين الروسي والتركي.
إلى ذلك، أعرب المبعوث الأميركي الخاص الى سورية جيم جيفري، عن أمله بأن تواصل تركيا الضغط على "الجماعات المتشدّدة، بما في ذلك جماعة هيئة تحرير الشام"، في محافظة إدلب. وأضاف جيفري خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو كول نظمته مؤسسة المجلس الأطلسي، أنه "كان هناك تبادل لإطلاق النار، وهناك بعض الضغوط المفروضة عليهم. نأمل أن نرى استمراراً لذلك"، بحسب وكالة "رويترز".